آللهم صل وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم 🌍🚶♂️🎤🕌🇬🇧 آللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات 💚آللهم احسن عاقبتنا في الأمور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة 💚حسبنا الله لاإله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم ❤بارك الله فيكم فضيله الشيخ المحترم امين الله يارب العالمين
هُوَ الرَّحْمَنُ﴾: بفضله على الخلائق جميعاً، وهذا الاسم أوسع معنىً من اسم الله الرحيم، ومعناه أن الله سبحانه هو المتفضِّل بالشفاء والغفران على جميع مخلوقاته، وذلك بالشدائد التي يسوقها لهذا الإنسان رحمة به وحناناً عليه ليخرجه بها من العمى والضلال إلى الإيمان به والاستنارة بنوره الدائم فيدخل الجنات والسعادة، الله سبحانه وتعالى ما كتب على أحد من خلقه إلا الخير والسعادة والجنات لكن هم بإعراضهم عنه سبحانه وعدم الطاعة والسير بأوامره أشقوا أنفسهم وأوقعوها بالهلاك والإجرام، فحدثت الحروب وانتشر القتل والجوع والفقر والفساد، ولو أنهم ساروا بأمره سبحانه ومشيئته لما وقعوا بهذا: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}690، والله يقول. ﴿وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾691، أي لو ساروا بمشيئة الله فآمنوا بربهم لنالوا منه تعالى كمالاً وطبع الله بقلوبهم الرحمة والحنان فما حدث قتال، فهذه الحروب وما فيها من آلام وإجرام هذه مشيئتهم فهم الذين شاءوا هذا وسطروه على أنفسهم لذلك كتبه الله عليهم. ولكن لِمَ سمح الله بالقتال؟ بما أن القتال فيه خير للمؤمن والكافر على السواء لذلك سمح تعالى به، فالمؤمن بتضحيته بروحه وحياته يدخله الله الجنة، ولولا هذه التضحية ما دخلها، والكافر بهذه الحرب إما أن يتوب ويدخل الجنة، أو يستمر بغيِّه فبقتله تتوقف شروره وأعماله الإجرامية، وبهذا تخفيف له من حسراته وندامته في الآخرة، وبذلك يصبح له أمل بدخول الجنة، فالله سبحانه يحوِّل الشرور التي أصرَّ الناس عليها للخير والنجاة، وما حقيقة هذه الشدائد إلا رحمة من الله سبحانه على خلقه ليوصلهم تعالى لاسمه الرحيم وليدخلهم الجنة وينالوا السعادة. فما معنى اسم الله الرحيم؟ ﴿الرَّحِيمُ﴾: بذاته. فالشدائد من الله من قتال ومرض وفقر وإهانة هي في حقيقتها رحمة لتشد الإنسان إلى الإيمان بربه وليدخل الجنة، فهي تقرِّب النفس المعرضة عنه سبحانه فتجعلها قريبة منه ومن الإيمان به وذلك بالالتجاء إليه سبحانه وتعالى ليرفع عنها الشدة فيصبح طريق الإيمان سهلاً عليها، فإن آمن الناس بالله بعد هذه الشدائد وأقبلوا عليه سبحانه شفى الله لهم أنفسهم من عللها، عندها يرفع الله عنهم الشدة حيث لم يبقَ هناك داع لها وينقلهم لاسمه تعالى الرحيم ويتجلَّى به عليهم، وهذا الاسم خاص بأهل الطاعة من المؤمنين، أهل التقوى فلا مكروه يصيبهم ولا شيء يحزنهم أو يؤلمهم، فهم في الدنيا بالسعادة والجنات والإكرام وبالآخرة كذلك. 23- ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلۤهَ إِلَّا هُوَ﴾: وهذا التكرار بألفاظ الآيات الكريمة يدلُّ على مرحلة جديدة عالية وصل المؤمن إليها غير التي سبقتها، ففي الآية السابقة نقل رسول الله ﷺ نفس المؤمن من شهود اسم الله الرحمن إلى شهود اسمه تعالى الرحيم وبهذه الآية ينقله ﷺ إلى مرحلة أعلى، ينقله إلى شهود اسم الله تعالى الملك. فما معنى هذا الاسم؟ ﴿الْمَلِكُ﴾
الْمَلِكُ﴾: أي مالك الكون كله ومالك جسمك أيها الإنسان، وبرؤية المؤمن لهذا الاسم وما فيه من رحمة الله تعالى به وحنانه عليه وعلى الخلائق كلها يسلّم نفسه لله ويملِّكها له سبحانه فيغدو مطيعاً له في كل أمر، لأنه يرى أن الله هو الذي ملَّكه هذا الجسم وأنه سبحانه المسيطر عليه كله بما فيه من دماء وأجهزة وحواس ويمتد ذلك ليشمل كل خلية فيه، فهو سبحانه يمدها ويغذيها ويربيها. ويرى هذا المؤمن فضل الله عليه بنعمة اللسان وكيف يتذوَّق به اللذائذ، ولولاه ما ذاق ولا أحس بطعم طعام وشراب، ويرى كيف ملَّكه العينين ينظر بهما وهو سبحانه وتعالى يصوِّر له كل ما يقع تحتهما ولولاهما لكان أعمى. فجسمك أيها الإنسان كله ملك لله سبحانه، هو المالك له بالإمداد والتربية، وهو سبحانه يمدّ كل خلية من خلايا جسمك، ملَّكك جسمك لتعمل به الخير والمعروف والإحسان فتنال الجنات، وعلى أنه سبحانه وتعالى مالك لجسمك لكنه ترك لك حرية الاختيار والتصرف به وبما تشاء ولا يتدخَّل باختيارك. كل هذا يراه المؤمن بإيمانه بالله وبمعية رسوله ﷺ، وبرؤية المؤمن لهذا الفضل الإلۤهي تذوب نفسه حباً بالله وعشقاً لأنه تعالى سخر له هذه النفوس نفوس جسمه ووهبه إياها وجعلها تحت إمرته، فانظر أيها الإنسان لفضل الله عليك بهذه النعمة، ولن ترى فضله هذا ونعمته عليك إلا بالإيمان به وذلك بالتفكير الجاد للوصول إلى هذا الإيمان اليقيني. إن الإيمان من خلال التفكير بهذا الجانب إيمان عالٍ جداً حيث يصبح للإنسان حبٌ كبيرٌ لله وعشقٌ له على ما تفضل به عليه من إنعامات، إذ جبلت النفوس على حب من أحسن إليها. ﴿الْقُدُّوسُ﴾: أي وحده تعالى يطهِّر الأنفس ويقدِّسها إن هي أقبلت عليه وذلك بتجلِّيه عليها بأنواره القدسية فتطهر مما حلَّ بها من علل وأمراض وتخلص من الصفات الذميمة من بخل وقسوة وطمع، فأسماؤه تعالى كلها حسنى لا إساءة فيها، والنعيم والسعادة والجنات بها، وكل ما يجده الإنسان من مكروه يكرهه فهو ليس منه سبحانه وإنما من كفر الإنسان ذاته وإعراضه عن خالقه، وسيره الخاطئ بغير دلالة الله وانقطاعه عنه تعالى، فالكمالات كلها من الله، والنقائص من الإنسان ذاته، حلَّت بنفسه لـمّا ترك ربَّه وتوجَّه لغيره فاكتسب هذه النقائص من بخل وقسوة وانحطاط وخيانة. وحين الموت ترجع النفس لفطرة الكمال التي فطرها الله عليها وترى سيئات أعمالها وبشاعة ما قامت به فتحترق ألماً وندامة، وكذلك في الآخرة ترى أعمالها لكن بالمثاقيل، ترى نتائج أعمالها السيئة رؤية أوسع مما رأته في القبر فتزداد ألماً وندامة وتزداد نيرانها الجهنمية عندها لا يطفئ لها هذه النار ويحوِّلها عنها إلا نار الله الموقدة، فتطلبها لتنسى وتتحول عمَّا بها من آلام جهنمية لا تطاق. فإن آمن الإنسان بربه وصلَّى الصلاة الصحيحة خلص من كل ذلك ودخل بالسعادة والجنات. بالبداية تحصل للمؤمن أحوال نفسية عالية نتيجة القرب من الله، وهذه الأحوال تكون حافزاً ودافعاً للمؤمن ليسعى أكثر ولينال أكبر مما نال، فيسعى بقوة وعلى حسب سعيه تتتالى عليه هذه الأحوال. أذواقٌ يتذوقها بنفسه فيشعر بالنعيم والسعادة، وهذه ما كان ليصل إليها المؤمن لولا سلوكه طريق الحق مع رسول الله ﷺ، تلك الأذواق تجعل المؤمن يسعى أكثر بطريق الإيمان لينال من الله أكثر فتشتاق نفسه لرؤية الله، وبدوام صدقه ينال مشاهدات من ربه ينفتن بها فتتلوها صلاة دائمية، وكل هذا لا يكون ولا يصل المؤمن إليه إلا بمعية الرسل والأنبياء، عندها يمحي الله من نفس هذا المؤمن ما حلَّ بها من ظلمات وصفات سيئة كانت تسيئه وتشقيه، ويبدله بدل ظلماته نوراً، وبدل نقائصه كمالاً، وبدل شقائه سعادة ونعيماً. فاسم الله القدُّوس يعني أن الله سبحانه هو ينبوع الخير المطلق ومنه الطهارة النفسية ومنه شفاء الأنفس وغفرانها ودخولها الجنات. وبعد شهود المؤمن لاسم الله القدوس ينقله رسول الله ﷺ إلى اسم الله السلام ويدخل بالأمان، فما معنى اسم الله السلام؟ ﴿السَّلَامُ﴾: منه الأمان. والأمان بالله فقط وذلك بالإيمان به تعالى، ولا يحصل لك هذا السلام إلا بالصلاة الحقيقية، المؤمن ما لم يخطئ يعِش دائماً بهذا الاسم دنيا وبرزخ وآخرة حيث فيه وقاء نفسه من الشقاء والآلام والنيران وكسب للجنات، لذلك دائماً يسعى للقرب من الله بما يقدِّمه من أعمالٍ صالحةٍ عالية يرقى بها رقياً كبيراً عند الله، وبذلك يسلِّمه تعالى ويحميه ويقيه من كل مكروه وضرر، فليس لأحد عليه من سلطان مهما كانت رتبته ما لم يخطئ. فكل أذى وضرر وشر يصيب الإنسان هو ليس من الله وإنما من الإنسان ذاته، فهذه الحروب وهذه الإجرامات من قتل وتعذيب وخراب وكل ما نراه اليوم من شقاء وآلام هو من سير الناس ذاتهم، سيرهم المنحرف عن الحق أوصلهم لهذا وهو ليس من الله، فالله سبحانه ما أخرجنا لهذا الوجود إلا ليهبنا ويعطينا بدل الجنة الواحدة جنات كثيرة متعددة متسامية {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}692. والحقيقة لا أمان ولا سلام إلا به سبحانه وتعالى، ولا يعرف ذلك إلا من آمن بربه إيماناً حقيقياً شهودياً لقوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ}: بفعل رديء، أي: لا يعملون عملاً سيئاً. {أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ}693: في الدنيا لا يصيبهم شيء أبداً "من مكروه"، إن لم يخطئ المؤمن فلن يصيبه شيء، فإن أصابك شيء فارجع إلى نفسك. فيا أيها الإنسان إن حلَّ بك ما لا يعجبك فاعلم أنه من سيرك الخاطئ وعملك، فارجع إلى الله بالتوبة عندها يبدله لك بالخير ويغمرك بجناته وببحورٍ من السعادة والنعيم، فهو سبحانه من أسمائه المؤمن، فما معنى اسم الله المؤمن. ﴿الْمُؤْمِنُ﴾
﴿الْمُؤْمِنُ﴾: بذاته، أي أن الله سبحانه مؤمن بذاته من ذاته فهو لا يغير من رحمته وحنانه على الخلق جميعاً فسبحان من لا يتغيَّر، أسماؤه سبحانه كلها حسنى ومتجلٍّ بها جميعها على الخلائق ولا يغيِّر من رحمته على الإنسان. ومثالاً على ذلك: لو أن شخصاً قتل ابنك وسلب مالك ورأيته في الطريق فماذا تفعل به؟ الله سبحانه لو فعل العبد مهما فعل إن رجع إليه تائباً تاب عليه وكأنَّ شيئاً لم يكن، الكل يتغير إلا الله سبحانه وتعالى فلرحمته الذاتية لا يتغيَّر، ولهذا لا يغيِّر من رحمته على الإنسان مهما عمل. وهو في الآخرة كذلك لا يغيِّر من رحمته عليه أيضاً ولا يريد سبحانه لأحد أن يدخل النار، فهو يقول للإنسان: {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}694. هذه الجنة وهذه النار أيهما تطلب وتريد، لكن هذا الكافر المعرض لا يختار دخول الجنة ولا يستطيع الالتفات والنظر إلى الله تعالى لأنه خجول من ربه بسبب ما قام به من أعمال إجرامية تمنعه من الإقبال عليه سبحانه وبسبب ما في نفسه من كبر وتعالٍ على ربه. وحين يلتفت هذا المعرض لحاله ويرى ما عمل من سوء بدنياه وما خسره من جنات يندم أشدَّ الندم لذلك هو بذاته يرمي بنفسه إلى النار وذلك ليتحوَّل عن ندمه وحسرته. فاسم الله المؤمن معناه أن الله تعالى لا يعامل الإنسان إلا بأسمائه الحسنى مهما أجرم وفعل من سوء، فلقد كتب الله على نفسه الرحمة، فالنار رحمة بهذا الكافر المعرض. ﴿الْمُهَيْمِنُ﴾: مسيطر على كل ما خلق، فيده سبحانه على الجميع بالإمداد والتربية والتسيير، وهو يسيِّرهم بنظام محكم وقانون ثابت لا يتبدَّل ولا يتغيَّر على مرِّ العصور وكرِّ الأجيال، فالله أمر هذه المخلوقات فائتمرت، ولا شيء يخرج عن إرادته تعالى، وهو سبحانه مهيمن عليها بما يهبها من نعيم وسرور ومسرَّات، فالكلُّ راضٍ، وبهذا العطاء ائتمر الكل بأمره تعالى، وكذلك هو سبحانه مسيِّر الإنسان ومهيمن عليه بفضله وبره وإحسانه وبما يغزوه به من نِعم، فالكل بعوز له سبحانه. ﴿الْعَزِيزُ﴾: فرد، المتفرِّد بالكمال، الخالي والمبرَّأ من النقائص، فلا كامل إلا هو سبحانه، وبه كَمُلَ الكاملون، ولا يأتي الخير إلا منه سبحانه، فخيرك وعطاؤك وسعادتك أيها الإنسان فقط به سبحانه وتعالى، المخلوق يأخذ ولا يعطي فلا تلتفت للذي يأخذ وتترك المعطي المتفضل عليك. ﴿الْجَبَّارُ﴾: يجبر الكسر، يجبر الإنسان الذي أعرض فاكتسب إثماً ثم أقبل عليه فشفاه الله، فالله يجبر خاطره ويغنيه من بعد فقره ويبدِّل خوفه أمناً وسلاماً وسقمه صحة ونشاطاً، فهو تعالى يُقيلُ العِثَار ويأخذ بأيدي المتوسِّلين إليه ويجبر كسرهم، ويقبل توبة التائبين ويبدلهم بالنعيم والجنات بدل الشقاء والآلام. ﴿الْمُتَكَبِّرُ﴾: بفضله على خلقه، أي مهما بلغت وشاهدت من فضله ففضله أكبر وأكبر، ومهما استعظمت فهو أعظم وأعظم، وهو سبحانه دائماً بتزايدٍ وتنامٍ وتعاظمٍ على خلقه وعلى الإنسان، فما خلقهم سبحانه إلا ليهبهم ويعطيهم. كذلك فهو سبحانه وتعالى لا يري طرفاً من أسمائه إلا لمؤمن ذي شوقٍ وعشق لتلك المشاهدات، يريه بقدر متناسب مع شوقه وعشقه لما يستطيع له تحمّلاً ويكون له مستعدّاً، أما الأنفس المعرضة عنه فلا يريها من ذلك شيئاً رحمة بها وعطفاً عليها. ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾: هو سبحانه يسبِّح الخلائق كلها بفضله ومنزَّهٌ عما ينسبونه له من ظلمٍ وقسوةٍ، كمن يتقوَّل على الله بأنه خلق هذا للجنة وهذا للنار فما ذنب من كتب الله عليه النار بزعمهم دجلاً وكذباً ليدخل النار؟ فسبحانه منزه عن هذا كله وأسماؤه كلها حسنى.
﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ﴾: خلق وأبدع هذا الإنسان بأحسن تكوين. فهو سبحانه يخلق لك من أسمائه عوالم كثيرة فتنطبع بنفسك وتتخلَّق بها. ﴿الْبَارِئُ﴾: المظهر، مظهر كل شيء بالكمال، فالإنسان يكون جنيناً في بطن أمه ثم لا يلبث أن يخرجه تعالى لهذه الحياة خلقاً كاملاً، وهذا الكون أظهره الله لك كاملاً، وكذلك أنت أيها الإنسان إن أقبلت عليه تجلَّى عليك بالكمال فيظهرك به في الآخرة أمام الخلائق كلها وتنال الجنات. ﴿الْمُصَوِّرُ﴾: يصوِّر الخلق، هو سبحانه صوَّر الخلق جميعهم، فجعل هذا ذكراً وهذه أنثى، وهذا طويلاً وهذا قصيراً، ومنهم من هو أسمر ومنهم من هو أبيض اللون، وكل هذا بحسب المناسب. كذلك وكما صوَّر الأجسام يصوِّر القلوب بجماله سبحانه ويزينها بكماله وبأسمائه الحسنى كما صور الورود وجمّلها، وكما صوَّر هذا الكون بهذا الكمال. ﴿لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾: به تسمو وتعلو منزلتك أيها الإنسان لا بغيره. ﴿يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: كل ما في الكون مسيَّر بإذنه تعالى ومفتقر لفضله سبحانه. ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾: المتفرِّد بالكمال. ﴿الْحَكِيمُ﴾: بخلقه وما يناسبهم. والحمد لله ربِّ العالمين.
اللهم فرج كرب كل من مر من هنا و اصلح باله و ارزقه من حيث لا يحتسب
اللهم باسماءك الحسنى فرج كربتي ويسر امري
الله يفتح علينا وعليكم
الله يغفر لنا ولكم
الله يتقبل منا ومنكم
صالح الاعمال
ويعيننا ع ذكره وشكره وحسن
عبا دته ☀☀☀☀☀☀
زادك الله علمًا فوق علمك
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين يا رب العالمين اللهم أمين يارب العالمين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اسال الله آن يحفظك يادكتور والله لمخاضراتكم تخترق السمع وندخل القلب
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خير وبارك فيك ونفع بك الإسلام والمسلمين وزادك الله من فضله
يارب اغفر لي ولوالدي وارحمهما
كما ربياني صغير 💕💜💙
Ma chaa ALLAH ya cheikh; doroussak manfi3a; jazaka ALLAH bi kol kheir
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
المحاضره رائعه
ما شاء الله ما شاء الله
الحمدلله حمدا كثيرا طيبا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه
حفظ الله شيخنا الكريم وجزاه عن المسلمين كل خيرا
جزاك الله خيرا انشالله
بارك الله فيك
اللهم ارحم ابي وجميع المسلمين
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين جزاك الله خير ياشيخ
jzk allaah keyran
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الله يبارك فيك ياشيخ
بس بغيت كيف نتواصل مع الشيخ
حفظك الله ورزقك سعادة الدارين
سلامن عليكم North Cyprus Famagusta
إحنا في المغرب كنقولو برا.يعني خارجا
آللهم صل وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم 🌍🚶♂️🎤🕌🇬🇧 آللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات 💚آللهم احسن عاقبتنا في الأمور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة 💚حسبنا الله لاإله إلا هو عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم ❤بارك الله فيكم فضيله الشيخ المحترم امين الله يارب العالمين
Machaallah
معاني اسماء الله الحسنى ادخل واقرا الردود
هُوَ الرَّحْمَنُ﴾: بفضله على الخلائق جميعاً، وهذا الاسم أوسع معنىً من اسم الله الرحيم، ومعناه أن الله سبحانه هو المتفضِّل بالشفاء والغفران على جميع مخلوقاته، وذلك بالشدائد التي يسوقها لهذا الإنسان رحمة به وحناناً عليه ليخرجه بها من العمى والضلال إلى الإيمان به والاستنارة بنوره الدائم فيدخل الجنات والسعادة، الله سبحانه وتعالى ما كتب على أحد من خلقه إلا الخير والسعادة والجنات لكن هم بإعراضهم عنه سبحانه وعدم الطاعة والسير بأوامره أشقوا أنفسهم وأوقعوها بالهلاك والإجرام، فحدثت الحروب وانتشر القتل والجوع والفقر والفساد، ولو أنهم ساروا بأمره سبحانه ومشيئته لما وقعوا بهذا: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}690، والله يقول. ﴿وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ﴾691، أي لو ساروا بمشيئة الله فآمنوا بربهم لنالوا منه تعالى كمالاً وطبع الله بقلوبهم الرحمة والحنان فما حدث قتال، فهذه الحروب وما فيها من آلام وإجرام هذه مشيئتهم فهم الذين شاءوا هذا وسطروه على أنفسهم لذلك كتبه الله عليهم.
ولكن لِمَ سمح الله بالقتال؟
بما أن القتال فيه خير للمؤمن والكافر على السواء لذلك سمح تعالى به، فالمؤمن بتضحيته بروحه وحياته يدخله الله الجنة، ولولا هذه التضحية ما دخلها، والكافر بهذه الحرب إما أن يتوب ويدخل الجنة، أو يستمر بغيِّه فبقتله تتوقف شروره وأعماله الإجرامية، وبهذا تخفيف له من حسراته وندامته في الآخرة، وبذلك يصبح له أمل بدخول الجنة، فالله سبحانه يحوِّل الشرور التي أصرَّ الناس عليها للخير والنجاة، وما حقيقة هذه الشدائد إلا رحمة من الله سبحانه على خلقه ليوصلهم تعالى لاسمه الرحيم وليدخلهم الجنة وينالوا السعادة.
فما معنى اسم الله الرحيم؟
﴿الرَّحِيمُ﴾: بذاته. فالشدائد من الله من قتال ومرض وفقر وإهانة هي في حقيقتها رحمة لتشد الإنسان إلى الإيمان بربه وليدخل الجنة، فهي تقرِّب النفس المعرضة عنه سبحانه فتجعلها قريبة منه ومن الإيمان به وذلك بالالتجاء إليه سبحانه وتعالى ليرفع عنها الشدة فيصبح طريق الإيمان سهلاً عليها، فإن آمن الناس بالله بعد هذه الشدائد وأقبلوا عليه سبحانه شفى الله لهم أنفسهم من عللها، عندها يرفع الله عنهم الشدة حيث لم يبقَ هناك داع لها وينقلهم لاسمه تعالى الرحيم ويتجلَّى به عليهم، وهذا الاسم خاص بأهل الطاعة من المؤمنين، أهل التقوى فلا مكروه يصيبهم ولا شيء يحزنهم أو يؤلمهم، فهم في الدنيا بالسعادة والجنات والإكرام وبالآخرة كذلك.
23- ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلۤهَ إِلَّا هُوَ﴾: وهذا التكرار بألفاظ الآيات الكريمة يدلُّ على مرحلة جديدة عالية وصل المؤمن إليها غير التي سبقتها، ففي الآية السابقة نقل رسول الله ﷺ نفس المؤمن من شهود اسم الله الرحمن إلى شهود اسمه تعالى الرحيم وبهذه الآية ينقله ﷺ إلى مرحلة أعلى، ينقله إلى شهود اسم الله تعالى الملك. فما معنى هذا الاسم؟
﴿الْمَلِكُ﴾
الْمَلِكُ﴾: أي مالك الكون كله ومالك جسمك أيها الإنسان، وبرؤية المؤمن لهذا الاسم وما فيه من رحمة الله تعالى به وحنانه عليه وعلى الخلائق كلها يسلّم نفسه لله ويملِّكها له سبحانه فيغدو مطيعاً له في كل أمر، لأنه يرى أن الله هو الذي ملَّكه هذا الجسم وأنه سبحانه المسيطر عليه كله بما فيه من دماء وأجهزة وحواس ويمتد ذلك ليشمل كل خلية فيه، فهو سبحانه يمدها ويغذيها ويربيها. ويرى هذا المؤمن فضل الله عليه بنعمة اللسان وكيف يتذوَّق به اللذائذ، ولولاه ما ذاق ولا أحس بطعم طعام وشراب، ويرى كيف ملَّكه العينين ينظر بهما وهو سبحانه وتعالى يصوِّر له كل ما يقع تحتهما ولولاهما لكان أعمى. فجسمك أيها الإنسان كله ملك لله سبحانه، هو المالك له بالإمداد والتربية، وهو سبحانه يمدّ كل خلية من خلايا جسمك، ملَّكك جسمك لتعمل به الخير والمعروف والإحسان فتنال الجنات، وعلى أنه سبحانه وتعالى مالك لجسمك لكنه ترك لك حرية الاختيار والتصرف به وبما تشاء ولا يتدخَّل باختيارك.
كل هذا يراه المؤمن بإيمانه بالله وبمعية رسوله ﷺ، وبرؤية المؤمن لهذا الفضل الإلۤهي تذوب نفسه حباً بالله وعشقاً لأنه تعالى سخر له هذه النفوس نفوس جسمه ووهبه إياها وجعلها تحت إمرته، فانظر أيها الإنسان لفضل الله عليك بهذه النعمة، ولن ترى فضله هذا ونعمته عليك إلا بالإيمان به وذلك بالتفكير الجاد للوصول إلى هذا الإيمان اليقيني.
إن الإيمان من خلال التفكير بهذا الجانب إيمان عالٍ جداً حيث يصبح للإنسان حبٌ كبيرٌ لله وعشقٌ له على ما تفضل به عليه من إنعامات، إذ جبلت النفوس على حب من أحسن إليها.
﴿الْقُدُّوسُ﴾: أي وحده تعالى يطهِّر الأنفس ويقدِّسها إن هي أقبلت عليه وذلك بتجلِّيه عليها بأنواره القدسية فتطهر مما حلَّ بها من علل وأمراض وتخلص من الصفات الذميمة من بخل وقسوة وطمع، فأسماؤه تعالى كلها حسنى لا إساءة فيها، والنعيم والسعادة والجنات بها، وكل ما يجده الإنسان من مكروه يكرهه فهو ليس منه سبحانه وإنما من كفر الإنسان ذاته وإعراضه عن خالقه، وسيره الخاطئ بغير دلالة الله وانقطاعه عنه تعالى، فالكمالات كلها من الله، والنقائص من الإنسان ذاته، حلَّت بنفسه لـمّا ترك ربَّه وتوجَّه لغيره فاكتسب هذه النقائص من بخل وقسوة وانحطاط وخيانة. وحين الموت ترجع النفس لفطرة الكمال التي فطرها الله عليها وترى سيئات أعمالها وبشاعة ما قامت به فتحترق ألماً وندامة، وكذلك في الآخرة ترى أعمالها لكن بالمثاقيل، ترى نتائج أعمالها السيئة رؤية أوسع مما رأته في القبر فتزداد ألماً وندامة وتزداد نيرانها الجهنمية عندها لا يطفئ لها هذه النار ويحوِّلها عنها إلا نار الله الموقدة، فتطلبها لتنسى وتتحول عمَّا بها من آلام جهنمية لا تطاق. فإن آمن الإنسان بربه وصلَّى الصلاة الصحيحة خلص من كل ذلك ودخل بالسعادة والجنات.
بالبداية تحصل للمؤمن أحوال نفسية عالية نتيجة القرب من الله، وهذه الأحوال تكون حافزاً ودافعاً للمؤمن ليسعى أكثر ولينال أكبر مما نال، فيسعى بقوة وعلى حسب سعيه تتتالى عليه هذه الأحوال. أذواقٌ يتذوقها بنفسه فيشعر بالنعيم والسعادة، وهذه ما كان ليصل إليها المؤمن لولا سلوكه طريق الحق مع رسول الله ﷺ، تلك الأذواق تجعل المؤمن يسعى أكثر بطريق الإيمان لينال من الله أكثر فتشتاق نفسه لرؤية الله، وبدوام صدقه ينال مشاهدات من ربه ينفتن بها فتتلوها صلاة دائمية، وكل هذا لا يكون ولا يصل المؤمن إليه إلا بمعية الرسل والأنبياء، عندها يمحي الله من نفس هذا المؤمن ما حلَّ بها من ظلمات وصفات سيئة كانت تسيئه وتشقيه، ويبدله بدل ظلماته نوراً، وبدل نقائصه كمالاً، وبدل شقائه سعادة ونعيماً. فاسم الله القدُّوس يعني أن الله سبحانه هو ينبوع الخير المطلق ومنه الطهارة النفسية ومنه شفاء الأنفس وغفرانها ودخولها الجنات. وبعد شهود المؤمن لاسم الله القدوس ينقله رسول الله ﷺ إلى اسم الله السلام ويدخل بالأمان، فما معنى اسم الله السلام؟
﴿السَّلَامُ﴾: منه الأمان. والأمان بالله فقط وذلك بالإيمان به تعالى، ولا يحصل لك هذا السلام إلا بالصلاة الحقيقية، المؤمن ما لم يخطئ يعِش دائماً بهذا الاسم دنيا وبرزخ وآخرة حيث فيه وقاء نفسه من الشقاء والآلام والنيران وكسب للجنات، لذلك دائماً يسعى للقرب من الله بما يقدِّمه من أعمالٍ صالحةٍ عالية يرقى بها رقياً كبيراً عند الله، وبذلك يسلِّمه تعالى ويحميه ويقيه من كل مكروه وضرر، فليس لأحد عليه من سلطان مهما كانت رتبته ما لم يخطئ.
فكل أذى وضرر وشر يصيب الإنسان هو ليس من الله وإنما من الإنسان ذاته، فهذه الحروب وهذه الإجرامات من قتل وتعذيب وخراب وكل ما نراه اليوم من شقاء وآلام هو من سير الناس ذاتهم، سيرهم المنحرف عن الحق أوصلهم لهذا وهو ليس من الله، فالله سبحانه ما أخرجنا لهذا الوجود إلا ليهبنا ويعطينا بدل الجنة الواحدة جنات كثيرة متعددة متسامية {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}692. والحقيقة لا أمان ولا سلام إلا به سبحانه وتعالى، ولا يعرف ذلك إلا من آمن بربه إيماناً حقيقياً شهودياً لقوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ}: بفعل رديء، أي: لا يعملون عملاً سيئاً. {أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ}693: في الدنيا لا يصيبهم شيء أبداً "من مكروه"، إن لم يخطئ المؤمن فلن يصيبه شيء، فإن أصابك شيء فارجع إلى نفسك.
فيا أيها الإنسان إن حلَّ بك ما لا يعجبك فاعلم أنه من سيرك الخاطئ وعملك، فارجع إلى الله بالتوبة عندها يبدله لك بالخير ويغمرك بجناته وببحورٍ من السعادة والنعيم، فهو سبحانه من أسمائه المؤمن، فما معنى اسم الله المؤمن.
﴿الْمُؤْمِنُ﴾
﴿الْمُؤْمِنُ﴾: بذاته، أي أن الله سبحانه مؤمن بذاته من ذاته فهو لا يغير من رحمته وحنانه على الخلق جميعاً فسبحان من لا يتغيَّر، أسماؤه سبحانه كلها حسنى ومتجلٍّ بها جميعها على الخلائق ولا يغيِّر من رحمته على الإنسان. ومثالاً على ذلك: لو أن شخصاً قتل ابنك وسلب مالك ورأيته في الطريق فماذا تفعل به؟ الله سبحانه لو فعل العبد مهما فعل إن رجع إليه تائباً تاب عليه وكأنَّ شيئاً لم يكن، الكل يتغير إلا الله سبحانه وتعالى فلرحمته الذاتية لا يتغيَّر، ولهذا لا يغيِّر من رحمته على الإنسان مهما عمل. وهو في الآخرة كذلك لا يغيِّر من رحمته عليه أيضاً ولا يريد سبحانه لأحد أن يدخل النار، فهو يقول للإنسان: {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}694. هذه الجنة وهذه النار أيهما تطلب وتريد، لكن هذا الكافر المعرض لا يختار دخول الجنة ولا يستطيع الالتفات والنظر إلى الله تعالى لأنه خجول من ربه بسبب ما قام به من أعمال إجرامية تمنعه من الإقبال عليه سبحانه وبسبب ما في نفسه من كبر وتعالٍ على ربه.
وحين يلتفت هذا المعرض لحاله ويرى ما عمل من سوء بدنياه وما خسره من جنات يندم أشدَّ الندم لذلك هو بذاته يرمي بنفسه إلى النار وذلك ليتحوَّل عن ندمه وحسرته. فاسم الله المؤمن معناه أن الله تعالى لا يعامل الإنسان إلا بأسمائه الحسنى مهما أجرم وفعل من سوء، فلقد كتب الله على نفسه الرحمة، فالنار رحمة بهذا الكافر المعرض. ﴿الْمُهَيْمِنُ﴾: مسيطر على كل ما خلق، فيده سبحانه على الجميع بالإمداد والتربية والتسيير، وهو يسيِّرهم بنظام محكم وقانون ثابت لا يتبدَّل ولا يتغيَّر على مرِّ العصور وكرِّ الأجيال، فالله أمر هذه المخلوقات فائتمرت، ولا شيء يخرج عن إرادته تعالى، وهو سبحانه مهيمن عليها بما يهبها من نعيم وسرور ومسرَّات، فالكلُّ راضٍ، وبهذا العطاء ائتمر الكل بأمره تعالى، وكذلك هو سبحانه مسيِّر الإنسان ومهيمن عليه بفضله وبره وإحسانه وبما يغزوه به من نِعم، فالكل بعوز له سبحانه. ﴿الْعَزِيزُ﴾: فرد، المتفرِّد بالكمال، الخالي والمبرَّأ من النقائص، فلا كامل إلا هو سبحانه، وبه كَمُلَ الكاملون، ولا يأتي الخير إلا منه سبحانه، فخيرك وعطاؤك وسعادتك أيها الإنسان فقط به سبحانه وتعالى، المخلوق يأخذ ولا يعطي فلا تلتفت للذي يأخذ وتترك المعطي المتفضل عليك. ﴿الْجَبَّارُ﴾: يجبر الكسر، يجبر الإنسان الذي أعرض فاكتسب إثماً ثم أقبل عليه فشفاه الله، فالله يجبر خاطره ويغنيه من بعد فقره ويبدِّل خوفه أمناً وسلاماً وسقمه صحة ونشاطاً، فهو تعالى يُقيلُ العِثَار ويأخذ بأيدي المتوسِّلين إليه ويجبر كسرهم، ويقبل توبة التائبين ويبدلهم بالنعيم والجنات بدل الشقاء والآلام. ﴿الْمُتَكَبِّرُ﴾: بفضله على خلقه، أي مهما بلغت وشاهدت من فضله ففضله أكبر وأكبر، ومهما استعظمت فهو أعظم وأعظم، وهو سبحانه دائماً بتزايدٍ وتنامٍ وتعاظمٍ على خلقه وعلى الإنسان، فما خلقهم سبحانه إلا ليهبهم ويعطيهم.
كذلك فهو سبحانه وتعالى لا يري طرفاً من أسمائه إلا لمؤمن ذي شوقٍ وعشق لتلك المشاهدات، يريه بقدر متناسب مع شوقه وعشقه لما يستطيع له تحمّلاً ويكون له مستعدّاً، أما الأنفس المعرضة عنه فلا يريها من ذلك شيئاً رحمة بها وعطفاً عليها.
﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾: هو سبحانه يسبِّح الخلائق كلها بفضله ومنزَّهٌ عما ينسبونه له من ظلمٍ وقسوةٍ، كمن يتقوَّل على الله بأنه خلق هذا للجنة وهذا للنار فما ذنب من كتب الله عليه النار بزعمهم دجلاً وكذباً ليدخل النار؟ فسبحانه منزه عن هذا كله وأسماؤه كلها حسنى.
﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ﴾: خلق وأبدع هذا الإنسان بأحسن تكوين. فهو سبحانه يخلق لك من أسمائه عوالم كثيرة فتنطبع بنفسك وتتخلَّق بها. ﴿الْبَارِئُ﴾: المظهر، مظهر كل شيء بالكمال، فالإنسان يكون جنيناً في بطن أمه ثم لا يلبث أن يخرجه تعالى لهذه الحياة خلقاً كاملاً، وهذا الكون أظهره الله لك كاملاً، وكذلك أنت أيها الإنسان إن أقبلت عليه تجلَّى عليك بالكمال فيظهرك به في الآخرة أمام الخلائق كلها وتنال الجنات. ﴿الْمُصَوِّرُ﴾: يصوِّر الخلق، هو سبحانه صوَّر الخلق جميعهم، فجعل هذا ذكراً وهذه أنثى، وهذا طويلاً وهذا قصيراً، ومنهم من هو أسمر ومنهم من هو أبيض اللون، وكل هذا بحسب المناسب. كذلك وكما صوَّر الأجسام يصوِّر القلوب بجماله سبحانه ويزينها بكماله وبأسمائه الحسنى كما صور الورود وجمّلها، وكما صوَّر هذا الكون بهذا الكمال. ﴿لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾: به تسمو وتعلو منزلتك أيها الإنسان لا بغيره. ﴿يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: كل ما في الكون مسيَّر بإذنه تعالى ومفتقر لفضله سبحانه. ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾: المتفرِّد بالكمال. ﴿الْحَكِيمُ﴾: بخلقه وما يناسبهم.
والحمد لله ربِّ العالمين.
ججججججججججججججججججج