من ماضي قرية المعداجديد

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 13 окт 2024
  • رثاء قرية المعدا في منطقة فرشاط
    من وجوه أهلها وأكثر التفجع على دياره منها لما استولى عليها الخراب بعد رحيلهم عنها الفقيه الأديب الأريب الشاعر ( عبد الله بن محمد بن قاسم الأحمري المعروف باسم ( وضاح التهامي ) فأني قد وجدت بخط يده في رسالة طويلة خاطب بها أحد أصدقائه قوله ( وقفت على اطلال منازلنا بالناحية الغربية من قرية المعدا بعد رحيلنا عنا فرأيتها قد محيت رسومها وطمست أعلامها وخفيت معاهدها وغيرها الزمان فصارت صحاري مجدبة بعد العمران وفيافي موحشة بعد الأنس وأماكن مشوهة بعد الحسن وخرائب مفزعة بعد الأمن ومأوى للذئاب وملاعب للجان معازف للغيلان ومكامن للوحوش ومخابئ للصوص بعد غنيانها برجال كالسيوف وفرسان كالليوث تفيض لديهم النعم الفاشية وتغص منهم بكثرة القطين الحاشية تحت زبرج من غظارة الدنيا تذكر بنعيم الآخرة حال الدهر عليهم بعد طول النضرة ففرق شملهم حتى صاروا في البلاد مثل ( أيادي سبا ) تنطق عنهم الموعظة فكأن تلك الأطلال التي كانت في تلك الديار كبروق السماء إشراقاً وبهجة يقيد حسنها الأبصار ويجلوا منظرها الهموم كأنها لم تغن بالمس ولا حلتها سادت الأنس قد عبث بها الخراب وعمها الهدم فأصبحت أوحش من أفواه السباع الفاغرة تؤذن بفناء الدنيا وتريك عواقب أهلها وتخبرك عما يصير إليه من بقى قائما فيها وكررت النظر ورددت البصر وكدت استطار حزنا عليه وتذكرت أيام نشأتي فيها ومغاني شبابي بها ومثلت لنفسي انطواء أهلها بالفناء وكون أهلها تحت الثرى أثر تفرق جمعنا في النواحي البعيدة والأفاق النائية والتي كانت ليلها تبعاً لنهارها في انتشار سكانها والتقاء عمرانها فعاد نهارها تبعا لليلها في الهدوء والاستيحاش والخفوت والأخفاش فأبكى ذلك عيني على جمودها وقرع كبدي على صلابتها وهيج أحزاني على تكاثرها فو الله لقد ذكرتني أيام مواضي وعصور بوالي ودهور خوالي وأذكرتني زمانا ماضيا وعهدا عافيا وأيام قد ذهبت وعهودا قد دثرت فقلت ليها هذه القصيدة وأنا أكاد أتقطع عليها أسفاً حزنا ...

Комментарии • 1

  • @xxllism
    @xxllism 13 лет назад

    ماشاء الله تبارك الله