رصاصة واحدة | الجزء الأول | قصص قصيرة🔥🔥

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 21 авг 2024
  • #قصص ناريمان
    رواية رصاصة واحدة
    بقلم دنيازادة
    رواية قصيرة
    قسم من وحي الأعضاء
    منتديات روايتي الثقافية
    الجزء الأول
    تأملت بعينيها المطعم الصغير الذي يتناولان فيه العشاء. أضواء الشموع الخافتة منحت المكان جواً ساحراً. انتهت نظراتها للرجل الأنيق الجالس أمامها، لمحت عينيه الحزينتين الكئيبتين بينما لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة.
    - هل تخافين مني؟
    - أحياناً تثير ريبتي.
    لاحظت يديه اللتين لا توحيان بالقسوة، فعادت لذكرى فجر يوم بعيد اجتاحتها فيه نوبة نحيب هستيرية فصرخت بانهيار "أريد أن أموت". هزها بعنف وأخذ رأسها بين كفيه مغمغماً "يجب أن تعتادي على الأمر... التزمي بمبادئ اللعبة ولا تتورطي عاطفياً فيما تفعلين".
    هي إنسانة طبيعية عادية، وضعتها ظروفها القهرية لتمارس عملاً غريباً، خضعت لتدريب مكثف على يديه. بمدة وجيزة استطاع تعليمها بكل دقة وحرفية، فحولها من مجرد طعم إلى صيادة ماهرة تضع الخطط والتدابير. سرعة استيعابها وفطنتها فتحت لها الأبواب على مصراعيها، تنظيمات وحركات لجهات عدة متباينة تطلب جهودها.
    - لن يصدق مخلوق أننا ننتمي للكائنات البشرية... والحقيقة ليس لدي رغبة في صحيح رأيهم لأنني شخصياً لا أهتم لأمرهم لمعتقداتهم.
    تنبهت أن أحدهما لم يلمس طعامه بعد، سمعته ينادي النادل طالباً زجاجة نبيذ، تم إحضارها فوراً.
    - أنت لا تشرب هذا السم.
    - أود تجربة ذلك الليلة.
    سكب كأساً لنفسه، بدا أنه لا يستسيغ ما يتذوقه لكنه لم يتوقف عن شربه.
    - ألن تقدم لي كأساً؟
    - أنت لا تشربين.
    - سأفعل الليلة.
    رمقها بنظرة حائرة ممتنعاً عن تلبية رغبتها. التفت أصابعها الرقيقة حول الزجاجة تسكب منها السائل الأصفر في كأسها، شعرت أنها بحاجة لهذا الشراب الذي يزيل بعضاً من عقلها السوي. سعلت عندما لسعتها المرارة لكنها واصلت احتساء شرابها دون أن تكترث لنظراته النارية.
    - ما اسمك الحقيقي؟
    - لم أعد أذكر... أسمائي المستعارة وجوازات سفري المتعددة الجنسيات أنستني.
    - ما عمرك؟
    - أعيش عمراً فائضاً من الغريب أن تسأليني ذلك الآن بعد كل هذه السنوات التي مرت على معرفتنا ببعض.
    - ربما هذا السائل اللعين يجعلني أبوح بأشياء لطالما راودتني ولم أتجرأ يوماً على أن أقولها.
    ملأ كأسه مرة أخرى، شربه وهو يتفحص ملامحها عن كثب.
    - تبدين متعبة... هل تعانين من أي اضطرابات؟
    - تلقيت مؤخراً مهمة خاصة... لا أنكر أنها جعلت أعصابي متوترة بحيث منعتني من النوم... أعلم أن هذا خطأ لا يليق بي كمحترفة. إنه الصراع بين ما يجب أن ينفذ كالتزام في مبدأ العمل وعدم القناعة بالتطبيق لأسباب وجدانية.
    - لا أظنك مررت يوماً بتجربة مماثلة حتى ولو أننا افترضنا أنك خضت تجربة مشابهة فسوف تحسم أمرك بلا تردد لصالح العمل.
    - إذن أنت تعتبرين أنني بلا عواطف.
    - دعني أقول أنك خبير وقادر على السيطرة فتتحكم بقوة بمشاعرك. مع ذلك لم أستطع حتى الآن إنجاز المهمة التي أنا بصدد القيام بها.
    - أنا واثقة أن هذا التردد لن يطول.
    أخذت تأكل من طبقها الطعام.
    - لذيذ.
    - جيد.
    - المفضلة.
    - سعيد أنك تستمتعين بوجبتك.
    - تقول ذلك بطريقة غريبة! كأنني لن أتذوقه مرة أخرى في حياتي.
    أجابها بالصمت الرهيب، فطنت في تلك اللحظة لكل ما يجري معهما، تجرعت من كأسها المر وقد بدأ مفعوله يسري في شرايينها.
    - إذن كنت تتبعني؟ منذ متى وأنت تراقبني؟
    - ثمانية وأربعون ساعة بالضبط.
    - دعوتك لي للعشاء ليست وليدة الصدفة مثلما تهيأ لي.
    احتسى شرابه دفعة واحدة قبل أن يجيبها بصراحة قاسية.
    - لا، لقد رتبت لكل شيء.
    - لست فريسة سهلة.
    - لكني كما تعرفين قناص ماهر.
    - تعلمت على يديك سر المهنة. الطالب النجيب يتفوق على أستاذه أحياناً.
    ارتشفت من شرابها هامسة بتأنٍ تشد على كلماتها.
    - لا أرغب بالموت.
    - لن تحرميني شرف قتلك.
    أجهز على كأسه بعدما ملأه قائلاً ببرود:
    - ليس أمامك خيار، فرصاصتي لا تخطئ هدفها مطلقاً.
    - هل كان المبلغ ضخماً؟
    - أؤكد لك أنه ليس السبب. نحن نقتل لأجل المال وأسباب أخرى... لقد تم اتخاذ قرار تصفيتك وإن لم أفعل أنا سيقوم بهذا أحد آخر... في الحقيقة لا أريد أن تتعذبي، سأجنبك المعاناة... رصاصة واحدة فقط وينتهي كل شيء... لن أدعك تشعرين بأي ألم فلا تخافي إنها مجرد لحظة.
    أفرغت باقي السائل في جوفها ودون أن تنطق بكلمة نهضت فجأة، ترنحت قليلاً من أثر الشراب المخدر، قاومت رغبتها بالعودة لمقعدها وقد مادت بها الأرض تحت قدميها، تمالكت نفسها وخطت تخرج من المطعم. ارتاح لهروبها بعدما اعترف لها بالحقيقة كاملة، أتى على كأسه الأخير، دفع الفاتورة وغادر المكان.
    في ظلام الشارع النائي صدم بها واقفة قرب سيارته وقد أشهرت مسدسها كاتم الصوت في وجهه قائلة:
    - لا تظن أنني أدافع عن نفسي. مهمتي تنفيذ الأوامر.
    كان قد سحب بخفة مسدسه من تحت سترته يواجهها به، لم ير وميض خوف في عينيها رغم اهتزاز يدها التي حملت السلاح وصوبته إلى رأسه بدقة مثلما دربها يوماً، انتابها غثيان مفاجئ أفقدها التركيز متيحة له الفرصة للنيل منها، لم تسمع شيئاً، فسلاحه أيضاً كاتم للصوت، سقطت على الأرض وقد لفها الدوار، توقف كل ما حولها لتغيب عن الوجود.
    مطعم ، عشاء ، رجل وامرأة ، شمع ، حوار ، حزن ، تدريب ، قناص ، موت ، مهمة ، صراع عاطفي ، أسرار ، رصاصة ، تنفيذ الأوامر ، مواجهة ، سلاح ، توتر ، مكيدة
    #قصص_قصيرة ، #روايات ، #دراما ، #إثارة ، #غموض ، #تشويق ، #أدب ، #أدب_العرب ، #قصص_تشويق ، #أدب_معاصر ، #قصة_مصغرة ، #رواية_عربية ، #كتابة_إبداعية ، #قصة_مشوقة ، #سرد_قصصي ، #قصة_حب

Комментарии • 2

  • @user-ux7wp7rz5h
    @user-ux7wp7rz5h 2 месяца назад

    اعجبتني القصة متشوق للبقية استمر

  • @narimansger
    @narimansger 2 месяца назад

    قصة جميلة ومشوقة . استمر