أعنف من الحرب الروسية الأوكرانية.. الصراع الأشرس في العقد الأخير

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 11 сен 2024
  • عشرينات القرن الماضي، حول منطقة انفصالية تُعرف باسم إقليم ناغورني قرة باغ، نشبت نيران الصراع الذي لم ينته إلى يومنا هذا...
    ولفهم أبعاد الصراع، عليك أن تعرف في البداية أن هذا الإقليم من الناحية الجغرافية يقع في قلب أذربيجان..
    لكن من الناحية الديمغرافية تسكنه أغلبية أرمينية بنسبة 95%..
    ولكن كيف؟
    ظهرت الملامح الأولى للنزاع بين الأذر والأرمن، حول إقليم ناغورني قره باغ، بعد انهيار الإمبراطورية الروسية عام 1917، وذلك أثناء تشكيل ثلاث جمهوريات عرقية في جنوب القوقاز، من أرمينيا، وأذربيجان، وجورجيا.
    لكن ثمَّة روايتين تكشفان لنا إرث الكراهية التاريخي، بين الأرمن والآذر، في منطقة القوقاز، عبر اتهام بعضهما بارتكاب أفعال شنيعة في حق المدنيين..
    حيث يروّج الأرمن، إلى أن أذربيجان بعد إعلان جمهورية أرمينيا شنَّت هجومًا عسكريًا في أيار مايو 1918، بدعمٍ من الأتراك..
    وفي آذار عام 1920، نفذ الأذر مذابح ضد المدنيين، حتى إنهم قتلوا 40 ألف أرميني...
    رواية مرعبة.. لكن انتظر، فهناك رواية لم تسمعها يرويها الطرف الآخر...
    حيث قال الأذر إن التشكيلات الأرمينية المسلحة قتلت في نيسان عام 1918، آلاف المدنيين بناء على انتماءاتهم العرقية والدينية...
    ولم يتوقف الأرمن عند هذا الحد..
    فدمروا المدن والقرى الأذربيجانية، وعددا من المعالم الثقافية، والمقابر، وعذَّبت وحداتٌ مسلحةٌ أرمينيةٌ متطرفة، 30 ألف مدني في باكو عاصمة الأذر...
    وبالتالي كانت تلك المنطقة الجبلية لعنةً على سُكّانِها...
    ففي عام 1921 إِبَّان الثورة البلشفية، قرر جوزيف ستالين أن يضم إقليم قرة باغ ذا الأغلبية الأرمينية إلى أذربيجان..
    ومنحه حكمًا ذاتيًا كوسيلةٍ لتقسيم جنوب القوقاز، ولزرع نواة توتر وصراع بين الدولتين..
    ومع تراجع قبضة الاتحاد السوفيتي سابقًا، على الدول التي تدور في فلكه، تفجَّر الخلاف بين الأرمن والأذر، حول السيادة على هذا الإقليم...
    ففي عام 1988، وبعد تصويت برلمان المنطقة لصالح الانضمام لأرمينيا.. أعلن إقليم قرة باج الاستقلال رسميًا..
    وذلك تحديدًا ما أشعل حربة ضارية راح ضحيتها 30 ألف قتيل، وأدت إلى نزوح الملايين من اللاجئين...
    سيطرت أرمينيا آنذاك على الإقليم المتنازع عليه، واحتلت 20% من الأراضي الأذربيجانية المحيطة بالإقليم.
    وبعد عامين اثنين فقط من تلك المأساة أشتعل الوضع مرة أخرى...
    حيث طلب مجلس الأمن من القوات الأرمينية الانسحاب من الأقاليم المحتلة في أذربيجان..
    لكن القوات الأرمينية لم تمتثل للقرار.
    وعلى الرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار في عام 1994، استمر كلا البلدين في اتهام بعضهما البعض، بشنِّ هجماتٍ حول قرة باج..
    وبعد سكون غير طويل ..شهد مطلع نيسان عام 2016 أعنف قتال منذ عام 1994...
    وبعد ما سقط أكثر من 300 قتيل، وبعد أربعة أيام من القتال، أعلن الجانبان أنهما اتفقا على وقف إطلاق النار.
    وظلت التوترات مرتفعة منذ انهيار المحادثات التي أعقبت أعمال العنف في عام 2016...
    ليعود التصعيد من الجانب الأرميني بقصف مواقع للجيش الأذري في منطقة توفوز الحدودية في 12 تموز عام 2020..
    ولكن هذا الصراع يجعلنا نتساءل إذا كانت هناك أطراف دولية، تلعب في الخفاء بالصراع الدائر بين أرمينيا وأذربيجان...
    فعند البحث في الأمر تبين لنا أن أنقرة تدعم حكومة أذربيجان..
    كما وجدنا أن لتركيا دورًا كبيرًا في هذا الصراع، مع تاريخ طويل من العلاقات المتوترة مع أرمينيا، وذلك بسبب رفض أنقرة الاعتذار عن الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1915 لحوالي مليون ونصف المليون أرميني، حسب الرواية الأرمينية...
    أما عن أقوى دعم عسكري تتلقاه قوات الأرمن فهو دعم الروس ..
    فعلى الرغم من أنها وسيط دولي لحل الأزمة ضمن مجموعة مينسك لحل أزمة إقليم قرة باج، لكنّها تزوّد كلًا من الطرفين بأسلحة بمليارات الدولارات..
    وأما إيران فهي تدعم أرمينيا ضد أذربيجان لأسباب عدة..
    أبرزها أن أذربيجان هي أحد الحلفاء الرئيسيين لإسرائيل في المنطقة..
    حيث اشترى الأذر في عام 2017 ثالث أكبر عتاد عسكري من الجانب الإسرائيلي ..
    والذي بلغ 137 مليون دولار..
    ولكن كيف يمكن أن يؤثر الصراع إقليميًا في المنطقة؟
    بدون جهود وساطة ناجحة، فإن انتهاكات وقف إطلاق النار وتجدد التوترات تهدد بإعادة إشعال صراع عسكري بين الدول وزعزعة استقرار منطقة جنوب القوقاز..
    وهذا ببساطة سيؤدي إلى تعطيل صادرات النفط والغاز من المنطقة، لأن أذربيجان التي تنتج حوالي 800 ألف برميل من النفط يوميًا، تعد مصدرًا مهمًا للنفط والغاز إلى أوروبا وآسيا الوسطى..
    وتابعات هذا ستكون كارثية!
    فقد يؤدي هذا إلى تصعيد الأزمة، وإشراك الجهات الفاعلة المعنية، في حربٍ لا يمكن لأحد أن يتوقع نتائجها..
    ولكن يمكن أن يتوقف هذا الصراع...
    هناك سيناريو حال تفعيله سيسهم في حل الصراع بين أرمينيا وأذربيجان، وهي خطة مينسك..
    إذ يتعين وفق هذا السيناريو على الأطراف الثلاثة؛ أرمينيا، وأذربيجان، وقره باج، الاتفاق على ضرورة الاعتراف بوحدة أراضي أذربيجان مقرونًا بنظام حكم ذاتي لقرة باج من قبل الأرمن المحليين..
    #حرب_روسيا_أوكرانيا
    #بوتين
    #روسيا_اوكرانيا
  • РазвлеченияРазвлечения

Комментарии • 13