إلى أولي الألباب نحن وموازين العقل والقوى والعدل قال تعالى ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) ) الحديد . إن اللهَ عزَّ وجل بعد ما يرسلُ الرُّسلَ والأنبياءَ بالهدى والبيِّناتِ من أجلِ إعادةِ النَّاسِ إلى جادةِ الصَّوابِ بعد انحرافِهم والارتقاءِ بهم بعد انحدارِهم يعودُ النَّاسُ بعد فترةٍ زمنيَّةٍ للانحرافِ عن الصّراطِ المستقيم، والمجتمعاتُ تسيرُ نحو الانحدار، والسَّببُ في ذلك هو ( اختلالُ أو فسادُ موازينِ العقول ) مما يجعلُهم يفقدون القُدرةَ الَّتي يتمتَّعُ بها أصحابُ العقولِ الرَّاشدةِ السَّليمةِ الذين لم تفسدْ عقولُهم وثبتوا على الصِّراطِ المستقيم، ولهذا السّّببِ تميلُ ( موازينُ القوى ) لتكونَ في صالحِ الطُّغاةِ وأهلِ الباطلِ الَّذين تحرَّروا من القيودِ الَّتي تقيِّدُهم عن الممارساتِ الظَّالمةِ الخاطئةِ ليتَّجِهوا نحو الإثراءِ غيرِ المشروعِ واستعبادِ النَّاسِ و استغلالِ المستضعفين منهم، وذلك التَّحررِ من القُيودِ الشَّرعيةِ الحافظةِ والمحصِّنةِ لهم من الشياطين يجعلُ الشياطين تتسلَّطُ عليهم بعد ما يفقدِوا التَّحصين، وتتمكَّنُ منهم لتقومَ ببناءِ أفكارهِم ومفاهيمِهم وتصوراتِهم وتخريبِ موازينِ عقولهمِ، ولتصيغَهم روحيّاً ونفسيّاً صياغةً شيطانيَّةَ فاسدةَ لا تليقُ بإنسانيَّةِ الإنسان، وبعد اختلالِ موازينِ العقول . وكذلك تفعلُ الشياطين بالمستضعفين الَّذين استأْنَسُوا من حالةِ الاستضعافِ واسْتَمْرَؤوها وألفوها لتجعلَ منهم خطَّ الدِّفاعِ الثَّاني عن الطَّغاةِ بعد ما أصبح علماءُ السُّلطةِ خطَّ الدِّفاعِ الأوَّلِ الَّذي تتمرَّسُ خلفه الشَّياطين، وبعد اختلالِ موازينِ القوى يختلُّ ميزانُ العدلِ في المجتمعات. وبعد ما يصلُ الظُّلمُ مداه يُرسلُ اللهُ عزَّ وجل مرةً أُخرى أحدَ رُسلِه بالبيِّناتِ وينزِّلُ معه الكتابَ الَّذي به ما يصلحُ ويعدِّلُ موازينَ العقولِ الَّتي اختلتْ أولا ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) إنَّ الآيَةَ الكريمةَ تبيِّنُ بأنَّ ( الكتابَ به الميزان العام للعقل ) أي الكتاب الَّذي يُنزِّلُه اللهُ مع رسلِه يُقدِّمُ أفكاراً ومفاهيماً وتصوراتٍ تجعلُ موازينَ العقولِ موازيناً مُنضبطةً بعد ما كانتْ موازينُها مختلةً فاسدة، وإذا ضُبِطَتْ موازينُ العقولِ أصبح بالإمكان إقامةُ القِسْطِ، أي يمكنُ إقامةُ العدلِ الجميلِ وإيصالُ كاملِ الحقوقِ لأصحابِها، فإذا ضُبِط ميزانُ العقلِ ضُبِط ميزانُ العدل، وضَبْطُ ميزانِ العقلِ ينتجُ عن التَّمتُّعِ بالأمنِ الفكري والرَّوحي، أي التمتع ( بالهُدى ). ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) ) الأنعام . ) . والكتاب الذي به الميزان العام للعقل هو القرآن الكريم . إنَّ الطُّغاةَ وأهلَ الباطلِ وأصحابَ المصالحِ الضَّيِقةِ والمفسدين في الأرضِ يستغلون اختلالَ موازينِ العقولِ ويستعملون أصحابَ العقولِ الفاسدةِ المُختلَّةِ في العدوانِ والإفسادِ في الأرضِ وفي تحقيقِ مصالحِهم غيرِ المشروعة، فالقدراتُ والإمكاناتُ الجسديَّةُ والماديَّةُ والفنيَّةُ والعقليَّةُ والفكريَّةُ والاجتماعيَّة ...الخ، أي ما أُعبِّرُ عنه بالقوى النَّاعمةِ والقوى الخشنةِ يُسَاء توجيهُها من قِبَلِ الطُّغاةِ وأهلِ الباطل، ولذلك يميلُ ميزانُ القوى لصالحِهم، وعلى هذا الأساسِ بدلاً من أنْ يكونَ الحديدُ الَّذي أنزلَه اللهُ لينتفعَ من ورائِه النَّاسُ نجدُ الطُّغاةَ يصنعون منه الأسلحةَ ليستعملوها ضد المستضعفين الذين يرفضون الظُّلمَ ويقاومونه، كما يستعملونه الطغاةُ في البِغْيِّ والعدوانِ وفي إشاعةِ الظُّلمِ وفي حمايةِ عملياتِ الإفسادِ في الأرض . فبسببِ اختلالِ موازينِ عقولِ النَّاسِ يوجَّهُ البأسُ الشديدُ للحديدِ نحو نصرةِ الباطلِ وأهلِه وإشاعةِ الظُّلمِ وهَضْمِ الحقوق، والآياتُ البيِّناتُ تُبَينُ لنا الخَطَوَاتِ الَّتي يجبُ أنْ تُتَّبعَ من أجلِ إقامةِ العدلِ والقسطِ كما أراد اللهُ عزَّ وجل، والخطواتُ هي تعديلُ موازينِ العقولِ أولا، وذلك يُؤدِّي إلى تعديلِ ميزانِ القوى ثانيا، فحينئذ توجَّهُ القوى نحو ما يُؤدِّي لتعديلِ ميزانِ العدلِ المائل من صالحِ الطُّغاة والظَّالمين ليكون من صالحِ المستضعفين وحتَّى نحسمُ الصِّراعَ مع أهلِ الباطلِ ليكونَ النَّصرُ حليفَنا بإذن اللهِ عزَّ وجل، علينا بالسَّيرِ على خُطَى الحبيبِ قدوتِنا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم، فعلينا بعد التَّوكلِ على اللهِ استعمالُ قوانا النَّاعمةَ الاستعمالَ الفَعَّالَ المؤثِّرَ الأمثل، فذلك يجعلُ أعداءَنا ( محتاسين وفي حيص بيص ) فهم ليس أمامُهم إلَّا خيارين للتَّعاملِ مع قوانا النَّاعمةِ إنْ أحْسَنَّا وأَجَدْنا استعمالَها، أمَّا استخدامُ القتلِ أو محاولةُ التَّشويشِ، فذلك حَتَّى لا تصلُ الأفكارُ والمفاهيمُ والتَّصوُّراتُ الصَّحيحةُ النَّيرةُ وأفكارُ الرِّسالةِ إلى أسماعِ النَّاس، فخشيتُهم من النَّاسِ أشدُّ من خشيتِهم من اللهِ عزَّ وجل، فهم يخشون أنْ يفيقَ ويَعْيَ ويستيقظَ النَّاس، فحينها سيتولَّى أمرَهم النَّاس، وكُلٌّ بفنِّه، حيث ستضيقُ عليهم الأرضُ بما رَحُبَتْ. علينا أن نثق باللهِ عزَّ وجل ثقةً مطلقة، وأنَّ النَّصرَ سيكونُ حليفَنا فإذا ما قرأتَ ( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) ) الفرقان ) والسِّرُ في ذلك ( إنَّ الهُدى هدى اللهِ عزَّ وجل ) سواء ما يَرِدُ من خواطرٍ وما توهبُ من إلهاماتِ وأفكارٍ نيِّرةٍ وتصوراتٍ لنا نقدمُها للنَّاس، كما أثقُ أن هدى الطَّرفِ المرادِ تعديلِ موازينِ عقلِه وإنارةِ بصيرتِه ورفعِ مستوى وعيِِه وإحياءِ شعورِه وتوسعةِ أفقِه ومداركِه مما يجعلُه قوةً مضافةً مع أهلِ الحقِّ بعد ما كان قوةً مضافةً مع أهلِ الباطل فإنَّ اللهَ عزَّ وجل هو الفتَّاح الَّذي سيفتحُ ما أُغْلَق من عوالمٍ فكريَّةٍ أمام هؤلاءِ النَّاس، وهو المُصَّورُ الَّذي سيصوِّرُ للنَّاس تصوراتِهم التي تجعلُهم يتجهون نحو ما ينفعُهم ويصلحُ من أحوالِهم الفكريَّةِ والرُّوحيَّةِ والنَّفسيَّةِ والماديَّة ...
إلى أولي الألباب قوانين المرور وقوانين العبور إن الحكومة التي تحكم دولة ما تضع قوانين لحركة المركبات، من التزم بها أمن من تسجيل المخالفات والعقوبات وسلم من الحوادث، وكذلك الله عز وجل الحاكم للوجود القائم، وضع سنن وقوانين لحركة الإنسان ولعبوره محطتي النشأة والحياة إلى مرحلة المصير، من التزم بها أمن من تسجيل الذنوب والسيئات والعقوبات الدنيوية الظاهرة والخفية وسلم من الحوادث . ومثلما للفرد سنن وقوانين تحكم وتضبط إيقاع حركته وعبوره للزمن، كذلك للمجتمع سنن وقوانين تحكم وتضبط إيقاع حركته وعبوره للزمن . فهذا الاضطراب والخلل الذي أصاب حركة الحياة والمجتمعات حدث بسبب مخالفة معظم الأفراد وكل السلطات الحاكمة لقوانين العبور، أو للسنن والقوانين الحاكمة للوجود القائم والتي وضعها رب العالمين . وما يغيب عن إدراك معظم الناس، هو بأن لهم شركاء في عبورهم للزمن وفي حركتهم في الحياة، وهم إبليس وذريته من شياطين الجن، واولئك الشركاء يصبح لهم سلطان وسيطرة على من توفرت فيهم أسباب التسلط والسيطرة، وهو الشرك بالله واتباع خطوات الشيطان، والمشكلة بأن من تتسلط عليه الشياطين لا يشعر بتسلطها وسيطرتها، حيث ستقوم ببناء أفكاره ومفاهيمه وتصوراته وستطمس بصيرته وستضيق مداركه وأفقه مما يجعله ينحرف عن الصراط المستقيم ليصبح إما من المغضوب عليهم أو من الضالين . قال تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82)) الأنعام، قال تعالى ( ...إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)) لقمان . ( الْأَمْن ُ) أي الأمن ( الفكري والروحي أي النفسي )، الأمن من تسلط الشياطين . قال تعالى ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) ) الحجر. مثلما للإنسان سفرة مكانية ينتقل فيها من مكان إلى مكان ويعبر المسافات، كذلك له سفرة زمانية.ينتقل فيها من مرحلة الولادة إلى مرحلة الموت عبر الزمن، فالإلتزام بقوانين العبور يحقق سلامة الحياة، فالمشرع - عز وجل - بين لنا الشارع والطريق عبر الزمن، أي بين لنا السنن والقوانين وزودنا بخارطة واضحة المعالم من أجل عبور آمن سالم . قال تعالى ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) ) الشورى. مر زمن ومضى، وانحرف بالناس الهوى وانحدر بهم إلى الردى بعيدا عن الهدى، فلا هدى الا لمن اتقى وبالنبي قد اقتدى.
إلى أولي الألباب الخضر والقدر والسفينة عندما خرق سيدنا الخضر عليه السلام السفينة كان يمثل القدر الفاعل الناطق، كما تم خرق سفينة الإسلام، أي نظامه السياسي الذي يعبر بأهله الزمن، حيث استبدل معاوية ( سنتين ربانيتين ) وهما الشورى والطواف في فلك أفكار الرسالة، ( ببدعتين قيصريتين ) وهما التوريث والطواف في فلك الأشخاص وأفكارهم الخاطئة والفاسدة وفي فلك الأشياء، وهو الحدث العظيم الذي تأثر به كل الناس الذين أرسلت لهم الرسالة، وفعل معاوية قدر قد قدره الله عز وجل، الذي قدر أيضا أن يقوم إبليس أو الملك بأخذ واغتصاب كل نظام سياسي مخترق، اي لا يحكم بكل شرع الله عز وجل، وذلك الأخذ والاغتصاب في صالح المساكين الذين قل علمهم وقلت معرفتهم كأهل الفترة ومن تشوه الإسلام في أذهانهم بسبب الحكم العاض والجبري . ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) ) الكهف . واولئك المساكين قد قدر الله لهم أن يعملوا في بحر الظلمات الذي تبحر بها السفن أو الأنظمة السياسية المأخوذة والمغتصبة من قبل إبليس، وكلا الخرقين ( الظاهر والباطن ) من صالح المساكين الذين كانوا يعملون في البحر الظاهر او الناس الذين عملوا ولازالوا يعملون في بحر الظلمات، وللقصة بقية عند عودة الخلافة على منهاج النبوة . ( أهل الحقيقة ) تفاءلوا بقرب الفرج والخروج من بحر الظلمات ....
ماشاءالله جزاكم الله خير علي الخطبة وحسن الاداء اللهم اكثر من امثالك ونفع بك الأمة والشباب
اللہ اکبر اللہ اکبر اللہ اکبر اللہ اکبر اللہ اکبر اللہ اکبر اللہ اکبر اللہ اکبر اللہ اکبر اللہ اکبر
ماشاء الله على بلاغة واستشهاد قوي بالقرآن
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وشكر جهودكم وتقبل منكم
ماشاء الله الشيخ من عصر الصحابة اشهد الله اني احبك في الله يا شيخ أحمد طالب وفقك الله ورعاك مرحبا ونفع بك
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك لي في سكاكا
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه
اللَّهمّ صَلِّ و سَلِّم و بارك على نبينا و سيدنا و حبيبنا محمد
اشهد ان لا إله إلا الله وحده لاشريك له واشهد أن محمد رسول الله عبده ونبيه
حفظك الله شيخنا الفاضل ادعو لي اكرمكم الله بالزوجة الصالحة والذرية الصالحة وحسن الخاتمة وللمسلمين اجمعين بالخير
جزاكم الله خير وفقكم الله وسدد خطاكم واعانكم ويسر لكم واحسن اليكم جميعا ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات
شكرا لكم
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه
رفع الله قدرك ماشاء الله تبارك الله
اللهم اني أشهدك يا الله أني أحب الشيخ أحمد بن طالب حميد في الله
حفظك الله ياشيخ
جزاكم اللَّه خيراً
جزاكم الله خيراً
Mashalla jazakalla ho khairan 👍👍👍👍👍
ادعو لي بحجة وعمرة مباركة اكرمكم الله
إلى أولي الألباب
نحن وموازين العقل والقوى والعدل
قال تعالى ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) ) الحديد
.
إن اللهَ عزَّ وجل بعد ما يرسلُ الرُّسلَ والأنبياءَ بالهدى والبيِّناتِ من أجلِ إعادةِ النَّاسِ إلى جادةِ الصَّوابِ بعد انحرافِهم والارتقاءِ بهم بعد انحدارِهم يعودُ النَّاسُ بعد فترةٍ زمنيَّةٍ للانحرافِ عن الصّراطِ المستقيم، والمجتمعاتُ تسيرُ نحو الانحدار، والسَّببُ في ذلك هو ( اختلالُ أو فسادُ موازينِ العقول ) مما يجعلُهم يفقدون القُدرةَ الَّتي يتمتَّعُ بها أصحابُ العقولِ الرَّاشدةِ السَّليمةِ الذين لم تفسدْ عقولُهم وثبتوا على الصِّراطِ المستقيم، ولهذا السّّببِ تميلُ ( موازينُ القوى ) لتكونَ في صالحِ الطُّغاةِ وأهلِ الباطلِ الَّذين تحرَّروا من القيودِ الَّتي تقيِّدُهم عن الممارساتِ الظَّالمةِ الخاطئةِ ليتَّجِهوا نحو الإثراءِ غيرِ المشروعِ واستعبادِ النَّاسِ و استغلالِ المستضعفين منهم، وذلك التَّحررِ من القُيودِ الشَّرعيةِ الحافظةِ والمحصِّنةِ لهم من الشياطين يجعلُ الشياطين تتسلَّطُ عليهم بعد ما يفقدِوا التَّحصين، وتتمكَّنُ منهم لتقومَ ببناءِ أفكارهِم ومفاهيمِهم وتصوراتِهم وتخريبِ موازينِ عقولهمِ، ولتصيغَهم روحيّاً ونفسيّاً صياغةً شيطانيَّةَ فاسدةَ لا تليقُ بإنسانيَّةِ الإنسان، وبعد اختلالِ موازينِ العقول
.
وكذلك تفعلُ الشياطين بالمستضعفين الَّذين استأْنَسُوا من حالةِ الاستضعافِ واسْتَمْرَؤوها وألفوها لتجعلَ منهم خطَّ الدِّفاعِ الثَّاني عن الطَّغاةِ بعد ما أصبح علماءُ السُّلطةِ خطَّ الدِّفاعِ الأوَّلِ الَّذي تتمرَّسُ خلفه الشَّياطين، وبعد اختلالِ موازينِ القوى يختلُّ ميزانُ العدلِ في المجتمعات.
وبعد ما يصلُ الظُّلمُ مداه يُرسلُ اللهُ عزَّ وجل مرةً أُخرى أحدَ رُسلِه بالبيِّناتِ وينزِّلُ معه الكتابَ الَّذي به ما يصلحُ ويعدِّلُ موازينَ العقولِ الَّتي اختلتْ أولا ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) إنَّ الآيَةَ الكريمةَ تبيِّنُ بأنَّ ( الكتابَ به الميزان العام للعقل ) أي الكتاب الَّذي يُنزِّلُه اللهُ مع رسلِه يُقدِّمُ أفكاراً ومفاهيماً وتصوراتٍ تجعلُ موازينَ العقولِ موازيناً مُنضبطةً بعد ما كانتْ موازينُها مختلةً فاسدة،
وإذا ضُبِطَتْ موازينُ العقولِ أصبح بالإمكان إقامةُ القِسْطِ، أي يمكنُ إقامةُ العدلِ الجميلِ وإيصالُ كاملِ الحقوقِ لأصحابِها، فإذا ضُبِط ميزانُ العقلِ ضُبِط ميزانُ العدل، وضَبْطُ ميزانِ العقلِ ينتجُ عن التَّمتُّعِ بالأمنِ الفكري والرَّوحي، أي التمتع ( بالهُدى ).
( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) ) الأنعام . ) .
والكتاب الذي به الميزان العام للعقل هو القرآن الكريم .
إنَّ الطُّغاةَ وأهلَ الباطلِ وأصحابَ المصالحِ الضَّيِقةِ والمفسدين في الأرضِ يستغلون اختلالَ موازينِ العقولِ ويستعملون أصحابَ العقولِ الفاسدةِ المُختلَّةِ في العدوانِ والإفسادِ في الأرضِ وفي تحقيقِ مصالحِهم غيرِ المشروعة، فالقدراتُ والإمكاناتُ الجسديَّةُ والماديَّةُ والفنيَّةُ والعقليَّةُ والفكريَّةُ والاجتماعيَّة ...الخ، أي ما أُعبِّرُ عنه بالقوى النَّاعمةِ والقوى الخشنةِ يُسَاء توجيهُها من قِبَلِ الطُّغاةِ وأهلِ الباطل، ولذلك يميلُ ميزانُ القوى لصالحِهم، وعلى هذا الأساسِ بدلاً من أنْ يكونَ الحديدُ الَّذي أنزلَه اللهُ لينتفعَ من ورائِه النَّاسُ نجدُ الطُّغاةَ يصنعون منه الأسلحةَ ليستعملوها ضد المستضعفين الذين يرفضون الظُّلمَ ويقاومونه، كما يستعملونه الطغاةُ في البِغْيِّ والعدوانِ وفي إشاعةِ الظُّلمِ وفي حمايةِ عملياتِ الإفسادِ في الأرض .
فبسببِ اختلالِ موازينِ عقولِ النَّاسِ يوجَّهُ البأسُ الشديدُ للحديدِ نحو نصرةِ الباطلِ وأهلِه وإشاعةِ الظُّلمِ وهَضْمِ الحقوق، والآياتُ البيِّناتُ تُبَينُ لنا الخَطَوَاتِ الَّتي يجبُ أنْ تُتَّبعَ من أجلِ إقامةِ العدلِ والقسطِ كما أراد اللهُ عزَّ وجل، والخطواتُ هي تعديلُ موازينِ العقولِ أولا، وذلك يُؤدِّي إلى تعديلِ ميزانِ القوى ثانيا، فحينئذ توجَّهُ القوى نحو ما يُؤدِّي لتعديلِ ميزانِ العدلِ المائل من صالحِ الطُّغاة والظَّالمين ليكون من صالحِ المستضعفين وحتَّى نحسمُ الصِّراعَ مع أهلِ الباطلِ ليكونَ النَّصرُ حليفَنا بإذن اللهِ عزَّ وجل، علينا بالسَّيرِ على خُطَى الحبيبِ قدوتِنا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم،
فعلينا بعد التَّوكلِ على اللهِ استعمالُ قوانا النَّاعمةَ الاستعمالَ الفَعَّالَ المؤثِّرَ الأمثل، فذلك يجعلُ أعداءَنا ( محتاسين وفي حيص بيص ) فهم ليس أمامُهم إلَّا خيارين للتَّعاملِ مع قوانا النَّاعمةِ إنْ أحْسَنَّا وأَجَدْنا استعمالَها، أمَّا استخدامُ القتلِ أو محاولةُ التَّشويشِ، فذلك حَتَّى لا تصلُ الأفكارُ والمفاهيمُ والتَّصوُّراتُ الصَّحيحةُ النَّيرةُ وأفكارُ الرِّسالةِ إلى أسماعِ النَّاس، فخشيتُهم من النَّاسِ أشدُّ من خشيتِهم من اللهِ عزَّ وجل، فهم يخشون أنْ يفيقَ ويَعْيَ ويستيقظَ النَّاس، فحينها سيتولَّى أمرَهم النَّاس، وكُلٌّ بفنِّه، حيث ستضيقُ عليهم الأرضُ بما رَحُبَتْ.
علينا أن نثق باللهِ عزَّ وجل ثقةً مطلقة، وأنَّ النَّصرَ سيكونُ حليفَنا فإذا ما قرأتَ ( فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) ) الفرقان ) والسِّرُ في ذلك ( إنَّ الهُدى هدى اللهِ عزَّ وجل ) سواء ما يَرِدُ من خواطرٍ وما توهبُ من إلهاماتِ وأفكارٍ نيِّرةٍ وتصوراتٍ لنا نقدمُها للنَّاس، كما أثقُ أن هدى الطَّرفِ المرادِ تعديلِ موازينِ عقلِه وإنارةِ بصيرتِه ورفعِ مستوى وعيِِه وإحياءِ شعورِه وتوسعةِ أفقِه ومداركِه مما يجعلُه قوةً مضافةً مع أهلِ الحقِّ بعد ما كان قوةً مضافةً مع أهلِ الباطل فإنَّ اللهَ عزَّ وجل هو الفتَّاح الَّذي سيفتحُ ما أُغْلَق من عوالمٍ فكريَّةٍ أمام هؤلاءِ النَّاس، وهو المُصَّورُ الَّذي سيصوِّرُ للنَّاس تصوراتِهم التي تجعلُهم يتجهون نحو ما ينفعُهم ويصلحُ من أحوالِهم الفكريَّةِ والرُّوحيَّةِ والنَّفسيَّةِ والماديَّة ...
سبحان الله
هذا المعلم ، لرجال لا تلهيهم بيع ولا تجره عن ذكر رلي له 🥷🥷🥷🥷
الشيخ عبدالوهاب القاسمي.. العنوان : مزارع نوشرا فروز
اوريد من فضلكم خطب الشيخ مكتوبة ان تكرمتم
❤
اتمنى تكتب الخطبه في المقطع
علقت الصورة عند الدقيقة ١٤
ها انت قول كذا حاول تقول حاول تمد بالبدايه يعني ذالك سوتي جر ، يعني ، عصا بظل ، ليس على الاعرج حرج 😂
إلى أولي الألباب
قوانين المرور وقوانين العبور
إن الحكومة التي تحكم دولة ما تضع قوانين لحركة المركبات، من التزم بها أمن من تسجيل المخالفات والعقوبات وسلم من الحوادث، وكذلك الله عز وجل الحاكم للوجود القائم، وضع سنن وقوانين لحركة الإنسان ولعبوره محطتي النشأة والحياة إلى مرحلة المصير، من التزم بها أمن من تسجيل الذنوب والسيئات والعقوبات الدنيوية الظاهرة والخفية وسلم من الحوادث .
ومثلما للفرد سنن وقوانين تحكم وتضبط إيقاع حركته وعبوره للزمن، كذلك للمجتمع سنن وقوانين تحكم وتضبط إيقاع حركته وعبوره للزمن .
فهذا الاضطراب والخلل الذي أصاب حركة الحياة والمجتمعات حدث بسبب مخالفة معظم الأفراد وكل السلطات الحاكمة لقوانين العبور، أو للسنن والقوانين الحاكمة للوجود القائم والتي وضعها رب العالمين .
وما يغيب عن إدراك معظم الناس، هو بأن لهم شركاء في عبورهم للزمن وفي حركتهم في الحياة، وهم إبليس وذريته من شياطين الجن، واولئك الشركاء يصبح لهم سلطان وسيطرة على من توفرت فيهم أسباب التسلط والسيطرة، وهو الشرك بالله واتباع خطوات الشيطان، والمشكلة بأن من تتسلط عليه الشياطين لا يشعر بتسلطها وسيطرتها، حيث ستقوم ببناء أفكاره ومفاهيمه وتصوراته وستطمس بصيرته وستضيق مداركه وأفقه مما يجعله ينحرف عن الصراط المستقيم ليصبح إما من المغضوب عليهم أو من الضالين .
قال تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82)) الأنعام، قال تعالى ( ...إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)) لقمان .
( الْأَمْن ُ) أي الأمن ( الفكري والروحي أي النفسي )، الأمن من تسلط الشياطين .
قال تعالى ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) ) الحجر.
مثلما للإنسان سفرة مكانية ينتقل فيها من مكان إلى مكان ويعبر المسافات، كذلك له سفرة زمانية.ينتقل فيها من مرحلة الولادة إلى مرحلة الموت عبر الزمن، فالإلتزام بقوانين العبور يحقق سلامة الحياة، فالمشرع - عز وجل - بين لنا الشارع والطريق عبر الزمن، أي بين لنا السنن والقوانين وزودنا بخارطة واضحة المعالم من أجل عبور آمن سالم .
قال تعالى ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) ) الشورى.
مر زمن ومضى، وانحرف بالناس الهوى وانحدر بهم إلى الردى بعيدا عن الهدى، فلا هدى الا لمن اتقى وبالنبي قد اقتدى.
فالنهاية تعليق.
إلى أولي الألباب
الخضر والقدر والسفينة
عندما خرق سيدنا الخضر عليه السلام السفينة كان يمثل القدر الفاعل الناطق، كما تم خرق سفينة الإسلام، أي نظامه السياسي الذي يعبر بأهله الزمن، حيث استبدل معاوية ( سنتين ربانيتين ) وهما الشورى والطواف في فلك أفكار الرسالة، ( ببدعتين قيصريتين ) وهما التوريث والطواف في فلك الأشخاص وأفكارهم الخاطئة والفاسدة وفي فلك الأشياء، وهو الحدث العظيم الذي تأثر به كل الناس الذين أرسلت لهم الرسالة، وفعل معاوية قدر قد قدره الله عز وجل، الذي قدر أيضا أن يقوم إبليس أو الملك بأخذ واغتصاب كل نظام سياسي مخترق، اي لا يحكم بكل شرع الله عز وجل، وذلك الأخذ والاغتصاب في صالح المساكين الذين قل علمهم وقلت معرفتهم كأهل الفترة ومن تشوه الإسلام في أذهانهم بسبب الحكم العاض والجبري . ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) ) الكهف . واولئك المساكين قد قدر الله لهم أن يعملوا في بحر الظلمات الذي تبحر بها السفن أو الأنظمة السياسية المأخوذة والمغتصبة من قبل إبليس، وكلا الخرقين ( الظاهر والباطن ) من صالح المساكين الذين كانوا يعملون في البحر الظاهر او الناس الذين عملوا ولازالوا يعملون في بحر الظلمات، وللقصة بقية عند عودة الخلافة على منهاج النبوة .
( أهل الحقيقة )
تفاءلوا بقرب الفرج والخروج من بحر الظلمات ....
حفظك الله ياشيخ