أحسنت الاختيار استاذ احمد فالدكتور حسن حماد من أبرز مفكري مصر و من المختصين بالشأن الفلسفي و نشر الفكر التوعوي التنويري و أنا شخصيا اتلقف كل ندواته و لا اضيع واحدة منها لأن الرجل لا يكرر نفسه و اجد الجديد في كل طرح له تحياتي لكما
جان بول سارتر ( الوجود و العدم )(88). في محاولاته المستمرة التوصل الى ما يسميه الشمول او الكل فيما يخص تقسيمه الوجود في ذاته و لذاته يناقش سارتر عدة طروحات دون ان يصل الى نتيجة لانه اختار النتيجة سلفا و انحاز في موقفه منذ البداية فحصل على النتيجة التى ارادها ، يعرض انا-الاخر لان الغير (تنكره ذاتي كما ينكر هو ذاتي ) و بعد محاولات عدة يخير القارىء بين ثنائية حادة او شمول متحلل متفكك او المحافظة على الثنائية القديمة (الشعور-الوجود ) ، تاثره بسبينوزا واضح و ان لم يشير الى ذلك مباشرة و خاصة مقولته ( لا نستطيع الوصول الى الجوهر بالجمع اللامتناهي لاحواله ) و هو لا يختار حلا بعيدا عن سبينوزا فلم يستطع سارتر الوصول الى الكل بالحمع لاحواله ، و في معرض نقاشه لا يبدي حماسا لفيزياء اينشتاين التي تتبرع بحل لمعضلة سارتر الا انه يذكر ابعاد نظرية النسبية عن ابعاد المكان و عن بعد الزمان و لا يناقش فرضية حادث متصور التي يوردها و رغم أن معادلة اينشتاين تمد يد المساعدة الا ان سارتر يعتكف مع نفسه و لا يبادر الى مد يده لتلقي المساعدة لايجاد المخرج المناسب من الورطة التي تسبب بها سارتر لنفسه و لا يعير فيزياء اينشتاين الاهمية التي تستحق ، و هذه المعادلة تتلخص (نهائي و غير محدود ) ، فبعد النهائى هنا هو وجود الوجود او المغامرة الفردية اما ما هو غير محدود هنا فهو الحادث المطلق و الوجود- لاجل- ذاته، يميل سارتر الى مخرجه المفضل و هو شمول مفكك او الظاهرة الجديدة او بعد ما في ذاته (لغة اامحايثة ) او بعد ما لذاته ( نوع جديد من الموضوع ) ، اخيرا يورد كلاما ينسبه الى سبينوزا و هيغل في ان واحد و مفاده (التركيب الذي يتوقف قبل التركيب الكامل و في نفس الوقت في استقلال نسبي بعتبر خطا ) و هذا الكلام الذي يتبناه سارتر كلام خاطىء و يكاد يكون بلا معنى هنا ، لان معناه ان هناك غاية و قصد لم يتحقق و هذا يناقض كل ما اتى به حتى الان سارتر و يخالف المنهج الذي سار عليه ، فما هو التركيب الكامل اذا لم يكن غاية قصوى لم تكتمل او هدف سامي لم يتحقق و الخطأ في نهاية المطاف يعني وجود الصواب ، خارج الوجود لا يوجد شيء و الوجود لذاته لا شيء و اللاشيء الذي هو الوجود لاجل ذاته يقود الى الوجود في ذاته الذي هو كما هو ، الوجود لذاته الذي هو ليس ما هو و ليس هو ما هو ، يعود وجودا هو كما هو ، انبثق من اعدام الوجود في ذاته و يعود كالوجود -في-ذاته اي الحادث المطلق يعود كمغامرة فردية ، الشمول هنا ليس كما يريد ان يقول سارتر شمول مفكك بل وجود مفتوح على المطلق على هيئة اله دائم المسير كفردية تشبه نقطة الانفجار الكبير... تابع 30/11/21
جان بول سارتر(الوجود و العدم )(شهرة سارتر ؟ )(98). قد يقول قائل ان الضجة المفتعلة حول سارتر و هذه الشهرة التي شاعت بسبب اهتمامه بالشأن العام و بسبب كتابته للمسرح و رواج مسرحياته و الذى لاقى نجاحا و كذلك بسبب كتاباته الادبية في مجال الرواية (دروب الحرية ، الغثيان ) و في مجال القصة مثل ( الجدار و الابواب المغلقة الخ ) و غير ذلك من الاعمال الادبية عن جان جانية و عن بودلير و ايضا عن مالارمية الخ ، على الرغم من ان كتابه الادبي الضخم ابله العائلة : Idiot de la famille لم يلاق نجاحا و لا اهتماما كباقي كناباته مثل كتابه الصغير ( الكلمات ) ، لكن نحن هنا امام نفس الظاهرة ، فشهرته الفكرية كما شهرته الادبية مبالغ فبها فاهم اعماله رواية الغثيان كناية عن منشور فلسفي و مع ذلك لا تخلو من الرتابة و حوادثها حوادث عادية و لا يوجد فيها ابداع نسبي لغوي كالذي نجده في الوجود و العدم و هي اضافة الى ذلك اقل جودة من رواية الغريب لكامي رغم ان الاخر لم يبدع تماما في رواية الغريب ، و شهرته شهرة مبالغ فيها و هي شهرة مضخمة ، فمسرحه مثلا ليس اجود من مسرح بيكيت العدمي او مسرح يونسكو العبثي و مسرح مرسيل الملتزم و لا اعتقد من ناحية الابداع في المسرح انه تفوق على بيكيت او على يونسكو او حتى على مسرح مرسيل و هؤلاء اشتهروا لكن شهرتهم لا تقارن بشهرة سارتر و على الرغم من ان جمبع هؤلاء ليسوا بعيدين عن الخط العام الذي سارت عليه الثقافة الغربية الليبرالية ، المهم ان هناك اوساط شجعت و ان هناك وساءل ساهمت في تعويم هذه الظاهرة الفريدة ظاهرة سارتر و في تعبيد الطريق امامها و انا عندما قراءت كتاب( الكلمات /les Mots ) وقعت بالصدفة، بعد وقت قصير او طويل في اسفل غلاف كتاب الكلمات على كلمة تقول ان هذا الكتاب طبع و نشر بواسطة شركة توتال !! و الغريب ، ما علاقة سارتر بشركة توتال حتى تروج له كتبه و توتال شركة تهتم بالتنقيب عن اانفط ، فما علاقة سارتر بالنفط ؟ و منذ متى سارتر يتعاطى بتسويق و تجارة النفط ؟! و توتال واحدة من اكبر شركات التنقيب عن النفط في العالم و هذا مثل واحد ظاهر ، و الذي يؤكد ما اقول و يدعم هذا الراي ما كتبه في الوجود و العدم عن الحرب ، فبدل ان يدعو الى نبذ الحرب و التمرد علبها و الى عدم الانخراط و المشاركة فيها و ان يدعو الى عدم التطوع في الجيش لشن الحروب كوسيلة لمحاربة الحرب !! نراه يمجد الحرب !! و يدعوا الناس الى العكس تماما الى الانخراط فيها و كانها حرب كل فرد يشارك فيها و كانها حربه هو ، كلما شارك في الحرب ؟! و يبرر دعوته هذه بكلام سخيف ركيك متهافت و يتبنى كلمة لجيل رومان ( في الحرب لا توجد ضحايا بريءة !!) و يزيد سارتر عليه ( انا مسؤول عن الحرب كانني تنا الذي اعلنها بلا ذنب او تانيب !!! ) ، و هو هنا لا يختلف كثيرا عن أيديولوجيا النازية و واضح أيضا هنا ان النازية هي التي تتكلم، تغيرت الاسماء و الجوهر واحد ، فهو لا يحصر الحرب في حرب عادلة ضد الظلم و العدوان ... تابع 03/12/21
( جان بول سارتر : الوجود و العدم ) ( مارتن هايدغر : الوجود و الزمان ) (79). تعريف ارسطو للانسان، حيوان ناطق تعريف ناقص حتى لا نقول تعريف خاطىء ، و حتى تعربف الانسان ، كاءن عاقل يبقى هو الاخر تعريف ناقص، اقرب تعريف للإنسان للحقيقة هو تعريف اللغة ذاتها كنسق عقلي ، باللغة يتواصل الانسان مع الانسان و مع العاام و الكتابة عند الانسان هنا لا تنفصل عن اللغة لان الحيوان يتواصل مع غيره و مع العالم بلغة بيولوجية غير مكتوبة ، الانسان يتواصل بلغة مجردة مكتوبة ، اما تعريف هايدغر للانسان فهو الموجود-هناك او الوجود-هناك (Dasein) او بلغة ارسطو (الحيوان-هناك ) لان الانسان عند ارسطو حيوان و حيوان هنا تعني كل كاءن حي ينمو سواء انسان او حيوان او نبات ، اما تعريف سارتر للانسان فهو كاءن قوامه العدم او بتعبير ادق كاءن حر ، نحن البشر ناكل الحيوانات تماما كما الحيوانات تاكل الحيوانات ، شرعية القتل اعطتها الاديان للانسان ، بدون اديان الانسان عندما ياكل الحيوان يتصرف كمجرم و قاتل ، لا فرق من هذه الناحية (الوجودية ) بينه و بين الحيوان ، هايدغر يفصل عالم الانسان عن عالم الحيوان دون مبرر وجودي من منهج فلسفته الوجودية ، فبدون دين يحلل قتل الحيوان ، قتل الحيوان جريمة ، و الاقتصار هنا على الوصف و التقرير دون الشرح و التفسير نقص منهجي و بالتالي ففصل ما يطلق عليه هايدغر (Dasein ) عن ما يسميه (المتواجدات ) فصل غير دقيق و غير مبرر من وجهة نظر هايدغر نفسه ، الوجود موجود و نقيض الوجود غير موجود و نقيض الوجود هو العدم و العدم غير موجود ، اذا رفضنا مبدا عدم التناقض و رفضنا مبدا الهوية يصبح عندنا نقيض الوجود موجود و هذا يعني ان اللامعقول معقول ، فالعدم موجود و الوجود موجود و بهذا بصبح تعربف العدم يساوي تعريف الوجود ، الوجود موجود و العدم موجود و في هذه الحالة يصبح الوجود غير موجود لأن العدم موجود ، فالوجود موجود و غير موجود و العدم موجود كالوجود، و اللامعقول كالمعقول ، فالابيض اسود و الاسود ابيض على الرغم ان الابيض هنا مضاد الاسود و ليس نقيضه و المثل الاقرب الى موضوعنا كأن نقول ان شحنة الإلكترون سلبية و ابجابية بنفس الوقت فالإلكترون موجب و سالب في ان واحد و المثل الذي يوضح لنا الصورة اكثر من المثل السابق هو و انا اكتب الان على الورق هذه الكلمات فانا حي و ميت بنفس الوقت ليس بالمعنى البيولوجي لكن بالمعنى الانطولوجي، اي موجود و غير موجود او انا الآن عدم يكتب على الورق و انا الان موجود اكتب نفس الكلمات على نفس الورق في ان معا و هايدغر لم يجب على سؤالين، ما تعريفه او ما هو العدم ؟ و اين يوجد العدم؟ و هذا السؤال فيه تناقض على الاقل منطقي فبدل اين يوجد العدم ؟ نسال اين هو العدم ؟ او ببساطة اين العدم ؟ و اجوبة هايدغر ( و سنعود الى اجوبة سارتر ) توحي انه يخلط ما بين الهاوية و العدم و لا يميز الفناء من العدم ! فالموت ليس عدما انه فناء و الفناء تحول شيء الى شيء ، ففناء هذا المبنى امامي لا يعني انه اصبح عدما و لكنه يعني انه تحول من مبنى قايم و يرتفع على الارض الى ركام او الى تراب او الى شيء اخر ، الفناء تحول و التحول لا يعدم الشيء بجعله شياء اخر و هذا الشيء ليس عدما بل شياء، فهيروشيما بعد سقوط القنبلة النووية عليها تحولت إلى ركام و لم تتحول الى عدم و اذا كان يقصد هايدغر بالعدم الهاوية بلا نهاية او الفناء ، فهو يقول الانسان او الوجود-هناك ياتي من العدم و يذهب الى هاوية العدم ، اذا كان بقصد هايدغر بالعدم الهاوية بلا نهاية و الفناء فهذا يوافقه عليه جميع الناس لكن الجمبع لا يطلقون على الفناء ( الموت ) اسم العدم لان الفناء اسمه الفناء و ليس اسمه العدم و العدم اسمه العدم و ليس اسمه الغناء ، اما بشان تعريف سارتر للعدم فهو بعتمد على السلبيات او ما يسميه ( negatites )... تابع 24/11/21
ازاي يعني يا استاذ احمد ماركسية سارتر كانت ماركسية حرة ؟! هو فيه ماركسية غير حره؟! هل يوجد مفكر غربي محترم و ناقد و حر الا و كان ماركسي ؟! الماركسية ليست هي الستالينية كيف وقعت في هذا التعميم الايدولوجي المنتمي للحرب الباردة!!!! كارل ماركس دعى للتغيير من خلال الانتخابات و اعتبر ان حصول العمال على حق الانتخاب هو اول طريق التحرر و لولا الماركسية و نضالات العمال لما نالوا حقوقهم في ساعات محدده للعمل و حق الانتخاب و لا ما خاضت دول العالم النامي حروب التحرير من الاستعمار و الإمبريالية الغربية ... الماركسية هي طريق التحرر
جان بول سارتر(1980-1905)(78). يقول سارتر، ما هو من اجل ذاته نزوع نحو الاخرلذلك يملك اعضاء تناسلية و ليس أعضاءه التناسلية سببا لنزوع الانسان نحو الاخر و ظاهرة الخجل سببا اخر يظهر ميول ما هو لاجل ذاته للاخر كذلك الامر بالنسبة للنظرة ، يقول سارتر نحن لا نشتهي جسد الاخر و لا نشتهي لذتنا ، نحن نشتهي الاخر ذاته اي تملك الاخر من حيث هو موضوع و من حيث هو حرية اي تملك حرية الاخر ، هنا يوجد خلط مزدوج ، الاشتهاء لا علاقة له بحرية الاخر و اشتهاء الاخر لذاته خطوة لا تسبق خطوة اشتهاء الاخر ، لان هناك فرق كبير بين الشهوة و التملك و الشهوة علاقتها بالجسد و تملك حرية الاخر تتجاوز شهوة الجسد هذا من جهة و من جهة اخرى الخلط هنا ، هو ان نزوع ما هو من اجل ذاته هنا نزوع غاية و النزوع هنا يصدر عن ماهية ما لما هو من اجل ذاته ، ماهية ما هو من اجل ذاته هي ميول و نزوع نحو الاخر كما هو نزوع ما هو من اجل ذاته نحو العدم ( نتكلم من وجهة نظر سارتر : ياتي العدم الى العالم بالإنسان و هو( لا وجود ) و قوامه العدم و الوجود ينعدم اي الوجود ينفي ذاته : ملاحظة عابرة يمكن هنا ان نوجه نقدا لفكرة العدم صاغها الفيلسوف هوايتهد تحت اسم : (مغالطة التعين الموضوع في غير مكانه ) ، و استبعاد اعضاء او الجهاز التناسلي الجنسي عند ما هو لذاته او ما هو من اجل ذاته عدا كونه تبسيط و اختزال هو كذلك تشويه ، لان ما هو لذاته لا يمكن مقاربته بدون أعضاءه التناسلية ، هو و أعضاءه التناسلية الجنسية شيء واحد و بعيدا هنا عن لعبة من هو السبب و من هو المسبب و بعيدا عن منطق الخوض في مثل هذه السجالات التي يبدو ان سارتر يجيدها و يهوى الخوض فيها ، فاذا كان نزوع ما هو من اجل ذاته للاخر ليس نزوع شهوة و ليس نزوع لذة ، فكيف يفسر هذا النزوع للاخر من قبل الحيوان و الحيوان يملك جهازا تناسليا جنسيا يشبه جهاز بني البشر و اذا كان ما يمييز ما هو من اجل ذاته الوعي و بالتالي الحرية ، (ان وجوده يسبق ماهيته ) عن ما هو في ذاته (ماهيته تسبق وجوده )، فالحيوان بهذا المعنى اي النزوع نحو الاخر ، يدخل تحت تسمية ما هو لذاته او الموجود لاجل ذاته حسب مصطلحات سارتر و كذلك الوجود-هناك حسب مصطلحات هايدغر لان الحيوان كما الانسان ( ما هو من اجل ذاته عند سارتر ) و ( الوجو-هناك حسب هايدغر ، او ما اصطلح عليه هايدغر Dasein ) ينزع نحو الاخر و كلاهما يملك جهازا جنسيا او جهازا تناسليا و التفريق ببن النزوع الجنسي الانساني و و اانزوع الجنسي الحيواني يبدو هنا واهيا و ان وجد فهو ليس اكثر من درجة من درجات خصوصية الكاءن اي كاءن، تفسير سارتر هنا للنزوع الجنسي عند الانسان نحو الاخر بععزل عن جهازه التنايلي الجنسي تفسير يشبه تفسير العقل عند الانسان دون اعتبار لدماغه ، الامر ذاته يحصل بالنسبة لتصنيف هايدغر ( للوجود -هناك )و لما يطلق عليه( المتواجدات ) ، تصنيف لا يمكن ان ياخذ شرعيته الا من النظرة الدينية ، اانظرة الدينية هي التي ميزت الانسان او ما يسميه هايدغر الوجود-هناك و ليس من مميزات النظرة الوجودية خاصة نظرة هايدغر ثم ان هايدغر رغم اصالة نظرته يخلط بين (الوجود ) و ( الوجود-هناك )، فان Dasein لا تتكلم عن وجود الانسان لان الوجود واحد عام يشمل جميع الاشياء ، فعندما نقول يوجد انسان نتكلم اولا عن وجوده و ليس عنه و Da هنا قبل Sein اضافة من هايدغر لا من وجوده و Da هو ذاك الذي يستضيء بذاته و حسب شراح هايدغر Da ليست هي نسبة الى الوجود بل هي نسبة الى الانسان و الحقيقة انها نسبة الى (وجود ) الانسان ، و عندما نتكلم عن (وجود ) الاسد نتكلم عن (وجود ) الانسان ، عندما نتكلم عن الاسد او عن الانسان انتقلنا من وجوده الى نوعه و جنسه ، فلا يوجد فرق بين وجود الانسان ووجود الحيوان او وجود الاشجار، فالوجود كوجود هو هنا واحد ، وجود الانسان ( او انسان ) كوجود الشجر ( او شجرة ) و هايدغر عندما فرز و فرق بين وجود شيء و شيء أخطأ كثيرا لان الاشياءكلها من ناحية الوجود على نفس درجة الوجود ... تابع 24/11/21
جان بول سارتر (1980-1905)(76)(الوجود و العدم ) (لكن الحرية لا يمكن ان توجد الا مقيدة لان الحرية اختيار .سارتر ). تقييد الحرية ينزع عنها صفة الحرية الاساسية و هي الحرية ، هنا يوجد تضارب ، الاختيار لا يختار اذا كانت الحرية مقيدة و هنا الحرية ليست حرية قيد او ما يسميه سارتر نير الحرية ، الحرية لا تقبل و ترفض كل نير او قيد ، الحرية تتحرر من كل القيود و من كل نير ، هنا سارتر لا يتماشى مع ما يريد ان يذهب اليه و هو يخالف بحثه ، ينطلق ثم يرتد دون وجهة ، ما هو حرية ليس بحرية لانها حرية مقيدة ، الحرية المقيدة ليست حرية ، المقيد غير حر و الاختيار بدون حرية ليس اختيارا هذا من جهة ، و اما عن الاختيار كنبذ و انتقاء فهنا سارتر ينظر الى ظهر الحرية و لا ينظر الى وجهها، هو ينظر الى الظل و لا يرى النور ، لا يرى الفعل يرى اثره بعد غياب الفعل و غياب وجوده ، الاختيار ليس نبذا ، الاختيار انتقاء و الانتقاء قبول لان ما يطلق عليه سارتر اسم النبذ اسمه الحقيقي القبول و القبول ليس نبذا و الانتقاء اختيار و النبذ عدم اختيار و القبول طريقة وجود الفعل ، القبول صلة الوجود (مع) الوجود ، الوجود يوجد عندما نختار و النبذ عدم اختيار و عدم الاختيار عدم وجود و عدم الوجود عدم و الوجود يوجد بالاختيار و النبذ استبعاد للوجود ، الوجود عندما نختار لا ينقص بل يزيد و الاختيار ضؤ بينما النبذ هو تسرب العتمة الى الوجود و اطفاء لااضواء الوجود ، الوجود هو اشعال الضؤ و النبذ اطفاءه و هو استبعاد للوجود ، الاختيار غنى و ليس نبذا و النبذ فقر و ليس اختيارا و هذا من من جهة اخرى ؛ و عندما يصدر سارتر مراسيم الحرية كانه الحاكم او الملك يتلو على الرعية قوانين المملكة الجديدة هو لا ياتي بشيء جديد ، انه يعلن دستور مملكته و اساسه الحرية ثم يحرم على الحرية الا تكون حرة !! و يحرم الا تكون موجودة !! و هذا الدستور يتكون من مادتين المادة الاولى : الحرية ليست حرة في اللا تكون حرة ( وقاءعية الحرية )و المادة الثانية من الدستور: الحرية ليست حرة في الا توجد ( امكان الحرية العرضي ) فهو هنا لا يقول شياء سوى : الحرية توجد و الحرية حرة. فهنا (لا )وجود الحرية و ( لا)حريتها بحاجة لكلمة لا ، فليست حرة في الا توجد ، معناها توجد الحرية و الحرية توجد ، سارتر لا يحب النور و النهار ، يحب الظلمة يعشق الظلام ، لا يخرج الى النور الا اذا سمح له الظلام بالتجول ، هو يرصد السماء في النهار ليرى نجومها و قمرها بالعين المجردة !! ... تابع 23/11/21
جان بول سارتر (1980-1905)(56). يسرد سارتر عدة مقولات ليقول شيء واحد : ان الانسان حر . بقول ( ان ماهو لذاته عليه ان يكون ما هو كان ) و يقول( انه هو ما ليس يكون بعدم كونه ما يكونه ) و يقول ايضا ( بان فيه الوجود يسبق الماهية و هو شرط لها ) او العكس وفقا لعبارة هيغل ( الماهية هي ما قد كان ) ، كل هذه الاقوال بمعنى واحد عند سارتر و هو ان الانسان حر ، مهلا القول ان الانسان حر فيه خلط ، الحرية شعور بالحرية و لكن الفعل ليس حرا ، الفعل هتا ما يقوله عن نفسه او بتعبير ادق ما يشعر به ما هو لذاته ، و كما يقول شكسبير حتى تعرف شخصا يجب ان تعرف ما يقول عن نفسه و يجب ان تعرف ما يقول الناس عنه و اخيرا يجب ان تعرف ما يفعل ، لكن هنا ما يشعر به ما هو من اجل ذاته او لذاته و ما يقوله الفعل عن نفسه لا يعكس حركة و فعل الفاعل ، اذا هاجمني اسد في الغابة فانا لست حرا ، و اذا عطشت ووجدت ماء امامي فلست حرا ، و اذا نشب حريق في بيتي فانا لست حرا و يجب التنويه هنا ان الفصل او التفرقة التي يتبناها سارتر ببن الارادة و الوجدان تفرقة فيها ترف و تصنع و بحاجة لمراجعة ادق ، في كل هذه المواقف انا لست حرا و عندما افعل شياء كان اهرب من الاسد او اشرب الماء او اخمد الحريق الذي نشب في بيتي ،فانا في كل هذه المواقف لست حرا ، هنا لست حرا بمعنى مزدوج اي اني لست حرا في ان لا افعل و لست حرا في ان افعل ، و عندما افعل شياء كأن اهرب من الاسد او اشرب الماء او اخمد النار التي نشبت في بيتي ، فانا في كل هذه المواقف او الافعال لست حرا و قد يرد سارتر كعادته و لكنك تستطيع ان تتصدى للأسد و تقاومه فتختار فعل العزم و الصمود و قد ترفض شرب الماء و قد تهرب من البيت بدل اطفاء الحريق ، كل هذا صحيح في المطلق و المجرد و هذا ما تقوله الارادة في عزلتها لنفسها ، كفعل مع وقف التنفيذ ، و لكن اقوالي غير افعالي ، و كما ذكر قبل قليل شكسبير ، و افعالي غير اقوالي ، و افعالي هنا لا تقول هكذا ، افعالي تقول لي هنا انا لست حرا ، و اقوالي تقول لي انا حر ، انا حر كشعور يسري في تيار الوعي و انا لست حرا في افعالي ، و الانتحار امام الاسد ليس حرية ، لان الحرية هي مستقبل الوجود الانساني و الانتحار بلا مستقبل و بلا تتمة ، الانتحار مقبرة الحرية و هو ليس خيارا و هو عدم اختبار لان الاختيار هو في سبيل الحرية و الحرية لا توجد دون تخطي دايم للانية او للوجود الانساني نحو مستقبله الاتي او نحو امكاناته او نحو اللاوجود حسب تعبير سارتر انطلاقا من مستقبله الحاضر لان الانية دايما حسب تعبير سارتر عدم و الانية محاصرة بعدم مزدوج ما قبل و ما بعد ، اي عدم بين عدمين !! انا حر لكن افعالي ليست حرة لان هناك دايما خبارات او امكانات محدودة و خياراتي المطلقة كاقوالي تظل افكارا مجردة ببنما افعالي هي افعال الوافع امامي و الواقع كما يقول سارتر نفسه هو التنظيم المركب باعث -قصد - فعل - غاية او باختصار انا اكون انا ذاتي خارج ذاتي، و الحقيقة ليست بهذه البساطة و هذا الكلام لساتر يتعامل مع جزيئات على شكل الواقع و يتجاهل بعض صعوبات ااموقف ، الفعل مادة الارادة و هدف الارادة غاية الفعل و هو مجموع الوقائع المركبة في فعل واحد تحول غاية و كما الارادة فعل مع وقف التنفيذ و الفعل بدون الوجدان بلا غاية او هدف ، فالفعل يتوسط الارادة و الوجدان، الارادة عمياء دون الوجدان اذا جاز التعبير و الوجدان عيون الفعل في الواقع ، افعالي اذن افعال الواقع امامي الذي لا اختاره و اشعر انني اختار ، انا هنا حر بالاسم ، كحرية ديكارت حسب اتهام سارتر للحرية عند ديكارت ، و هذا ما لا يوافق عليه سارتر ، و اذا كانت الحرية تفرز عدمها الخاص و اذا كان الانسان كحرية ليس ذاته فقط بل و حضور لذاته ، فنحن هنا امام معادلة تقول الحرية لا شيء و بهذا اامعنى يصبحوالانسان هو شيء بحضور اللاشيء ... تابع مالاحظة او توضيح : ما هو لاجل ذاته ( الانية عند هايدغر اي الوجود الانساني ) ما هو في ءاته ( الوجود غير انساني او الوطود الموضوعي ) هوسرل حل مشكلة الذاتية و الموضوعية ، بعلاقة تبادلية ، الذات احالة الى الموضوع و الموصوع احالة الى الذات الوجود يسبق العدم الوجود يسبق الماهية العدم موجود في قلب الوجود و في صميم الانسان العدم اصل السلب او النفي مثلا عمر لا يوجد في بيته ، العدم اصل لا هنا ايى السلب او النفي العدم ياتي الى الوجود بواسطة الانسان و ااحرية تفرز عدمها الخاص عبارة عمر لا يوجد او غير موجود في بيته ليست العبارة ااحقبقية لان العبارة الحقيقية هي عمر لا يوجد في بيته ، عمر يوجد في المسجد يصلي اي كما قال كانط السلب اشتقاف من الايجاب و الايجاب هنا هو الاصل و بمعنى اخر الاشتقاق هنا عمر غير موجود في بيته و الايجاب هنا عمر يوطد في المشجد يصلي 01/11/21
جان بول سارتر( الوجود و العدم )(97) (شهرة سارتر؟ ) ففكو بالنسبة لسارتر سد جديد في وجه ماركس و وظيفته هي الوقوف في وجه انتشار الماركسية في وقتها، نعود الى سارتر فاننا اذا تعمقنا افكار سارتر لوجدناها ركيكة ضحلة ، رغم ما تتقصده احيانا من غموض و تجريد الا انه غموض يبقى سطحيا و تجريد يبقى غير بناء ، فكل هذه الأفكار التي طرحها سارتر في المزاد العلني!! لا تصمد امام نقد جدي و مسؤول و بااتالي فان شيوع تلك الأفكار و هذه الاراء لم يكن ليحدث لو لا تلك الاجواء التي احتضنت ظاهرة سارتر و شجعتها بشتى الوسائل و لا احد يناقش في ان لجائزة نوبل دور ما سياسي مباشر او غير مباشر و هي باب عريض للشهرة و للانتشار لا يجادل به الا مشاكس و نحن نعرف ماذا قال الاديب الكبير نجيب محفوظ بعد ان استحق نوبل و ما قاله يدل من جهة على تواضعه و من جهة اخرى يدل على حقيقة جاءزة نوبل ( عندما كانت نوبل لا تعطى الا للمبرزين لم اكن احلم بها و عندما صارت تعطى حسب الطلب ام اعد افكر فيها ) و قال ايضا ( ان طه حسين استحق نوبل قبلي ) و نحن نعرف ان العقاد يستحق نوبل و نحن نعرف ان توفيق الحكيم يستحق نوبل و نجيب محفوظ يستحق نوبل غيرهم ، ما يهمنا ان سارتر نال نوبل بعد كامي ( و هذا الاخر كان يشكل راس حربة ضد ماركس ) و نحن نعرف ان نوبل في تلك الفترة لا تعطى لشيوعيين او يساريين خاصة في مجال العلوم الانسانية، و عصر سارتر كان عصر الحرب الباردة و عصر التحالفات الدولية و عصر حروب التحرر من الاستعمار و العالم كله انقسم الى جبهتين ، جبهة النظام الغربي الليبرالي الحر الذي ينادي بالحرية الفردية و جبهة النظام الإشتراكي الذي كان ينظر الى الحرية من منظار غير فردي و يرى ان الحرية هي قبل كل شيء حرية المجتمع في تامين حاجات الفرد الضرورية و الأساسية و انه لا حرية فردية في مجتمع غير حر و ان المجتمع الليبرالي قائم على الاستغلال و الاستلاب و الاغتراب و انه لا حرية خارج المجتمع و الحرية هي ازالة الاستغلال من المجتمع و منع إستغلال الانسان للانسان و ان الذي يحصل في المجتمع الليبرالي قائم على الاسغلال و الحرية هي تقليص التفاوت الاقتصادي و الطبقي و اقامة المساواة بين الافراد و بين فئات المجتمع المتناحرة في الغرب الليبرالي ، المهم ، بينما الليبرتلية شجعت المبادرة الفردية و الحرية الفردية و اعتبرت الابداع و التفوق من سمات المجتمع الحر و لم تعترف الا في المنفعة و اللذة كأهداف و غايات تصبو اليها الليبرالية، هذه هي أجواء الحرب الباردة بين معسكر ما يسمى الليبرالية و معسكر ما يسمى الاشتراكية و التي منها استفادت حرية سارتر الفردية المطلقة، ووظفها سارتر في طروحاته لمناصرة فريق على فريق ، فريق الحرية الفردية و الليبرالية ضد فريق الإشتراكية، و قد قبل النظام الليبرالي اوراق اعتماد سارتر بعد فحصها و التمعن في جدواها و عين له سارتر سفيرا معتمدا في ابراز وجهة نظره و الدفاع عنها في الأوساط الفكرية و الثقافية و تم تشجيع تياره الوجودي و مده التظام اليبرالي باسباب الدعم في سبيل شيوع تياره و منحه زيادة على ذلك جائزة نوبل و التي رفضها حبا بالظهور و الشهرة و حتى لا يفتضح امره و يظهر دوره كعامود من أعمدة النظام الرسمي الليبرالي الحر ، في خضم هذه الأجواء و في ظل هذه المعارك، كان هدف كل فريق الاستحواذ على اكبر عدد من المناصرين خاصة في اوساط ما يعرف آنذاك باوساط المثقفين ، اذن اتت شهرة سارتر من قلب هذه الاجواء المحتدمة في تلك الفترة من القرن العشرين عصر الحرب الباردة و الصراع الإيديولوجي المستعر و الا لم نفهم لماذا هذه الضوضاء حول سارتر و هذه الضجة الكبيرة التي اثارها حوله و لا فهمنا الشهرة التي حظي بها و لماذا اكتسح الساحة الفكرية بهذا الشكل المبالغ جدا فيه حتى ان بعض المقربين من سارتر تكلم عن امبريالية ثقافية عالمية تشكلت حول سارتر و حول مذهبه في الوجودية و حول مجلته الازمنة الحديثة ، و حتى ان صيته اشتهر و ذاع في اوساط الناس العاديين دون ان يعرفوا شياء عن الوجودية و لا عن سارتر سوى مجموعة اقوال من هنا و من هناك راجت و تناقلها الناس في الأوساط العامة ، و هنا اريد ان اروي طرفة حدثت بين أينشتاين و بين الممثل الكوميدي الصامت شارلي شابلن ، قال اينشتاين لشارلي شابلن : ( كل الناس احبتك رغم انك لو تقل كلمة واحدة !! ) فرد عليه شارلي شابلن : ( كل الناس احبتك رغم ان احدا لم يفهم كلمة واحدة قلتها !! )... تابع 03/12/21
جان بول سارتر (الوجود و العدم )(شهرة سارتر؟! )(99). يردد سارتر وراء جيل رومان حماقة رددها جيل رومان : ( في الحرب لا توجد ضحايا بريءة او ابرياء ) و هذه مقدمة من سارتر لتمجيد الحرب و ان من يشارك في الحرب و انه يجب اعتبار هذه الحرب حربه و كانه هو الذي أعلنها!! ، و ان يخوضها حتى النهاية !! و لا يقدم سارتر آي معبار اخلاقي ، كالحرب العادلة مثلا ضد الظلم و ضد الاحتلال و ضد السيطرة و الهبمنة او حرب بهدف الدفاع عن النفس وواضح هنا ان سارتر يقدم اوراق اعتماده للنظام الليبرالي الرأسمالي الغربي الذي تعود خوض الحروب و تعود الاحتلال و السيطرة و كلامه عن الحرية كلام فارغ و كلام للاستهلاك لا اكثر و لا اقل ، لان معيار الحرية الحقيقي هو هنا و ليس في المقاهي و لا على ارصفة الشوارع و هو هنا يتبنى بصراحة ايديولوجيا اسياده في النظام الرسمي على انه صديق و بمكن الاعتماد عليه ، و هذا يفسر لنا لماذا وقف مع إسرائيل و ضد القضية الفلسطينية فلم يقف مع الحرية ووقف ضد الحرية، المهم نعود من جديد الى سارتر ، يقول في الوجود و العدم ، ان الانسان يموت حتى بحيا آلله ، و يقول ايضا ان الانسان في اعماقه رغبة في ان يكون آلله، هذه المعادلة التي استوحاها من نظرته ااخاصة الى الوجود و من تصنيفه للوجود الى وجود في ذاته ، و وجود لذاته ،و وجود للغير ، و وجود ما في ذاته لذاته (آلله عند سارتر ) و لو صحت هذه المعادلة الهجبنة التي انتجها سارتر من راسه و هو هنا حسب تصنيف فرنسبس ببكون يشبه العنكبوت الذي يستخرج الافكار من داخل راسه عكس النمل الذي يجمع نتاجه من الخارج و النحل الذي يذهب بعيدا ليصطاد رحيق الزهرة المناسبة من الحقل المناسب و تحويل كل هذا الى عسل فيه شفاء للناس ، و هكذا يكون واقع سارتر كواقع العنكبوت يخرج خيوطه من بطنه و هذه الخيوط لا تنفع الا قليلا ، نترك بيكون و نعود الى سارتر، لو صح كلام سارتر و هو غير صحيح بتاتا ، لما خلق الانسان آلله!! ( لم يخلق آلله الانسان حسب فيورباخ ) حسب تاؤيل فيورباخ لهيغل و الذي قال فيه : الانسان خلق الله ، المهم و حتى نعود الى الواقع و نترك سارتر و فيوباخ قليلا ، الانسان اعترف بالله لانه عرف انه ليس الله و عرف ايضا اكثر من ذلك انه لا يمكن ان يكون بديلا لله و سارتر يريد هنا بواسطة الكلام فقط ان يعكس العالم فيضعه على راسه بدل ان يتركه واقفا على قدميه، فعجز الانسان امام العالم جعله يذهب الى ما ابعد من وجوده الى وجود لا يتضمن نهائية وجوده التي اختبرها في نفسه ، الى وجود لا نهاءي و الذي هو الله و سارتر هنا يقلب الصورة و هو بهذا يعكس العالم على راس الانسان فجعل من قدمه على الارض ملكا في السماء و من هو ملكا في السماء رغبة تجري على قدمين و تنتهي تحت التراب ، فهو جعل من قدم الانسان على الارض الهة في السماء و جعل السماء و نجومها اقداما تجري تحت الأرض و لم يقرأ قول الشاعر العظيم المتنبي : كل ما هو فوق التراب تراب . فتاريخ الانسان تاريخ عجزه و تاريخ عطشه في ان واحد و من يستعرض منظر القبور او المقابر التي تمتلىء بها الارض و يرى كيف الناس تستعرض مقابرها في مناسبة و في غير مناسبة ، يعرف ان الإنسان في ذلك إنما يعترف بعجزه و في نفس الوقت يعرف ان السماء اذا شيءنا ( من شاء ) تظل سماء و لا تموت و لا تعرف ابدا شكل المقابر فوق جسدها الشفاف و المطلق و الإنسان يعرف تماما رغبته ، وجدها على الارض و دفنها معه تحت التراب و هو كذلك يعرف ايضا ان لا علاج لعجزه و عطشه سوى اله ابدعه في السماء ... 03/12/21
جان بول سارتر( الوجود و العدم )( شهرة سارتر )(100). الله ليس بديلا للإنسان و الإنسان ليس بدبلا لله ، و هو عندما يقف امام الموت ، لا يسأل لماذا ولد ؟ و هو لا يسال لماذا يموت ؟ فهو بعرف لماذا ولد ، و بعرف اماذا يموت ، لانه يعرف انه ليس هو آلله او بالأحرى ليست هذه هي رغبته ، و لو كانت رغبة الإنسان ان بصير الها لما اعترف بموته و لولا آلله لما مات الانسان ، فاحد الاسباب و الدلاءل على وجود آلله هو وجود الموت و لو كانت رغبة الانسان ان يصير الها او مشروع اله لما رفع راسه نحو السماء و جسد الموت يتمدد امامه على الارض ، و اما كلام سارتر عن الموت( و انه القضاء علي بالا اوجد الا بواسطة الغير و ان استمد منه معناه بل ومعنى انتصاره ) ، فهو اعتراف منحرف و شاذ غير مباشر بالله و ان هذا الغير هو غير هذا الذي يفكر فيه سارتر ( او العنكبوت كما سمى فرنسيس بيكون سارتر ) و ان هذا الغير ليس الا الله الذي لا يعترف سارتر بوجوده، و ليس هو ما يحلو لسارتر و لنزواته ان تصور له هذا الغير شيئا اخر غير آلله و سارتر يخطا عندما ينكلم عن الموت و يقف امامه او عنده ابكم أخرس، فالموت ليس فقط نهاية و الموت ليس فقط قدر و الموت ليس فقط غاية كل موجود حسب تصور هايدغر ( او التصميم ) ، فكل من يولد يوجد الى الابد اما على شكل نسيان مجرد او نسيان بين قوسين و اما على شكل زمان و مكان مجردان ، النسيان يعود ليلبس ثياب الزمان و المكان ، في قاع الابد و الزمان و المكان يتنقلان ببن الولادة و الموت على حدود الابد ، فمثلا ديموقراطس عاد ليولد من جديد في العصر الحديث... تابع 03/12/21
جان بول سارتر(الوجود و العدم )(شهرة سارتر ؟ ) (96). يقول سارتر ( ان الانسان يقتل نفسه او يموت لكي يعيش او يحيا آلله ) اي عكس ما تقوله المسيحية من ان آلله افتدى البشرية فمات المسيح على الصليب لكي يعيش الانسان ، و يقول كذلك ( ان الانسان في اعماقه رغبة في يكون الله !!) و يقول كذاك ( الحرية و النقص شيء واحد !!) و يقول ايضا (الوجود و العدم كالنور و الظل !!) ، المهم ، انا لا اعرف من اين اتت شهرة سارتر ؟! و دعوته الرئيسة ان الانسان حر ، دعوة معروف و قالها قبله اكثر الفلاسفة و معظم الناس تقول ذلك ، و الخليفة عمر بن الخطاب قالها منذ حوالي قرن و نصف القرن ( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟ ) و ليس الانسان بحاجة ليعرف ان الحرية تفرز عدمها الخاص و انها اتت الى الانسان من لاشيء ليعرف ما هي الحرية ، و انا اعتقد ان شهرة سارتر تعود لاسباب سياسية و أيديولوجية، فما اصطلح على تسميته بالعالم الحر كان في فترة سارتر بحاجة لبداءل جديدة تقاوم و تحارب بها الايديولوجيات الاشتراكية التي انتشرت و ازدهرت في تلك الفترة و لتعزز ايدولوجبا النظام الغربي الرسمي الحر ، فكان سارتر فرصة سانحة لنشر هذا الفكر و مناسبة لتعزيز هذا التوجه خاصة و ان هناك المعسكر الاشتراكي و الذي كان لا يزال في بداية صعوده قد اشتبك مع معسكر الغرب على جبهة الايديولوجيا و راح يشكل تهديدا مباشرا و ربما بات يمثل خطرا يجب درءه و محاصرته و محاربته على كل الصعد العسكرية الاقتصادية و طبعا الفكرية و الثقافية و المعروف ان الانظمة الغربية الليبرالية تعتمد في ايديولوجيتها على الحرية الفردية في الحياة الثقافية و على المبادرة الفردية في الاقتصاد، فكان من الطبيعي خلق و نشر تيارات تنادي بما تنادي به هذه الايدولوجيا الليبرالية و تشجيع التيارات الاخرى التي تتلاقى مع ايديولوجيا ما يسمى و يعرفف باديولوجيا الغرب ومن هنا انتشار و ذيوع شهرة سارتر ، و الدليل المباشر الحي و الملموس ، هو الصدام الذي حصل بين فوكو و سارتر بعدما اصدر فوكو في الستينات كتابه الكلمات و الاشياء و صرح ان سارتر يجب ان يذهب الى المتحف !! و رد عليه سارتر ردا ذكيا مباشرا يلخص الواقع برمته ، رد سارتر على فوكو فقال ( انت اخر سد في وجه ماركس!! ) ، اذن الامور واضحة و المعركة معركة ايديولوجيا ضد ايديولوجيا ، تابع 03/12/21
شمعتين من شموع التنوير في عالمنا الشرق أوسطي وشمال أفريقيا .
أحسنت الاختيار استاذ احمد فالدكتور حسن حماد من أبرز مفكري مصر و من المختصين بالشأن الفلسفي و نشر الفكر التوعوي التنويري و أنا شخصيا اتلقف كل ندواته و لا اضيع واحدة منها لأن الرجل لا يكرر نفسه و اجد الجديد في كل طرح له
تحياتي لكما
الجمال والسعادة يحس بها الانسان كلما زادت معرفته بهدا الكون ،، وانتم تنشرون المعرفة ، تنشرون السعادة والجمال ، ، تحياتي لكما ، 💐💐💐🙏🏻
تحياتي استاد احمد نرجوا ان تعمل لقاء مع المفكر عبد الله العروي
جميلة لقائتكم اتمنى اقتناء كل كتب الدكتور حسن حماد قريبا
السعادة طاقة من الرضا تقبل الواقع
السعادة ان تكون كالطفل في تقبل الواقع
د. احمد... لا بد أن نثني على جهودك للإهتمام بصحتك الجسدية، متوازياً بصحتك العقلية المتقدة والمتنورة💪💪💪...
شكرا لك على المجهود، حلقة ثمينة
انا نفسي بس مره وحده قبل ما اموت اسمع ضيوفك بيتكلموا من غير ما تقاطعهم يا استاذ احمد
ما اجمل هذا العلم شكرا استمرارية طيبة الى لقاء قريب .
لد. حسن حماد.. من اين استمد او كيف استنبط نيتشه ارادة القوة من حياة او سيرة زرادشت؟
ياريت يكون في حديث عن حياة سيوران و فكره في حلقة خاصة يا أستاذنا.
رائع استاذ احمد يا ريت لو تعمل حلقات تحكي فيها فلسفة دوستويفسكي وروياتوو. شكرا جزيلا
ضروري جدا ايوه
محاضرة جميلة وثرية
جبران خليل جبران يقول (وَما السَّعادَةُ في الدُّنيا سِوى شَبَحٍ يُرجى فَإِن صارَ جِسماً ملّهُ البَشَرُ)
متابع
جان بول سارتر ( الوجود و العدم )(88).
في محاولاته المستمرة التوصل الى ما يسميه الشمول او الكل فيما يخص تقسيمه الوجود في ذاته و لذاته يناقش سارتر عدة طروحات دون ان يصل الى نتيجة لانه اختار النتيجة سلفا و انحاز في موقفه منذ البداية فحصل على النتيجة التى ارادها ، يعرض انا-الاخر لان الغير (تنكره ذاتي كما ينكر هو ذاتي ) و بعد محاولات عدة يخير القارىء بين ثنائية حادة او شمول متحلل متفكك او المحافظة على الثنائية القديمة (الشعور-الوجود ) ، تاثره بسبينوزا واضح و ان لم يشير الى ذلك مباشرة و خاصة مقولته ( لا نستطيع الوصول الى الجوهر بالجمع اللامتناهي لاحواله ) و هو لا يختار حلا بعيدا عن سبينوزا فلم يستطع سارتر الوصول الى الكل بالحمع لاحواله ، و في معرض نقاشه لا يبدي حماسا لفيزياء اينشتاين التي تتبرع بحل لمعضلة سارتر الا انه يذكر ابعاد نظرية النسبية عن ابعاد المكان و عن بعد الزمان و لا يناقش فرضية حادث متصور التي يوردها و رغم أن معادلة اينشتاين تمد يد المساعدة الا ان سارتر يعتكف مع نفسه و لا يبادر الى مد يده لتلقي المساعدة لايجاد المخرج المناسب من الورطة التي تسبب بها سارتر لنفسه و لا يعير فيزياء اينشتاين الاهمية التي تستحق ، و هذه المعادلة تتلخص (نهائي و غير محدود ) ، فبعد النهائى هنا هو وجود الوجود او المغامرة الفردية اما ما هو غير محدود هنا فهو الحادث المطلق و الوجود- لاجل- ذاته، يميل سارتر الى مخرجه المفضل و هو شمول مفكك او الظاهرة الجديدة او بعد ما في ذاته (لغة اامحايثة ) او بعد ما لذاته ( نوع جديد من الموضوع ) ، اخيرا يورد كلاما ينسبه الى سبينوزا و هيغل في ان واحد و مفاده (التركيب الذي يتوقف قبل التركيب الكامل و في نفس الوقت في استقلال نسبي بعتبر خطا ) و هذا الكلام الذي يتبناه سارتر كلام خاطىء و يكاد يكون بلا معنى هنا ، لان معناه ان هناك غاية و قصد لم يتحقق و هذا يناقض كل ما اتى به حتى الان سارتر و يخالف المنهج الذي سار عليه ، فما هو التركيب الكامل اذا لم يكن غاية قصوى لم تكتمل او هدف سامي لم يتحقق و الخطأ في نهاية المطاف يعني وجود الصواب ، خارج الوجود لا يوجد شيء و الوجود لذاته لا شيء و اللاشيء الذي هو الوجود لاجل ذاته يقود الى الوجود في ذاته الذي هو كما هو ، الوجود لذاته الذي هو ليس ما هو و ليس هو ما هو ، يعود وجودا هو كما هو ، انبثق من اعدام الوجود في ذاته و يعود كالوجود -في-ذاته اي الحادث المطلق يعود كمغامرة فردية ، الشمول هنا ليس كما يريد ان يقول سارتر شمول مفكك بل وجود مفتوح على المطلق على هيئة اله دائم المسير كفردية تشبه نقطة الانفجار الكبير...
تابع
30/11/21
اغنم صفوى الليالي فإنما العيش اختلاس
خسيت يا أستاذ أحمد برافو
شكرا استاذ احمد
رائع
الموضوع جميل
Good
العقيدة الديني تقيد حرية الفكر والعقل
قال سارتر فى اواخر ابامه :
لو عدت لأكتب من جديد اليوم لكتبت عكس ما كتبت تماما
نيتشه مجنون ، وانتو عاقلين 😊
و كتب عن فلوبير و مالارميه
جان بول سارتر(الوجود و العدم )(شهرة سارتر ؟ )(98).
قد يقول قائل ان الضجة المفتعلة حول سارتر و هذه الشهرة التي شاعت بسبب اهتمامه بالشأن العام و بسبب كتابته للمسرح و رواج مسرحياته و الذى لاقى نجاحا و كذلك بسبب كتاباته الادبية في مجال الرواية (دروب الحرية ، الغثيان ) و في مجال القصة مثل ( الجدار و الابواب المغلقة الخ ) و غير ذلك من الاعمال الادبية عن جان جانية و عن بودلير و ايضا عن مالارمية الخ ، على الرغم من ان كتابه الادبي الضخم ابله العائلة :
Idiot de la famille
لم يلاق نجاحا و لا اهتماما كباقي كناباته مثل كتابه الصغير ( الكلمات ) ، لكن نحن هنا امام نفس الظاهرة ، فشهرته الفكرية كما شهرته الادبية مبالغ فبها فاهم اعماله رواية الغثيان كناية عن منشور فلسفي و مع ذلك لا تخلو من الرتابة و حوادثها حوادث عادية و لا يوجد فيها ابداع نسبي لغوي كالذي نجده في الوجود و العدم و هي اضافة الى ذلك اقل جودة من رواية الغريب لكامي رغم ان الاخر لم يبدع تماما في رواية الغريب ، و شهرته شهرة مبالغ فيها و هي شهرة مضخمة ، فمسرحه مثلا ليس اجود من مسرح بيكيت العدمي او مسرح يونسكو العبثي و مسرح مرسيل الملتزم و لا اعتقد من ناحية الابداع في المسرح انه تفوق على بيكيت او على يونسكو او حتى على مسرح مرسيل و هؤلاء اشتهروا لكن شهرتهم لا تقارن بشهرة سارتر و على الرغم من ان جمبع هؤلاء ليسوا بعيدين عن الخط العام الذي سارت عليه الثقافة الغربية الليبرالية ، المهم ان هناك اوساط شجعت و ان هناك وساءل ساهمت في تعويم هذه الظاهرة الفريدة ظاهرة سارتر و في تعبيد الطريق امامها و انا عندما قراءت كتاب( الكلمات /les Mots ) وقعت بالصدفة، بعد وقت قصير او طويل في اسفل غلاف كتاب الكلمات على كلمة تقول ان هذا الكتاب طبع و نشر بواسطة شركة توتال !!
و الغريب ، ما علاقة سارتر بشركة توتال حتى تروج له كتبه و توتال شركة تهتم بالتنقيب عن اانفط ، فما علاقة سارتر بالنفط ؟ و منذ متى سارتر يتعاطى بتسويق و تجارة النفط ؟!
و توتال واحدة من اكبر شركات التنقيب عن النفط في العالم و هذا مثل واحد ظاهر ، و الذي يؤكد ما اقول و يدعم هذا الراي ما كتبه في الوجود و العدم عن الحرب ، فبدل ان يدعو الى نبذ الحرب و التمرد علبها و الى عدم الانخراط و المشاركة فيها و ان يدعو الى عدم التطوع في الجيش لشن الحروب كوسيلة لمحاربة الحرب !!
نراه يمجد الحرب !!
و يدعوا الناس الى العكس تماما الى الانخراط فيها و كانها حرب كل فرد يشارك فيها و كانها حربه هو ، كلما شارك في الحرب ؟!
و يبرر دعوته هذه بكلام سخيف ركيك متهافت و يتبنى كلمة لجيل رومان ( في الحرب لا توجد ضحايا بريءة !!) و يزيد سارتر عليه ( انا مسؤول عن الحرب كانني تنا الذي اعلنها بلا ذنب او تانيب !!! ) ، و هو هنا لا يختلف كثيرا عن أيديولوجيا النازية و واضح أيضا هنا ان النازية هي التي تتكلم، تغيرت الاسماء و الجوهر واحد ، فهو لا يحصر الحرب في حرب عادلة ضد الظلم و العدوان ...
تابع
03/12/21
ما هو عنوان الكتاب وأين يمكنني ان احصل عليه.
انت شكلك خاسس يا استاذ احمد لو الرجيم هيأثر علي صحتك بلاش منه يا كبير ♥️
( جان بول سارتر : الوجود و العدم ) ( مارتن هايدغر : الوجود و الزمان ) (79).
تعريف ارسطو للانسان، حيوان ناطق تعريف ناقص حتى لا نقول تعريف خاطىء ، و حتى تعربف الانسان ، كاءن عاقل يبقى هو الاخر تعريف ناقص، اقرب تعريف للإنسان للحقيقة هو تعريف اللغة ذاتها كنسق عقلي ، باللغة يتواصل الانسان مع الانسان و مع العاام و الكتابة عند الانسان هنا لا تنفصل عن اللغة لان الحيوان يتواصل مع غيره و مع العالم بلغة بيولوجية غير مكتوبة ، الانسان يتواصل بلغة مجردة مكتوبة ، اما تعريف هايدغر للانسان فهو الموجود-هناك او الوجود-هناك (Dasein) او بلغة ارسطو (الحيوان-هناك ) لان الانسان عند ارسطو حيوان و حيوان هنا تعني كل كاءن حي ينمو سواء انسان او حيوان او نبات ، اما تعريف سارتر للانسان فهو كاءن قوامه العدم او بتعبير ادق كاءن حر ،
نحن البشر ناكل الحيوانات تماما كما الحيوانات تاكل الحيوانات ، شرعية القتل اعطتها الاديان للانسان ، بدون اديان الانسان عندما ياكل الحيوان يتصرف كمجرم و قاتل ، لا فرق من هذه الناحية (الوجودية ) بينه و بين الحيوان ، هايدغر يفصل عالم الانسان عن عالم الحيوان دون مبرر وجودي من منهج فلسفته الوجودية ، فبدون دين يحلل قتل الحيوان ، قتل الحيوان جريمة ، و الاقتصار هنا على الوصف و التقرير دون الشرح و التفسير نقص منهجي و بالتالي ففصل ما يطلق عليه هايدغر (Dasein ) عن ما يسميه (المتواجدات ) فصل غير دقيق و غير مبرر من وجهة نظر هايدغر نفسه ، الوجود موجود و نقيض الوجود غير موجود و نقيض الوجود هو العدم و العدم غير موجود ، اذا رفضنا مبدا عدم التناقض و رفضنا مبدا الهوية يصبح عندنا نقيض الوجود موجود و هذا يعني ان اللامعقول معقول ، فالعدم موجود و الوجود موجود و بهذا بصبح تعربف العدم يساوي تعريف الوجود ، الوجود موجود و العدم موجود و في هذه الحالة يصبح الوجود غير موجود لأن العدم موجود ، فالوجود موجود و غير موجود و العدم موجود كالوجود، و اللامعقول كالمعقول ، فالابيض اسود و الاسود ابيض على الرغم ان الابيض هنا مضاد الاسود و ليس نقيضه و المثل الاقرب الى موضوعنا كأن نقول ان شحنة الإلكترون سلبية و ابجابية بنفس الوقت فالإلكترون موجب و سالب في ان واحد و المثل الذي يوضح لنا الصورة اكثر من المثل السابق هو و انا اكتب الان على الورق هذه الكلمات فانا حي و ميت بنفس الوقت ليس بالمعنى البيولوجي لكن بالمعنى الانطولوجي، اي موجود و غير موجود او انا الآن عدم يكتب على الورق و انا الان موجود اكتب نفس الكلمات على نفس الورق في ان معا و هايدغر لم يجب على سؤالين، ما تعريفه او ما هو العدم ؟ و اين يوجد العدم؟ و هذا السؤال فيه تناقض على الاقل منطقي فبدل اين يوجد العدم ؟
نسال اين هو العدم ؟
او ببساطة اين العدم ؟ و اجوبة هايدغر ( و سنعود الى اجوبة سارتر ) توحي انه يخلط ما بين الهاوية و العدم و لا يميز الفناء من العدم !
فالموت ليس عدما انه فناء و الفناء تحول شيء الى شيء ، ففناء هذا المبنى امامي لا يعني انه اصبح عدما و لكنه يعني انه تحول من مبنى قايم و يرتفع على الارض الى ركام او الى تراب او الى شيء اخر ، الفناء تحول و التحول لا يعدم الشيء بجعله شياء اخر و هذا الشيء ليس عدما بل شياء، فهيروشيما بعد سقوط القنبلة النووية عليها تحولت إلى ركام و لم تتحول الى عدم و اذا كان يقصد هايدغر بالعدم الهاوية بلا نهاية او الفناء ، فهو يقول الانسان او الوجود-هناك ياتي من العدم و يذهب الى هاوية العدم ، اذا كان بقصد هايدغر بالعدم الهاوية بلا نهاية و الفناء فهذا يوافقه عليه جميع الناس لكن الجمبع لا يطلقون على الفناء ( الموت ) اسم العدم
لان الفناء اسمه الفناء و ليس اسمه العدم و العدم اسمه العدم و ليس اسمه الغناء ، اما بشان تعريف سارتر للعدم فهو بعتمد على السلبيات او ما يسميه ( negatites )...
تابع
24/11/21
سبحانك ربى خالق الدكتور يوسف زيدان وحسن حماد وعلاء الاسوانى وارنست وليم واحمد سعد ، كيف خلقت احمد موسى وعمرو اديب ومصطفى بكرى ؟ 😂😂😂😂😂😂
..والضد يبرز حسنه الضد..
Mosap Shokr 🌹🌹🌹🌹🌹
ازاي يعني يا استاذ احمد ماركسية سارتر كانت ماركسية حرة ؟! هو فيه ماركسية غير حره؟! هل يوجد مفكر غربي محترم و ناقد و حر الا و كان ماركسي ؟! الماركسية ليست هي الستالينية كيف وقعت في هذا التعميم الايدولوجي المنتمي للحرب الباردة!!!! كارل ماركس دعى للتغيير من خلال الانتخابات و اعتبر ان حصول العمال على حق الانتخاب هو اول طريق التحرر و لولا الماركسية و نضالات العمال لما نالوا حقوقهم في ساعات محدده للعمل و حق الانتخاب و لا ما خاضت دول العالم النامي حروب التحرير من الاستعمار و الإمبريالية الغربية ... الماركسية هي طريق التحرر
wedas67 حسب معلوماتي الحقوق التي طلبها العمال كانت فكرة هيجل أولا قبل ماركس ، مثل السن القانونية للعمل ...
جان بول سارتر(1980-1905)(78).
يقول سارتر، ما هو من اجل ذاته نزوع نحو الاخرلذلك يملك اعضاء تناسلية و ليس أعضاءه التناسلية سببا لنزوع الانسان نحو الاخر و ظاهرة الخجل سببا اخر يظهر ميول ما هو لاجل ذاته للاخر كذلك الامر بالنسبة للنظرة ، يقول سارتر نحن لا نشتهي جسد الاخر و لا نشتهي لذتنا ، نحن نشتهي الاخر ذاته اي تملك الاخر من حيث هو موضوع و من حيث هو حرية اي تملك حرية الاخر ، هنا يوجد خلط مزدوج ، الاشتهاء لا علاقة له بحرية الاخر و اشتهاء الاخر لذاته خطوة لا تسبق خطوة اشتهاء الاخر ، لان هناك فرق كبير بين الشهوة و التملك و الشهوة علاقتها بالجسد و تملك حرية الاخر تتجاوز شهوة الجسد هذا من جهة و من جهة اخرى الخلط هنا ، هو ان نزوع ما هو من اجل ذاته هنا نزوع غاية و النزوع هنا يصدر عن ماهية ما لما هو من اجل ذاته ، ماهية ما هو من اجل ذاته هي ميول و نزوع نحو الاخر كما هو نزوع ما هو من اجل ذاته نحو العدم ( نتكلم من وجهة نظر سارتر : ياتي العدم الى العالم بالإنسان و هو( لا وجود ) و قوامه العدم و الوجود ينعدم اي الوجود ينفي ذاته : ملاحظة عابرة يمكن هنا ان نوجه نقدا لفكرة العدم صاغها الفيلسوف هوايتهد تحت اسم : (مغالطة التعين الموضوع في غير مكانه ) ، و استبعاد اعضاء او الجهاز التناسلي الجنسي عند ما هو لذاته او ما هو من اجل ذاته عدا كونه تبسيط و اختزال هو كذلك تشويه ، لان ما هو لذاته لا يمكن مقاربته بدون أعضاءه التناسلية ، هو و أعضاءه التناسلية الجنسية شيء واحد و بعيدا هنا عن لعبة من هو السبب و من هو المسبب و بعيدا عن منطق الخوض في مثل هذه السجالات التي يبدو ان سارتر يجيدها و يهوى الخوض فيها ، فاذا كان نزوع ما هو من اجل ذاته للاخر ليس نزوع شهوة و ليس نزوع لذة ، فكيف يفسر هذا النزوع للاخر من قبل الحيوان و الحيوان يملك جهازا تناسليا جنسيا يشبه جهاز بني البشر و اذا كان ما يمييز ما هو من اجل ذاته الوعي و بالتالي الحرية ، (ان وجوده يسبق ماهيته ) عن ما هو في ذاته (ماهيته تسبق وجوده )، فالحيوان بهذا المعنى اي النزوع نحو الاخر ، يدخل تحت تسمية ما هو لذاته او الموجود لاجل ذاته حسب مصطلحات سارتر و كذلك الوجود-هناك حسب مصطلحات هايدغر لان الحيوان كما الانسان ( ما هو من اجل ذاته عند سارتر ) و ( الوجو-هناك حسب هايدغر ، او ما اصطلح عليه هايدغر Dasein ) ينزع نحو الاخر و كلاهما يملك جهازا جنسيا او جهازا تناسليا و التفريق ببن النزوع الجنسي الانساني و و اانزوع الجنسي الحيواني يبدو هنا واهيا و ان وجد فهو ليس اكثر من درجة من درجات خصوصية الكاءن اي كاءن، تفسير سارتر هنا للنزوع الجنسي عند الانسان نحو الاخر بععزل عن جهازه التنايلي الجنسي تفسير يشبه تفسير العقل عند الانسان دون اعتبار لدماغه ، الامر ذاته يحصل بالنسبة لتصنيف هايدغر ( للوجود -هناك )و لما يطلق عليه( المتواجدات ) ، تصنيف لا يمكن ان ياخذ شرعيته الا من النظرة الدينية ، اانظرة الدينية هي التي ميزت الانسان او ما يسميه هايدغر الوجود-هناك و ليس من مميزات النظرة الوجودية خاصة نظرة هايدغر ثم ان هايدغر رغم اصالة نظرته يخلط بين (الوجود ) و ( الوجود-هناك )، فان Dasein
لا تتكلم عن وجود الانسان لان الوجود واحد عام يشمل جميع الاشياء ، فعندما نقول يوجد انسان نتكلم اولا عن وجوده و ليس عنه و Da هنا قبل Sein اضافة من هايدغر لا من وجوده
و Da هو ذاك الذي يستضيء بذاته و حسب شراح هايدغر Da ليست هي نسبة الى الوجود بل هي نسبة الى الانسان و الحقيقة انها نسبة الى (وجود ) الانسان ، و عندما نتكلم عن (وجود ) الاسد نتكلم عن (وجود ) الانسان ، عندما نتكلم عن الاسد او عن الانسان انتقلنا من وجوده الى نوعه و جنسه ، فلا يوجد فرق بين وجود الانسان ووجود الحيوان او وجود الاشجار، فالوجود كوجود هو هنا واحد ، وجود الانسان ( او انسان ) كوجود الشجر ( او شجرة ) و هايدغر عندما فرز و فرق بين وجود شيء و شيء أخطأ كثيرا لان الاشياءكلها من ناحية الوجود على نفس درجة الوجود ...
تابع
24/11/21
جان بول سارتر (1980-1905)(76)(الوجود و العدم )
(لكن الحرية لا يمكن ان توجد الا مقيدة لان الحرية اختيار .سارتر ).
تقييد الحرية ينزع عنها صفة الحرية الاساسية و هي الحرية ، هنا يوجد تضارب ، الاختيار لا يختار اذا كانت الحرية مقيدة و هنا الحرية ليست حرية قيد او ما يسميه سارتر نير الحرية ، الحرية لا تقبل و ترفض كل نير او قيد ، الحرية تتحرر من كل القيود و من كل نير ، هنا سارتر لا يتماشى مع ما يريد ان يذهب اليه و هو يخالف بحثه ، ينطلق ثم يرتد دون وجهة ، ما هو حرية ليس بحرية لانها حرية مقيدة ، الحرية المقيدة ليست حرية ، المقيد غير حر و الاختيار بدون حرية ليس اختيارا هذا من جهة ، و اما عن الاختيار كنبذ و انتقاء فهنا سارتر ينظر الى ظهر الحرية و لا ينظر الى وجهها، هو ينظر الى الظل و لا يرى النور ، لا يرى الفعل يرى اثره بعد غياب الفعل و غياب وجوده ، الاختيار ليس نبذا ، الاختيار انتقاء و الانتقاء قبول لان ما يطلق عليه سارتر اسم النبذ اسمه الحقيقي القبول و القبول ليس نبذا و الانتقاء اختيار و النبذ عدم اختيار و القبول طريقة وجود الفعل ، القبول صلة الوجود (مع) الوجود ، الوجود يوجد عندما نختار و النبذ عدم اختيار و عدم الاختيار عدم وجود و عدم الوجود عدم و الوجود يوجد بالاختيار و النبذ استبعاد للوجود ، الوجود عندما نختار لا ينقص بل يزيد و الاختيار ضؤ بينما النبذ هو تسرب العتمة الى الوجود و اطفاء لااضواء الوجود ، الوجود هو اشعال الضؤ و النبذ اطفاءه و هو استبعاد للوجود ، الاختيار غنى و ليس نبذا و النبذ فقر و ليس اختيارا و هذا من من جهة اخرى ؛ و عندما يصدر سارتر مراسيم الحرية كانه الحاكم او الملك يتلو على الرعية قوانين المملكة الجديدة هو لا ياتي بشيء جديد ، انه يعلن دستور مملكته و اساسه الحرية ثم يحرم على الحرية الا تكون حرة !! و يحرم الا تكون موجودة !! و هذا الدستور يتكون من مادتين المادة الاولى : الحرية ليست حرة في اللا تكون حرة ( وقاءعية الحرية )و المادة الثانية من الدستور:
الحرية ليست حرة في الا توجد ( امكان الحرية العرضي )
فهو هنا لا يقول شياء سوى : الحرية توجد و الحرية حرة.
فهنا (لا )وجود الحرية و ( لا)حريتها بحاجة لكلمة لا ، فليست حرة في الا توجد ، معناها توجد الحرية و الحرية توجد ، سارتر لا يحب النور و النهار ، يحب الظلمة يعشق الظلام ، لا يخرج الى النور الا اذا سمح له الظلام بالتجول ، هو يرصد السماء في النهار ليرى نجومها و قمرها بالعين المجردة !! ...
تابع
23/11/21
جان بول سارتر (1980-1905)(56).
يسرد سارتر عدة مقولات ليقول شيء واحد : ان الانسان حر . بقول ( ان ماهو لذاته عليه ان يكون ما هو كان ) و يقول( انه هو ما ليس يكون بعدم كونه ما يكونه ) و يقول ايضا ( بان فيه الوجود يسبق الماهية و هو شرط لها ) او العكس وفقا لعبارة هيغل ( الماهية هي ما قد كان ) ، كل هذه الاقوال بمعنى واحد عند سارتر و هو ان الانسان حر ، مهلا القول ان الانسان حر فيه خلط ، الحرية شعور بالحرية و لكن الفعل ليس حرا ، الفعل هتا ما يقوله عن نفسه او بتعبير ادق ما يشعر به ما هو لذاته ، و كما يقول شكسبير حتى تعرف شخصا يجب ان تعرف ما يقول عن نفسه و يجب ان تعرف ما يقول الناس عنه و اخيرا يجب ان تعرف ما يفعل ، لكن هنا ما يشعر به ما هو من اجل ذاته او لذاته و ما يقوله الفعل عن نفسه لا يعكس حركة و فعل الفاعل ، اذا هاجمني اسد في الغابة فانا لست حرا ، و اذا عطشت ووجدت ماء امامي فلست حرا ، و اذا نشب حريق في بيتي فانا لست حرا و يجب التنويه هنا ان الفصل او التفرقة التي يتبناها سارتر ببن الارادة و الوجدان تفرقة فيها ترف و تصنع و بحاجة لمراجعة ادق ، في كل هذه المواقف انا لست حرا و عندما افعل شياء كان اهرب من الاسد او اشرب الماء او اخمد الحريق الذي نشب في بيتي ،فانا في كل هذه المواقف لست حرا ، هنا لست حرا بمعنى مزدوج اي اني لست حرا في ان لا افعل و لست حرا في ان افعل ، و عندما افعل شياء كأن اهرب من الاسد او اشرب الماء او اخمد النار التي نشبت في بيتي ، فانا في كل هذه المواقف او الافعال لست حرا و قد يرد سارتر كعادته و لكنك تستطيع ان تتصدى للأسد و تقاومه فتختار فعل العزم و الصمود و قد ترفض شرب الماء و قد تهرب من البيت بدل اطفاء الحريق ، كل هذا صحيح في المطلق و المجرد و هذا ما تقوله الارادة في عزلتها لنفسها ، كفعل مع وقف التنفيذ ، و لكن اقوالي غير افعالي ، و كما ذكر قبل قليل شكسبير ، و افعالي غير اقوالي ، و افعالي هنا لا تقول هكذا ، افعالي تقول لي هنا انا لست حرا ، و اقوالي تقول لي انا حر ، انا حر كشعور يسري في تيار الوعي و انا لست حرا في افعالي ، و الانتحار امام الاسد ليس حرية ، لان الحرية هي مستقبل الوجود الانساني و الانتحار بلا مستقبل و بلا تتمة ، الانتحار مقبرة الحرية و هو ليس خيارا و هو عدم اختبار لان الاختيار هو في سبيل الحرية و الحرية لا توجد دون تخطي دايم للانية او للوجود الانساني نحو مستقبله الاتي او نحو امكاناته او نحو اللاوجود حسب تعبير سارتر انطلاقا من مستقبله الحاضر لان الانية دايما حسب تعبير سارتر عدم و الانية محاصرة بعدم مزدوج ما قبل و ما بعد ، اي عدم بين عدمين !!
انا حر لكن افعالي ليست حرة لان هناك دايما خبارات او امكانات محدودة و خياراتي المطلقة كاقوالي تظل افكارا مجردة ببنما افعالي هي افعال الوافع امامي و الواقع كما يقول سارتر نفسه هو التنظيم المركب باعث -قصد - فعل - غاية او باختصار انا اكون انا ذاتي خارج ذاتي، و الحقيقة ليست بهذه البساطة و هذا الكلام لساتر يتعامل مع جزيئات على شكل الواقع و يتجاهل بعض صعوبات ااموقف ، الفعل مادة الارادة و هدف الارادة غاية الفعل و هو مجموع الوقائع المركبة في فعل واحد تحول غاية و كما الارادة فعل مع وقف التنفيذ و الفعل بدون الوجدان بلا غاية او هدف ، فالفعل يتوسط الارادة و الوجدان، الارادة عمياء دون الوجدان اذا جاز التعبير و الوجدان عيون الفعل في الواقع ، افعالي اذن افعال الواقع امامي الذي لا اختاره و اشعر انني اختار ، انا هنا حر بالاسم ، كحرية ديكارت حسب اتهام سارتر للحرية عند ديكارت ، و هذا ما لا يوافق عليه سارتر ، و اذا كانت الحرية تفرز عدمها الخاص و اذا كان الانسان كحرية ليس ذاته فقط بل و حضور لذاته ، فنحن هنا امام معادلة تقول الحرية لا شيء و بهذا اامعنى يصبحوالانسان هو شيء بحضور اللاشيء ...
تابع
مالاحظة او توضيح :
ما هو لاجل ذاته ( الانية عند هايدغر اي الوجود الانساني )
ما هو في ءاته ( الوجود غير انساني او الوطود الموضوعي )
هوسرل حل مشكلة الذاتية و الموضوعية ، بعلاقة تبادلية ، الذات احالة الى الموضوع و الموصوع احالة الى الذات
الوجود يسبق العدم
الوجود يسبق الماهية
العدم موجود في قلب الوجود و في صميم الانسان
العدم اصل السلب او النفي مثلا عمر لا يوجد في بيته ، العدم اصل لا هنا ايى السلب او النفي
العدم ياتي الى الوجود بواسطة الانسان و ااحرية تفرز عدمها الخاص
عبارة عمر لا يوجد او غير موجود في بيته ليست العبارة ااحقبقية لان العبارة الحقيقية هي عمر لا يوجد في بيته ، عمر يوجد في المسجد يصلي اي كما قال كانط السلب اشتقاف من الايجاب و الايجاب هنا هو الاصل و بمعنى اخر الاشتقاق هنا عمر غير موجود في بيته و الايجاب هنا عمر يوطد في المشجد يصلي
01/11/21
تدري استاذ هذه مقالتك تخلي الشخص يسكر بدون خمره😂
@@user-lv7bw3ll7w
استاذي هذه مشكلة سارتر في كتابه الوجود و العدم
انمنى لك التوفيق
🌹
جان بول سارتر( الوجود و العدم )(97)
(شهرة سارتر؟ )
ففكو بالنسبة لسارتر سد جديد في وجه ماركس و وظيفته هي الوقوف في وجه انتشار الماركسية في وقتها، نعود الى سارتر فاننا اذا تعمقنا افكار سارتر لوجدناها ركيكة ضحلة ، رغم ما تتقصده احيانا من غموض و تجريد الا انه غموض يبقى سطحيا و تجريد يبقى غير بناء ، فكل هذه الأفكار التي طرحها سارتر في المزاد العلني!! لا تصمد امام نقد جدي و مسؤول و بااتالي فان شيوع تلك الأفكار و هذه الاراء لم يكن ليحدث لو لا تلك الاجواء التي احتضنت ظاهرة سارتر و شجعتها بشتى الوسائل و لا احد يناقش في ان لجائزة نوبل دور ما سياسي مباشر او غير مباشر و هي باب عريض للشهرة و للانتشار لا يجادل به الا مشاكس و نحن نعرف ماذا قال الاديب الكبير نجيب محفوظ بعد ان استحق نوبل و ما قاله يدل من جهة على تواضعه و من جهة اخرى يدل على حقيقة جاءزة نوبل ( عندما كانت نوبل لا تعطى الا للمبرزين لم اكن احلم بها و عندما صارت تعطى حسب الطلب ام اعد افكر فيها ) و قال ايضا ( ان طه حسين استحق نوبل قبلي ) و نحن نعرف ان العقاد يستحق نوبل و نحن نعرف ان توفيق الحكيم يستحق نوبل و نجيب محفوظ يستحق نوبل غيرهم ، ما يهمنا ان سارتر نال نوبل بعد كامي ( و هذا الاخر كان يشكل راس حربة ضد ماركس ) و نحن نعرف ان نوبل في تلك الفترة لا تعطى لشيوعيين او يساريين خاصة في مجال العلوم الانسانية، و عصر سارتر كان عصر الحرب الباردة و عصر التحالفات الدولية و عصر حروب التحرر من الاستعمار و العالم كله انقسم الى جبهتين ، جبهة النظام الغربي الليبرالي الحر الذي ينادي بالحرية الفردية و جبهة النظام الإشتراكي الذي كان ينظر الى الحرية من منظار غير فردي و يرى ان الحرية هي قبل كل شيء حرية المجتمع في تامين حاجات الفرد الضرورية و الأساسية و انه لا حرية فردية في مجتمع غير حر و ان المجتمع الليبرالي قائم على الاستغلال و الاستلاب و الاغتراب و انه لا حرية خارج المجتمع و الحرية هي ازالة الاستغلال من المجتمع و منع إستغلال الانسان للانسان و ان الذي يحصل في المجتمع الليبرالي قائم على الاسغلال و الحرية هي تقليص التفاوت الاقتصادي و الطبقي و اقامة المساواة بين الافراد و بين فئات المجتمع المتناحرة في الغرب الليبرالي ، المهم ، بينما الليبرتلية شجعت المبادرة الفردية و الحرية الفردية و اعتبرت الابداع و التفوق من سمات المجتمع الحر و لم تعترف الا في المنفعة و اللذة كأهداف و غايات تصبو اليها الليبرالية، هذه هي أجواء الحرب الباردة بين معسكر ما يسمى الليبرالية و معسكر ما يسمى الاشتراكية و التي منها استفادت حرية سارتر الفردية المطلقة، ووظفها سارتر في طروحاته لمناصرة فريق على فريق ، فريق الحرية الفردية و الليبرالية ضد فريق الإشتراكية، و قد قبل النظام الليبرالي اوراق اعتماد سارتر بعد فحصها و التمعن في جدواها و عين له سارتر سفيرا معتمدا في ابراز وجهة نظره و الدفاع عنها في الأوساط الفكرية و الثقافية و تم تشجيع تياره الوجودي و مده التظام اليبرالي باسباب الدعم في سبيل شيوع تياره و منحه زيادة على ذلك جائزة نوبل و التي رفضها حبا بالظهور و الشهرة و حتى لا يفتضح امره و يظهر دوره كعامود من أعمدة النظام الرسمي الليبرالي الحر ، في خضم هذه الأجواء و في ظل هذه المعارك، كان هدف كل فريق الاستحواذ على اكبر عدد من المناصرين خاصة في اوساط ما يعرف آنذاك باوساط المثقفين ، اذن اتت شهرة سارتر من قلب هذه الاجواء المحتدمة في تلك الفترة من القرن العشرين عصر الحرب الباردة و الصراع الإيديولوجي المستعر و الا لم نفهم لماذا هذه الضوضاء حول سارتر و هذه الضجة الكبيرة التي اثارها حوله و لا فهمنا الشهرة التي حظي بها و لماذا اكتسح الساحة الفكرية بهذا الشكل المبالغ جدا فيه حتى ان بعض المقربين من سارتر تكلم عن امبريالية ثقافية عالمية تشكلت حول سارتر و حول مذهبه في الوجودية و حول مجلته الازمنة الحديثة ، و حتى ان صيته اشتهر و ذاع في اوساط الناس العاديين دون ان يعرفوا شياء عن الوجودية و لا عن سارتر سوى مجموعة اقوال من هنا و من هناك راجت و تناقلها الناس في الأوساط العامة ، و هنا اريد ان اروي طرفة حدثت بين أينشتاين و بين الممثل الكوميدي الصامت شارلي شابلن ، قال اينشتاين لشارلي شابلن : ( كل الناس احبتك رغم انك لو تقل كلمة واحدة !! )
فرد عليه شارلي شابلن :
( كل الناس احبتك رغم ان احدا لم يفهم كلمة واحدة قلتها !! )...
تابع
03/12/21
Man you are abusing with ads
جان بول سارتر (الوجود و العدم )(شهرة سارتر؟! )(99).
يردد سارتر وراء جيل رومان حماقة رددها جيل رومان : ( في الحرب لا توجد ضحايا بريءة او ابرياء ) و هذه مقدمة من سارتر لتمجيد الحرب و ان من يشارك في الحرب و انه يجب اعتبار هذه الحرب حربه و كانه هو الذي أعلنها!! ، و ان يخوضها حتى النهاية !!
و لا يقدم سارتر آي معبار اخلاقي ، كالحرب العادلة مثلا ضد الظلم و ضد الاحتلال و ضد السيطرة و الهبمنة او حرب بهدف الدفاع عن النفس وواضح هنا ان سارتر يقدم اوراق اعتماده للنظام الليبرالي الرأسمالي الغربي الذي تعود خوض الحروب و تعود الاحتلال و السيطرة و كلامه عن الحرية كلام فارغ و كلام للاستهلاك لا اكثر و لا اقل ، لان معيار الحرية الحقيقي هو هنا و ليس في المقاهي و لا على ارصفة الشوارع و هو هنا يتبنى بصراحة ايديولوجيا اسياده في النظام الرسمي على انه صديق و بمكن الاعتماد عليه ، و هذا يفسر لنا لماذا وقف مع إسرائيل و ضد القضية الفلسطينية فلم يقف مع الحرية ووقف ضد الحرية، المهم نعود من جديد الى سارتر ، يقول في الوجود و العدم ، ان الانسان يموت حتى بحيا آلله ، و يقول ايضا ان الانسان في اعماقه رغبة في ان يكون آلله، هذه المعادلة التي استوحاها من نظرته ااخاصة الى الوجود و من تصنيفه للوجود الى وجود في ذاته ، و وجود لذاته ،و وجود للغير ، و وجود ما في ذاته لذاته (آلله عند سارتر ) و لو صحت هذه المعادلة الهجبنة التي انتجها سارتر من راسه و هو هنا حسب تصنيف فرنسبس ببكون يشبه العنكبوت الذي يستخرج الافكار من داخل راسه عكس النمل الذي يجمع نتاجه من الخارج و النحل الذي يذهب بعيدا ليصطاد رحيق الزهرة المناسبة من الحقل المناسب و تحويل كل هذا الى عسل فيه شفاء للناس ، و هكذا يكون واقع سارتر كواقع العنكبوت يخرج خيوطه من بطنه و هذه الخيوط لا تنفع الا قليلا ، نترك بيكون و نعود الى سارتر، لو صح كلام سارتر و هو غير صحيح بتاتا ، لما خلق الانسان آلله!!
( لم يخلق آلله الانسان حسب فيورباخ ) حسب تاؤيل فيورباخ لهيغل و الذي قال فيه : الانسان خلق الله ، المهم و حتى نعود الى الواقع و نترك سارتر و فيوباخ قليلا ، الانسان اعترف بالله لانه عرف انه ليس الله و عرف ايضا اكثر من ذلك انه لا يمكن ان يكون بديلا لله و سارتر يريد هنا بواسطة الكلام فقط ان يعكس العالم فيضعه على راسه بدل ان يتركه واقفا على قدميه، فعجز الانسان امام العالم جعله يذهب الى ما ابعد من وجوده الى وجود لا يتضمن نهائية وجوده التي اختبرها في نفسه ، الى وجود لا نهاءي و الذي هو الله و سارتر هنا يقلب الصورة و هو بهذا يعكس العالم على راس الانسان فجعل من قدمه على الارض ملكا في السماء و من هو ملكا في السماء رغبة تجري على قدمين و تنتهي تحت التراب ، فهو جعل من قدم الانسان على الارض الهة في السماء و جعل السماء و نجومها اقداما تجري تحت الأرض و لم يقرأ قول الشاعر العظيم المتنبي :
كل ما هو فوق التراب تراب .
فتاريخ الانسان تاريخ عجزه و تاريخ عطشه في ان واحد و من يستعرض منظر القبور او المقابر التي تمتلىء بها الارض و يرى كيف الناس تستعرض مقابرها في مناسبة و في غير مناسبة ، يعرف ان الإنسان في ذلك إنما يعترف بعجزه و في نفس الوقت يعرف ان السماء اذا شيءنا ( من شاء ) تظل سماء و لا تموت و لا تعرف ابدا شكل المقابر فوق جسدها الشفاف و المطلق و الإنسان يعرف تماما رغبته ، وجدها على الارض و دفنها معه تحت التراب و هو كذلك يعرف ايضا ان لا علاج لعجزه و عطشه سوى اله ابدعه في السماء ...
03/12/21
جان بول سارتر( الوجود و العدم )( شهرة سارتر )(100).
الله ليس بديلا للإنسان و الإنسان ليس بدبلا لله ، و هو عندما يقف امام الموت ، لا يسأل لماذا ولد ؟ و هو لا يسال لماذا يموت ؟ فهو بعرف لماذا ولد ، و بعرف اماذا يموت ، لانه يعرف انه ليس هو آلله او بالأحرى ليست هذه هي رغبته ، و لو كانت رغبة الإنسان ان بصير الها لما اعترف بموته و لولا آلله لما مات الانسان ، فاحد الاسباب و الدلاءل على وجود آلله هو وجود الموت و لو كانت رغبة الانسان ان يصير الها او مشروع اله لما رفع راسه نحو السماء و جسد الموت يتمدد امامه على الارض ، و اما كلام سارتر عن الموت( و انه القضاء علي بالا اوجد الا بواسطة الغير و ان استمد منه معناه بل ومعنى انتصاره ) ، فهو اعتراف منحرف و شاذ غير مباشر بالله و ان هذا الغير هو غير هذا الذي يفكر فيه سارتر ( او العنكبوت كما سمى فرنسيس بيكون سارتر ) و ان هذا الغير ليس الا الله الذي لا يعترف سارتر بوجوده، و ليس هو ما يحلو لسارتر و لنزواته ان تصور له هذا الغير شيئا اخر غير آلله و سارتر يخطا عندما ينكلم عن الموت و يقف امامه او عنده ابكم أخرس، فالموت ليس فقط نهاية و الموت ليس فقط قدر و الموت ليس فقط غاية كل موجود حسب تصور هايدغر ( او التصميم ) ، فكل من يولد يوجد الى الابد اما على شكل نسيان مجرد او نسيان بين قوسين و اما على شكل زمان و مكان مجردان ، النسيان يعود ليلبس ثياب الزمان و المكان ، في قاع الابد و الزمان و المكان يتنقلان ببن الولادة و الموت على حدود الابد ، فمثلا ديموقراطس عاد ليولد من جديد في العصر الحديث...
تابع
03/12/21
الاعلانات مزعجه جدا سوري راح اسوي ديس لايك
جان بول سارتر(الوجود و العدم )(شهرة سارتر ؟ ) (96).
يقول سارتر ( ان الانسان يقتل نفسه او يموت لكي يعيش او يحيا آلله ) اي عكس ما تقوله المسيحية من ان آلله افتدى البشرية فمات المسيح على الصليب لكي يعيش الانسان ، و يقول كذلك ( ان الانسان في اعماقه رغبة في يكون الله !!) و يقول كذاك ( الحرية و النقص شيء واحد !!) و يقول ايضا (الوجود و العدم كالنور و الظل !!) ، المهم ، انا لا اعرف من اين اتت شهرة سارتر ؟!
و دعوته الرئيسة ان الانسان حر ، دعوة معروف و قالها قبله اكثر الفلاسفة و معظم الناس تقول ذلك ، و الخليفة عمر بن الخطاب قالها منذ حوالي قرن و نصف القرن ( متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟ ) و ليس الانسان بحاجة ليعرف ان الحرية تفرز عدمها الخاص و انها اتت الى الانسان من لاشيء ليعرف ما هي الحرية ، و انا اعتقد ان شهرة سارتر تعود لاسباب سياسية و أيديولوجية، فما اصطلح على تسميته بالعالم الحر كان في فترة سارتر بحاجة لبداءل جديدة تقاوم و تحارب بها الايديولوجيات الاشتراكية التي انتشرت و ازدهرت في تلك الفترة و لتعزز ايدولوجبا النظام الغربي الرسمي الحر ، فكان سارتر فرصة سانحة لنشر هذا الفكر و مناسبة لتعزيز هذا التوجه خاصة و ان هناك المعسكر الاشتراكي و الذي كان لا يزال في بداية صعوده قد اشتبك مع معسكر الغرب على جبهة الايديولوجيا و راح يشكل تهديدا مباشرا و ربما بات يمثل خطرا يجب درءه و محاصرته و محاربته على كل الصعد العسكرية الاقتصادية و طبعا الفكرية و الثقافية و المعروف ان الانظمة الغربية الليبرالية تعتمد في ايديولوجيتها على الحرية الفردية في الحياة الثقافية و على المبادرة الفردية في الاقتصاد، فكان من الطبيعي خلق و نشر تيارات تنادي بما تنادي به هذه الايدولوجيا الليبرالية و تشجيع التيارات الاخرى التي تتلاقى مع ايديولوجيا ما يسمى و يعرفف باديولوجيا الغرب ومن هنا انتشار و ذيوع شهرة سارتر ، و الدليل المباشر الحي و الملموس ، هو الصدام الذي حصل بين فوكو و سارتر بعدما اصدر فوكو في الستينات كتابه الكلمات و الاشياء و صرح ان سارتر يجب ان يذهب الى المتحف !! و رد عليه سارتر ردا ذكيا مباشرا يلخص الواقع برمته ، رد سارتر على فوكو فقال ( انت اخر سد في وجه ماركس!! ) ، اذن الامور واضحة و المعركة معركة ايديولوجيا ضد ايديولوجيا ،
تابع
03/12/21