شخصية الله - حلقة 14 - صفات الله الأدبية - المحبة

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 5 июл 2015
  • في هذه الحلقة سوف نبدأ في شرح ودراسة الجزء الثالث من شخصية الله وهو الصفات الأخلاقية أو الأدبية بمعنى الصفات التي تتعلق بالسلوك مع الآخر أو بالعلاقات والاختيارات الأدبية والخاصة بالإرادة الشخصية. وهنا سوف نتكلم عن سبع صفات رئيسية في شخصية الله ترسم صورة رائعة كسيمفونية متجانسة متكاملة.
    المفتاح الرئيسي وحجر الزاوية أي اللون الرئيسي أو الصفة الرئيسية هي المحبة.
    هناك مبدأ أساسي وهو أنه كلما أقتربنا من المطلق أو من أصل الشيء كلما قلت التفاصيل،
    في شخصية الله سوف نجد نفس المنطق الذي يجعل من هذه الشخصية رغم عظمتها وقدرتها الغير محدودة إلا أنها بسيطة وواضحة ورائعة وكاملة الجمال، فالمفتاح الرئيسي لهذه الشخصية هو الحب.
    المحبة
    سوف نكتشف دائماً ونحن ندرس صفات الله كيف أنه بسبب اختيار الله للحب وطبيعة المحبة التي يتميز بها الله.. كيف أن هذه الصفة هي التي تحكم كل تعاملاته مع الانسان وهذا ما نراه في الآية الآتية:
    "اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا"(أف2: 4)،
    فمحبته كثيرة جداً بسبب رحمته الغنية التي يتعامل بها معنا.
    نجد في شخصية الله عدم وجود فكرة تصارع الصفات الالهية بعضها مع بعض بمعنى أن صفات الله تتضارب ويحاول الله أن يجد المخرج من هذه المشكلة، ولكن هذه المشكلة هي في داخلنا حيث تتعارض وتتصارع الصفات والافكار.
    صفة المحبة ليست هي مفتاح رئيسي لفهم الشخصية الالهية فقط بل هي مقياس ومعيار أساسي للتمييز بين صحة أي فكرة عن الله،
     ليس المقصود بالمحبة التي هي مفتاح شخصية الله فعل المحبة الذي ربما يتغير من شخص إلى آخر أو يتغير بتغير الظروف المختلفة فهذه هي محبة البشر التي بها نحب بعضنا البعض أو نحب أشياء ونكره أشياء أخرى. الحب الذي هو صفة من صفات الله ليس هو الحب الخاضع للمشاعر المتغيرة, بل عندما تكلم الكتاب المقدس عن حب الله قال أن الله نفسه هو المحبة:
    "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ, وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ."(1يو4: 7, 8)
     هناك فرق كبير بين المحبة كصفة وبين المحبة كمشاعر, فمثلا ً يمكننا أن نحب أكلات معينة أو أماكن معينة ونكره أكلات أو أماكن أخرى فهذه محبة بالمشاعر وعكسها الكراهية, أما المحبة كصفة فهي اختيار في الحياة ولذلك فنقيض المحبة هنا هو الانانية وليس الكراهية.
     السبب الرئيسي الذي يجعل صفة المحبة هي الحجر الأساس والقيمة العليا هو أنها هي الاحتياج الحقيقي الأساسي لأي كائن أدبي له إرادة ومشاعر.. يريد أن يكوّن علاقة مع الآخر. ودليل ذلك هو إننا كبشر كبار كنا أم صغار، رجال أم نساء, فقراء أم أغنياء, سنجد أن الحب هو أكبر احتياج لنا فهو الذي يعطينا السعادة الحقيقية في الحياة والتي لا نستطيع أن نعيش بدونها, فالحب هو أسمى وأرقى شيء في الوجود- ولأننا مخلوقين على صورة الله فصدى هذا الحب الالهي الذي ينبع من قلب الله يجعل الحب للانسان بمثابة وقود الحياة وحجر الأساس، وهذا ما نراه في (مزمور 63: 3) حيث يتكلم داود مناجياً الله: "لأَنَّ رَحْمَتَكَ loving kindness أَفْضَلُ مِنَ الْحَيَاةِ. شَفَتَايَ تُسَبِّحَانِكَ", فمحبة الله بالنسبة لداود هي أفضل وأعلى قيمة من الحياة في حد ذاتها، فإذا خُير داود بين الحياة وبين محبة الله فبلا شك سوف يختار المحبة الإلهية. أيضا نرى هذا واضحاً في سفر نشيد الانشاد: "إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ تُحْتَقَرُ احْتِقَاراً" (نش8: 7)
    وهذه هي المشكلة الرئيسية التي يعاني منها الكثيرين من الأبناء؛ أن الوالدين اهتموا بتوفير كل ما يحتاجه أبنائهم من مأكل وملبس وأموال ولم يهتموا بتوفير الحب الغير المشروط لهم. هذه هي طبيعة الكائن الأدبي فهو يبحث أولاً عن الحب لأن فيه يجد الشبع والأمان الذي يُشعرني بقيمتي وأهميتي, كما رأينا في مقدمة موضوع التلمذة عندما درسنا أبعاد علاقتنا بالله حيث نتمتع بالبنوة لله التي هي مصدر كل محبة, ليس فقط أن أكون محبوباً ولكن أيضا أن أعطي أنا الحب الذي يُشعرنا بالفرح والسعادة ويزيد احترامنا وتقديرنا لأنفسنا، فأنت تستطيع أن تسعد الآخرين وتشبعهم, وهذا ما سوف نكتشفه رويدا رويدا؛ أن الحب هو القيمة الأولى والعظمى للكائن الأدبي.
     أي علاقة سواء كانت بين الزوج والزوجة أو بين الأبناء ووالديهم، إن لم تكن مؤسسة ومثبتة في الحب فهي علاقة فاشلة ومزيفة، فتتحول العلاقة إلى علاقة مصلحة ثم تتطور الى معركة بين أطرافها، فالحب هو مصدر العلاقة وهو غايتها وكل ما في العلاقة يجب أن يبنع من الحب وبهذا تستقيم العلاقات.
     استخدم الوحي في العهد القديم كلمات عديدة للتعبيرعن المحبة منها: صالح، طيب، جواد، احسانات الرب، لطف الله، واليك الآيات التي تكلمت عن المحبة بالمعاني المختلفة:
    - "... صَلَّى عَنْهُمْ (حزقيا) قَائِلاً: الرَّبُّ الصَّالِحُ يُكَفِّرُ عَنْ كُلِّ مَنْ هَيَّأَ قَلْبَهُ لِطَلَبِ اللَّهِ..." (2أخ30: 18, 19)
    - "ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ". (مز34: 8)
    - "لأَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ. إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ وَإِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُهُ)" مز100: 5)
    - "تَرَاءَى لِي الرَّبُّ مِنْ بَعِيدٍ: وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَة". ( إر31: 3)
    - "الرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ يُخَلِّصُ يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحاً. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ(he will rest in his love) يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّم"ٍ(صف3: 17 (
    - «أَحْبَبْتُكُمْ قَالَ الرَّبُّ». وَقُلْتُمْ: «بِمَا أَحْبَبْتَنَا؟» (ملا1: 2)

Комментарии • 10

  • @JesusChrist-rr4us
    @JesusChrist-rr4us 4 года назад +4

    انت جدا جدا راىع

  • @theresatakla1936
    @theresatakla1936 Год назад

    ربنا يخليك ويعطيك الصحة قسيس سامح

  • @Maha1J
    @Maha1J 3 года назад +3

    شكراً على محبتك يارب و يا قسيس صالح 💗🌷✝️

  • @user-ps6xe3zi5w
    @user-ps6xe3zi5w Год назад

    مسلمه شيعيه من النجف اتعلم منك واتابعك احب كلامك❤❤

  • @hebaadly88
    @hebaadly88 5 лет назад +3

    انت بجد رائع

  • @drabeerabdulaziz3885
    @drabeerabdulaziz3885 7 лет назад +3

    ..انت رائع

  • @Maha1J
    @Maha1J 3 года назад +1

    💯 دا الي حصل مع بنت عمي في نظرتها لربنا
    رافضة ان الرب محبة وانه يحب لان عندها صورة مشوهة انه ضعف! و انا عارفة بالضبط السبب نفس اجابتك يا قسيس صالح لانو حاتخسر كل شيء و تغير حياتها و فكرها، و هي ما تبغا كدا
    مستعدة تنكر الحقيقة و ترفض تفتح عقلها و قلبها
    عشان ما تبغا تصدق انها عايشة كذبة و تتغير حياتها.
    للاسف شيء محزن ☹️
    بصلي الرب يغير قلبها و يعطيها قلب جديد و فكر جديد ترى به حب الرب و حقيقته باسم يسوع المسيح

    • @SchoolofchristTv
      @SchoolofchristTv  3 года назад

      الصلاة تفتح قلبها لتقبل الرب يسوع. كملي تصلي ليها

  • @optohani1
    @optohani1 4 года назад

    هل دين المسيحية محبة
    فضائح القساوسة بالاعتداءات الجنسية ضد الاطفال، هل التحرش
    بالاطفال من المحبة
    مذبحة سان بارتولوميو المرعبة عام 1572 في فرنسا بحق البروتستانت على يد الكاثوليك
    حرب الثلاثين الدموية عاماً 1618م الى و1648م بين الكاثوليك
    والبروتستانت
    من قتل الساحرات في
    جزيرة غيرنسي عام 1617
    من سحق وعصر مارغريت كليثرو حتى الموت
    هيباتيا الفيلسوفة من قام بسلخها وحرقها باسم المحبة
    من اعدم القسيس فيرانت بالافيسينو سنة 1644 م لأنه يعتبر
    الكنيسة تحتكر المعرفة
    من اعدم أنطوان لافوازيه أبو الكيمياء
    من حرق سافونارولا 1452-1498
    من أُحرق يان هوس عام 1415 بتهمة الهرطقة ضد الكنيسة
    الكاثوليكية
    من احرق باسم دين المحبة المسيحية توماس كرانمر والقديسة جان
    دارك وجوردانو برونو وويليام تيندال
    ماذا حصل لمارتن لوثر واتباعه من قتل وتعذيب من الكنيسه
    الكاثوليكية. الم يعتذر بابا الفاتيكان فرانسيس عام 2016 رسميًا للمسيحيين
    البروتستانت عن الجرائم التي ارتكبتها بحقهم الكاثوليك
    ماذا فعل البابا (أنوسنت) الثامن فى سنة 1484م بالساحرات
    الملك شارل التاسع ووالدته عام 1572 امر بقتل كل بروتستانتي
    لماذا قامت الثورة الفرنسية عام 1789 الا بسبب فساد الكنيسة
    الكنيسة اعتذرت للعالم غاليلي في سنة 1992 م عن المعاملة التي
    عاملته اياه ومحاكمته
    اقرا كتاب خلاصة اللاهوتية لتوما الاكويني مجلد 5 صفحة 503
    "القديس اوغسطين افتى بقتل الهراقطة"
    اقرأ كتاب تاريخ اوروبا في العصور الوسطى لموريس بيشوب بقتل من رفض التعميد او سلطة البابا

    • @SchoolofchristTv
      @SchoolofchristTv  3 года назад +4

      هناك الكثير الذين تصرفوا بطريقة خاطئة ولكن ليست هذه المسيحية. اقرأ الكتاب المقدس لتتعرف على المسيح