انا مين ؟

[@Return_to_Islam134]

ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ، ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﷲ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ.
ﺃﺩﻋﻮﻛﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺁﻳﺎﺕ ﷲ ﻭﻧﻮﺭ ﺳﻨﺔ ﻧﺒﻴﻪ - ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﺩﻻﺋﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ.
ﻳﻘﻮﻝ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ: "ﻓﺄﻟﻬﻤﻬﺎ ﻓﺠﻮﺭﻫﺎ ﻭﺗﻘﻮﺍﻫﺎ" [ﺍﻟﺸﻤﺲ: 8].
ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻄﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﻭﺩﻉ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻴﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺇﻋﺮﺍﺿﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻷﻣﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﻓﻄﺮﺗﻨﺎ، ﻭﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻵﺛﺎﻡ.
ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ - ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: "ﻛﻞ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ، ﻓﺄﺑﻮﺍﻩ ﻳﻬﻮﺩﺍﻧﻪ ﺃﻭ ﻳﻨﺼﺮﺍﻧﻪ ﺃﻭ ﻳﻤﺠﺴﺎﻧﻪ، ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺘﺞ ﺍﻟﺒﻬﻴﻤﺔ ﺑﻬﻴﻤﺔ ﺟﻤﻌﺎﺀ، ﻫﻞ ﺗﺤﺴﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻋﺎﺀ؟" [ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ]
ﻓﺎﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﷲ ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻫﻲ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ.
ﻓﻴﺎ ﺇﺧﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﺍﺭ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﻭﺍﺧﺘﺒﺎﺭ، ﻭﺃﻥ ﷲ ﻳﺮﺍﻧﺎ ﻭﻧﺘﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻪ.
ﻳﻘﻮﻝ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﷲ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻜﻢ ﻓﺎﺣﺬﺭﻭﻩ ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﷲ ﻏﻔﻮﺭ ﺣﻠﻴﻢ" [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: 235].
ﻓﺪﻋﻮﻧﺎ ﻧﺮﺍﻗﺐ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻧﻘﻮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﺋﺐ، ﻭﻧﺪﻋﻮ ﷲ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﷲ ﻭﻧﻄﻴﻌﻪ، ﻧﺮﺗﺎﺡ ﻭﻳﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﺒﻨﺎ، ﻷﻥ ﷲ ﻫﻮ ﻭﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﻳﻌﻄﻲ ﺳﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻟﻠﺮﻭﺡ.
ﻳﻘﻮﻝ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﺗﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺑﺬﻛﺮ ﷲ ﺃﻻ ﺑﺬﻛﺮ ﷲ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ" [ﺍﻟﺮﻋﺪ: 28].
ﻭﺇﺫﺍ ﻭﺍﺟﻬﺘﻨﺎ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ، ﻓﻼ ﻧﻴﺄﺱ ﺃﻭ ﻧﺨﻀﻊ، ﺑﻞ ﻧﺪﻋﻮ ﷲ ﻭﻧﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﻷﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻛﺮﺏ.
ﻳﻘﻮﻝ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﷲ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﺒﻪ" [ﺍﻟﻄﻼﻕ: 3].
ﻓﻴﺎ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺮﺑﻲ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﷲ ﻭﻣﺤﺒﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﺘﻪ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﻔﻼﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ.
ﻧﺴﺄﻝ ﷲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﺴﺪﺍﺩ، ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﻖ، ﺇﻧﻪ ﻭﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﷲ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ.