أهلاً وسهلاً بحضرتك يا فندم أولا حضرتك نورت قناتك لغة أهل الجنة بأولا بالنسبة لموقع قوم عاد: فقوم عاد ذُكروا في القرآن الكريم بأنهم عاشوا في منطقة الأحقاف واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف "، وهي موجودة في الربع الخالي أو جنوب الجزيرة العربية. وقد وصف القرآن أنهم كانوا يبنون أبنية ضخمة وأنهم تميزوا بقوة كبيرة في البنيان والعمران. ثانيا : لماذا لا نجد لهم آثارا مادية في هذا العصر الحديث؟ عدم وجود آثار كبيرة لقوم عاد في الوقت الحالي يمكن أن يُفسر بعدة طرق علمية: - ١**الزمن والطبيعة**: مر على قوم عاد آلاف السنين. خلال هذه الفترة الطويلة، من المحتمل أن تكون عوامل التعرية الطبيعية مثل الرياح والرمال والحركة الجيولوجية قد دفنت أو أزالت معظم آثارهم. الربع الخالي هو واحد من أكبر الصحاري الرملية في العالم، وأي بقايا قد تكون تحت أطنان من الرمال. - ٢**التغيرات المناخية**: منطقة الجزيرة العربية لم تكن دائمًا كما نعرفها الآن. كانت هناك فترات في الماضي كانت فيها هذه المناطق أكثر خضرة وخصوبة. تغير المناخ عبر آلاف السنين يمكن أن يكون قد غيّر من طبيعة الأرض ودفن آثارهم. - **الاكتشافات الأثرية الحديثة**: هناك بالفعل دلائل تشير إلى وجود حضارات قديمة في تلك المناطق. في عام 1992، استخدم فريق من العلماء صور الأقمار الصناعية لاكتشاف ما يُعتقد أنه آثار مدينة "إرم ذات العماد" في الربع الخالي، التي ترتبط بقوم عاد وفق بعض الروايات. هذه الاكتشافات تدعم فكرة أن الحضارات القديمة في الجزيرة العربية قد دُفنت تحت الرمال، وأن آثارها لم تختفِ بالكامل بل تنتظر الكشف عنها. 3. **الرسالة العامة من اختفائهم** من منظور أوسع، اختفاء آثار قوم عاد يمكن أن يكون رسالة للبشرية حول هشاشة الحضارات. مهما بلغت قوتهم أو تطورهم، فإنهم لن يدوموا إذا ابتعدوا عن القيم والمبادئ الإنسانية والإلهية. هذا ينطبق على كل الحضارات التي عرفها التاريخ. حتى أن الله سبحانه وتعالى قال فهل ترى لهم من باقية ! إذن، السبب في أننا لا نرى اليوم الكثير من الآثار الباقية لقوم عاد هو مزيج من عوامل الزمن والطبيعة. الآثار قد تكون موجودة تحت رمال الربع الخالي، وهناك بالفعل اكتشافات تشير إلى وجود مدن قديمة مدفونة. فنحن نؤمن بهود عليه السلام وأنه بلغ قومه قوم عاد في مدينة الأحقاف فكذبوه فأهلكهم الله. والله تعالى أعلم أرجو أن أكون قد وضحت إجابتي وأكرر شكري لحضرتك على سؤالك الجميل
@@Mr.Ali.Hamza1 شكرا جزيلا على الرد. لكن تخيل ان هؤلاء الذين شيدوا حضارة من أعظم الحضارات اقاموها في الربع الخالي.... هذا الخبر انكره ابن خلدون من قبل لانه يتعارض مع ابسط مبادئ العمران البشري.... نحتاج إلى شيء من العقلانية في هذا العصر الذي لم تعد للخرافات جاذبية.
@@zouhaierelhamrouni أخي الكريم، حقيقة أحزنتني كثيرا كلمة " خرافات التي قلتها " فأنا لا أتحدث عن خرافات بل حقائق ذكرها القرآن الكريم ولكن دعني أرد على كلامك بأسلوب علمي ومنطقي يتماشى مع فكر الباحث الذي لا يعتمد إلا على الحقائق والأدلة العقلية والمنطقية أولا . وجود حضارات قديمة اندثرت ولا نرى لها أثرًا اليوم هناك العديد من الحضارات القديمة التي اندثرت ولا نرى لها بقايا واضحة اليوم، ورغم ذلك أثبت العلماء وجودها بالدليل العلمي، من خلال الاكتشافات الأثرية أو المصادر التاريخية. ومن هذه الحضارات: • حضارة المايا: حضارة المايا كانت من أعظم الحضارات في أمريكا الوسطى، ولكنها اختفت بشكل غامض. على الرغم من عدم وجود آثار كثيرة باقية، فإن اكتشافات أثرية حديثة باستخدام تقنيات مثل “الليدار” أثبتت أن هناك مدنًا ضخمة مدفونة تحت الغابات الكثيفة. • بابل وآشور: حضارات بلاد الرافدين، مثل بابل وآشور، رغم عظمتها وقوتها، اندثرت مع مرور الزمن ولم يبقَ منها إلا آثار محدودة، تُكتشف شيئًا فشيئًا. • مدينة بومبي: هذه المدينة الرومانية كانت تُعتبر أسطورة حتى تم اكتشافها في القرن الثامن عشر، مدفونة تحت الرماد البركاني. هذه الأمثلة تُظهر أن الحضارات الكبيرة قد تختفي عن الأنظار بفعل الزمن والكوارث الطبيعية، ولكن الاكتشافات العلمية المتأخرة قد تكشف عن آثارها. ثانيا. البحث العلمي حول قوم عاد فالعلماء والباحثون الحديثون حضرتك أجروا أبحاثًا تشير إلى وجود آثار لقوم عاد. ومن أبرز هؤلاء الباحثين: • الدكتور زيغلر (Dr. Juris Zarins): وهو عالم آثار أمريكي استخدم صور الأقمار الصناعية في التسعينيات لاكتشاف مدينة “إرم ذات العماد” المدفونة تحت الرمال في منطقة الأحقاف، وهو الموقع الذي يُعتقد أنه كان مقر قوم عاد. هذا الاكتشاف يتماشى تمامًا مع الوصف القرآني. • نيكولاس كليابير (Nicholas Clapp): مستشرق ومستكشف أجرى دراسات حول “إرم ذات العماد” وأثبت أن هذه المدينة الضخمة كانت قائمة في منطقة الربع الخالي. هذه الأدلة العلمية تعزز من الرواية القرآنية، وتثبت أن قوم عاد كانوا موجودين في منطقة شبه الجزيرة العربية، وأن اندثار آثارهم يعود للعوامل الجيولوجية والطبيعية. ثالثا :أدلة منطقية ومقارنة بحضارات أخرى لماذا لا نرى آثارًا واضحة لقوم عاد؟ الإجابة بسيطة: مثلما اندثرت حضارات المايا وبابل وآشور بفعل عوامل الطبيعة والزمن، كذلك حدث لقوم عاد. العلماء أثبتوا أن منطقة الربع الخالي كانت في العصور القديمة منطقة خصبة وغنية بالمياه، ولكنها تحولت إلى صحراء بفعل التغيرات المناخية. هذا التحول قد يكون السبب في دفن آثار قوم عاد تحت أطنان من الرمال. ولنتذكر أن نفس السؤال يمكن أن يُطرح حول بقايا حضارات أخرى. إذا كنا نؤمن بوجود بابل وآشور رغم أن بقاياها مدمرة ومتفرقة، فلا يوجد سبب منطقي لنرفض وجود عاد لأننا لم نرَ بعد كل آثارهم. العلم يتطور والاكتشافات مستمرة. رابعا . ابن خلدون ومنطق التاريخ حضرتك استشهد بكلام لابن خلدون، وهو في “المقدمة”، أكد أن الحضارات تمر بدورات من الازدهار والانهيار. قوم عاد كانوا حضارة عظيمة في زمانهم، لكن بسبب فسادهم وطغيانهم، هلكوا. وهذا يتماشى مع تحليله لدورات الحضارة التي تبدأ بالقوة والازدهار وتنتهي بالفساد والزوال. كما أن ابن خلدون بيَّن أهمية الرواية المتواترة في نقل التاريخ. الحضارات القديمة لم تكن تعتمد كلها على الكتابة، بل الكثير من تاريخها نُقل شفهيًا عبر الأجيال، مثلما هو الحال مع قصة عاد. إذًا، من المنطقي أن عدم وجود آثار مادية لا ينفي وجودهم تاريخيًا. خامسا . حضرتك أهملت تماما أهمية الرسالة الأخلاقية في القصة لا يمكن النظر إلى قصة قوم عاد فقط من منظور “أين آثارهم؟”. القصة تحمل رسالة أعمق حول قيمة التواضع والعدل. هذه القصة تُعلمنا أن الغرور بالقوة والثروة، دون الالتفات إلى القيم الإنسانية، يمكن أن يؤدي إلى هلاك الحضارة مهما كانت عظمتها. وهذه رسالة تتوافق مع العديد من قصص الحضارات الأخرى، التي طغت ثم انهارت، مثل الحضارة الرومانية وغيرها. بمعنى أصح وبكل بساطة الأدلة العلمية، الآثارية، والمنطقية تثبت أن قوم عاد لم يكونوا خرافة. اكتشافات العلماء مثل زيغلر وكليابير تُظهر أن مدينة “إرم ذات العماد” كانت موجودة. عدم وجود آثار مادية كثيرة حتى الآن لا يعني عدم وجودهم، بل يعني أن الظروف الطبيعية مثل الرمال والتغيرات المناخية قد أخفت بقاياهم، كما حدث مع العديد من الحضارات الأخرى التي تُثبت اليوم بالدليل العلمي. أخي العزيز، هذه الأدلة تعزز من حقيقة وجود قوم عاد، والتاريخ البشري مليء بالحضارات التي اختفت ولم تترك إلا بقايا بسيطة تُكتشف بعد آلاف السنين. العلم والمنطق يؤكدان أن ما ورد في القرآن ليس مجرد قصص، بل حقائق تاريخية تحتاج إلى البحث المستمر والتأمل. وليست خرافات وكفيني أن اقرأها في القرآن لأتأكد من وجودها وأنا كلى يقين أرجو أن أكون قد وضحت المسألة شكرا جزيلا رزقني الله وإياك الثبات والهدى واليقين 🌹
أهلا بحضرتك يا فندم سؤال حضرتك يا نور رائع و يبين فكر عميق وحرصا على فهم الحكمة الإلهية شوف يا أخي المعجزات ليست شرطًا دائمًا للإيمان فالله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء لإقامة الحجة العقلية أولًا، والمعجزات الحسية تُرسل إذا اقتضت الحكمة والإرادة الإلاهية وعلى حسب طبيعة الناس الذين بعث فيهم النبي . فقوم عاد مثلا كانوا مفتونين بقوتهم، فجاء هود بحجة عقلية تناسب كبرياءهم وتكسر غرورهم. ثم إن اختبار الناس هو الأساسي في الإيمان بالغيب: فقد دعم الله هود عليه السلام بالحجة العقلية ليختبر إيمانهم، لأن المعجزات الحسية قد تنزع عنصر الاختبار منهم ، كما أن أقوامًا كثيرة كفرت رغم رؤية المعجزات. كفرعون بعد أن رأى الآيات وقوم ثمود بعد رؤيتهم الناقة تخرج من الصخر . وذكر كثير من العلماء أن هود عليه السلام تحدى قومه قائلاً: “فكيدوني جميعًا ثم لا تنظرون، إني توكلت على الله.” هذا التحدي الواثق كان دليلًا على صدق رسالته ويقينه المطلق بحماية الله وهم على قوتهم وجبروتهم لم يستطيعوا فتحدي سيدنا هود عليه السلام لقومه: دليل يقين وثقة: لقد أظهر نبي الله هود عليه السلام شجاعة نادرة وتحديًا صريحًا لقومه الذين كانوا أهل قوة وجبروت. فقد قال لهم متحديًا: “فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ” هذا التحدي يحمل في طياته عدة معان عميقة: 1. يقين مطلق في الله: هود عليه السلام لم يخشَ بطش قومه، رغم جبروتهم وقوتهم، لأنه كان على يقين بأن الله يحميه، وهذا بحد ذاته أعظم معجزة نفسية وروحية. 2. تحدٍ منطقي: لو كان قومه على حق كما يدّعون، فلماذا عجزوا عن إيذائه رغم أنه كان فردًا ضعيفًا في الظاهر؟ هذا في ذاته دليل عقلي على أن الله يؤيده ويحميه. 3. إثبات قوة التوكل: إن التوكل على الله هو سلاح الأنبياء، والتاريخ يشهد أن الله لم يخذل من توكل عليه حق التوكل. . الرسالة إلى العقلاء: هذا التحدي يتناسب مع عقول أهل الفطرة السليمة، الذين يرون أن إنسانًا يتحدى قومًا بهذا الشكل لا يمكن أن يفعل ذلك إلا إذا كان على يقين بربه، ويعلم أن لديه سندًا لا يمكن أن يُقهر. إن قوة الحجة العقلية عند سيدنا هود عليه السلام، وثقته المطلقة في الله، وتحديه لقومه مع استناده إلى التوكل التام، كل ذلك هو في ذاته معجزة كافية لإقناع كل عقل منصف. فالمعجزات الحسية ليست دائمًا أداة الإقناع، بل إن صدق النبي، ويقينه، وحجته العقلية هي أعظم برهان لمن أراد الهداية.. والخاتمة العقابية: الريح التي أهلكت عاد كانت معجزة إلهية ختامية، لكنها جاءت كعقاب وليس كبرهان مسبق، مما يؤكد أن الحجة العقلية كافية للإيمان لمن أخلص النية. .فإن حكمة الله مطلقة الله يرسل المعجزات أو يحجبها وفقًا لحاجة القوم وظروفهم، والحجة العقلية التي قدمها هود كانت أكثر ملاءمة لقومه، مما يعكس عدل الله وحكمته في التعامل مع كل أمة. سبحانه أحكم الحاكمين شكرا جزيلا لسؤالك الذي جعلني أبحث وأتعلم وأرجو أن أكون قد وفقت في إيصال المعلومة بشكل وافي وكامل
سبحان الله
بارك الله فيك
الله يحفظك ويبارك فيك وفي أولادك
الله يحفظك ويبارك فيك يارب العالمين
الله يبارك في حضرتك و يسعدك يااااارب 🤲
جزاك الله خيرا
جزانا وإياكم الله يحفظك ويبارك في حضرتك
جزاك الله خيراً ❤❤
جزانا وإياكم ربنا يحفظك ويبارك فيك وفي أولادك
أين سكن قوم هود؟؟ و لماذا لا نجد لهم أثرا ماديا؟؟؟
أهلاً وسهلاً بحضرتك يا فندم أولا حضرتك نورت قناتك لغة أهل الجنة
بأولا بالنسبة لموقع قوم عاد:
فقوم عاد ذُكروا في القرآن الكريم بأنهم عاشوا في منطقة الأحقاف واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف "، وهي موجودة في الربع الخالي أو جنوب الجزيرة العربية. وقد وصف القرآن أنهم كانوا يبنون أبنية ضخمة وأنهم تميزوا بقوة كبيرة في البنيان والعمران.
ثانيا : لماذا لا نجد لهم آثارا مادية في هذا العصر الحديث؟
عدم وجود آثار كبيرة لقوم عاد في الوقت الحالي يمكن أن يُفسر بعدة طرق علمية:
- ١**الزمن والطبيعة**: مر على قوم عاد آلاف السنين. خلال هذه الفترة الطويلة، من المحتمل أن تكون عوامل التعرية الطبيعية مثل الرياح والرمال والحركة الجيولوجية قد دفنت أو أزالت معظم آثارهم. الربع الخالي هو واحد من أكبر الصحاري الرملية في العالم، وأي بقايا قد تكون تحت أطنان من الرمال.
- ٢**التغيرات المناخية**: منطقة الجزيرة العربية لم تكن دائمًا كما نعرفها الآن. كانت هناك فترات في الماضي كانت فيها هذه المناطق أكثر خضرة وخصوبة. تغير المناخ عبر آلاف السنين يمكن أن يكون قد غيّر من طبيعة الأرض ودفن آثارهم.
- **الاكتشافات الأثرية الحديثة**: هناك بالفعل دلائل تشير إلى وجود حضارات قديمة في تلك المناطق. في عام 1992، استخدم فريق من العلماء صور الأقمار الصناعية لاكتشاف ما يُعتقد أنه آثار مدينة "إرم ذات العماد" في الربع الخالي، التي ترتبط بقوم عاد وفق بعض الروايات. هذه الاكتشافات تدعم فكرة أن الحضارات القديمة في الجزيرة العربية قد دُفنت تحت الرمال، وأن آثارها لم تختفِ بالكامل بل تنتظر الكشف عنها.
3. **الرسالة العامة من اختفائهم**
من منظور أوسع، اختفاء آثار قوم عاد يمكن أن يكون رسالة للبشرية حول هشاشة الحضارات. مهما بلغت قوتهم أو تطورهم، فإنهم لن يدوموا إذا ابتعدوا عن القيم والمبادئ الإنسانية والإلهية. هذا ينطبق على كل الحضارات التي عرفها التاريخ.
حتى أن الله سبحانه وتعالى قال فهل ترى لهم من باقية !
إذن، السبب في أننا لا نرى اليوم الكثير من الآثار الباقية لقوم عاد هو مزيج من عوامل الزمن والطبيعة. الآثار قد تكون موجودة تحت رمال الربع الخالي، وهناك بالفعل اكتشافات تشير إلى وجود مدن قديمة مدفونة.
فنحن نؤمن بهود عليه السلام وأنه بلغ قومه قوم عاد في مدينة الأحقاف فكذبوه فأهلكهم الله.
والله تعالى أعلم
أرجو أن أكون قد وضحت إجابتي وأكرر شكري لحضرتك على سؤالك الجميل
@@Mr.Ali.Hamza1 شكرا جزيلا على الرد. لكن تخيل ان هؤلاء الذين شيدوا حضارة من أعظم الحضارات اقاموها في الربع الخالي.... هذا الخبر انكره ابن خلدون من قبل لانه يتعارض مع ابسط مبادئ العمران البشري.... نحتاج إلى شيء من العقلانية في هذا العصر الذي لم تعد للخرافات جاذبية.
@@zouhaierelhamrouni
أخي الكريم، حقيقة أحزنتني كثيرا كلمة " خرافات التي قلتها " فأنا لا أتحدث عن خرافات بل حقائق ذكرها القرآن الكريم ولكن دعني أرد على كلامك بأسلوب علمي ومنطقي يتماشى مع فكر الباحث الذي لا يعتمد إلا على الحقائق والأدلة العقلية والمنطقية
أولا . وجود حضارات قديمة اندثرت ولا نرى لها أثرًا اليوم
هناك العديد من الحضارات القديمة التي اندثرت ولا نرى لها بقايا واضحة اليوم، ورغم ذلك أثبت العلماء وجودها بالدليل العلمي، من خلال الاكتشافات الأثرية أو المصادر التاريخية. ومن هذه الحضارات:
• حضارة المايا: حضارة المايا كانت من أعظم الحضارات في أمريكا الوسطى، ولكنها اختفت بشكل غامض. على الرغم من عدم وجود آثار كثيرة باقية، فإن اكتشافات أثرية حديثة باستخدام تقنيات مثل “الليدار” أثبتت أن هناك مدنًا ضخمة مدفونة تحت الغابات الكثيفة.
• بابل وآشور: حضارات بلاد الرافدين، مثل بابل وآشور، رغم عظمتها وقوتها، اندثرت مع مرور الزمن ولم يبقَ منها إلا آثار محدودة، تُكتشف شيئًا فشيئًا.
• مدينة بومبي: هذه المدينة الرومانية كانت تُعتبر أسطورة حتى تم اكتشافها في القرن الثامن عشر، مدفونة تحت الرماد البركاني.
هذه الأمثلة تُظهر أن الحضارات الكبيرة قد تختفي عن الأنظار بفعل الزمن والكوارث الطبيعية، ولكن الاكتشافات العلمية المتأخرة قد تكشف عن آثارها.
ثانيا. البحث العلمي حول قوم عاد
فالعلماء والباحثون الحديثون حضرتك أجروا أبحاثًا تشير إلى وجود آثار لقوم عاد. ومن أبرز هؤلاء الباحثين:
• الدكتور زيغلر (Dr. Juris Zarins): وهو عالم آثار أمريكي استخدم صور الأقمار الصناعية في التسعينيات لاكتشاف مدينة “إرم ذات العماد” المدفونة تحت الرمال في منطقة الأحقاف، وهو الموقع الذي يُعتقد أنه كان مقر قوم عاد. هذا الاكتشاف يتماشى تمامًا مع الوصف القرآني.
• نيكولاس كليابير (Nicholas Clapp): مستشرق ومستكشف أجرى دراسات حول “إرم ذات العماد” وأثبت أن هذه المدينة الضخمة كانت قائمة في منطقة الربع الخالي.
هذه الأدلة العلمية تعزز من الرواية القرآنية، وتثبت أن قوم عاد كانوا موجودين في منطقة شبه الجزيرة العربية، وأن اندثار آثارهم يعود للعوامل الجيولوجية والطبيعية.
ثالثا :أدلة منطقية ومقارنة بحضارات أخرى
لماذا لا نرى آثارًا واضحة لقوم عاد؟ الإجابة بسيطة: مثلما اندثرت حضارات المايا وبابل وآشور بفعل عوامل الطبيعة والزمن، كذلك حدث لقوم عاد. العلماء أثبتوا أن منطقة الربع الخالي كانت في العصور القديمة منطقة خصبة وغنية بالمياه، ولكنها تحولت إلى صحراء بفعل التغيرات المناخية. هذا التحول قد يكون السبب في دفن آثار قوم عاد تحت أطنان من الرمال.
ولنتذكر أن نفس السؤال يمكن أن يُطرح حول بقايا حضارات أخرى. إذا كنا نؤمن بوجود بابل وآشور رغم أن بقاياها مدمرة ومتفرقة، فلا يوجد سبب منطقي لنرفض وجود عاد لأننا لم نرَ بعد كل آثارهم. العلم يتطور والاكتشافات مستمرة.
رابعا . ابن خلدون ومنطق التاريخ
حضرتك استشهد بكلام لابن خلدون، وهو في “المقدمة”، أكد أن الحضارات تمر بدورات من الازدهار والانهيار. قوم عاد كانوا حضارة عظيمة في زمانهم، لكن بسبب فسادهم وطغيانهم، هلكوا. وهذا يتماشى مع تحليله لدورات الحضارة التي تبدأ بالقوة والازدهار وتنتهي بالفساد والزوال.
كما أن ابن خلدون بيَّن أهمية الرواية المتواترة في نقل التاريخ. الحضارات القديمة لم تكن تعتمد كلها على الكتابة، بل الكثير من تاريخها نُقل شفهيًا عبر الأجيال، مثلما هو الحال مع قصة عاد. إذًا، من المنطقي أن عدم وجود آثار مادية لا ينفي وجودهم تاريخيًا.
خامسا . حضرتك أهملت تماما أهمية الرسالة الأخلاقية في القصة
لا يمكن النظر إلى قصة قوم عاد فقط من منظور “أين آثارهم؟”. القصة تحمل رسالة أعمق حول قيمة التواضع والعدل. هذه القصة تُعلمنا أن الغرور بالقوة والثروة، دون الالتفات إلى القيم الإنسانية، يمكن أن يؤدي إلى هلاك الحضارة مهما كانت عظمتها. وهذه رسالة تتوافق مع العديد من قصص الحضارات الأخرى، التي طغت ثم انهارت، مثل الحضارة الرومانية وغيرها.
بمعنى أصح وبكل بساطة
الأدلة العلمية، الآثارية، والمنطقية تثبت أن قوم عاد لم يكونوا خرافة. اكتشافات العلماء مثل زيغلر وكليابير تُظهر أن مدينة “إرم ذات العماد” كانت موجودة. عدم وجود آثار مادية كثيرة حتى الآن لا يعني عدم وجودهم، بل يعني أن الظروف الطبيعية مثل الرمال والتغيرات المناخية قد أخفت بقاياهم، كما حدث مع العديد من الحضارات الأخرى التي تُثبت اليوم بالدليل العلمي.
أخي العزيز، هذه الأدلة تعزز من حقيقة وجود قوم عاد، والتاريخ البشري مليء بالحضارات التي اختفت ولم تترك إلا بقايا بسيطة تُكتشف بعد آلاف السنين. العلم والمنطق يؤكدان أن ما ورد في القرآن ليس مجرد قصص، بل حقائق تاريخية تحتاج إلى البحث المستمر والتأمل.
وليست خرافات وكفيني أن اقرأها في القرآن لأتأكد من وجودها وأنا كلى يقين
أرجو أن أكون قد وضحت المسألة شكرا جزيلا رزقني الله وإياك الثبات والهدى واليقين 🌹
طيب ليش ربنا مااعطى معجزة
أهلا بحضرتك يا فندم
سؤال حضرتك يا نور رائع و يبين فكر عميق وحرصا على فهم الحكمة الإلهية
شوف يا أخي المعجزات ليست شرطًا دائمًا للإيمان فالله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء لإقامة الحجة العقلية أولًا، والمعجزات الحسية تُرسل إذا اقتضت الحكمة والإرادة الإلاهية وعلى حسب طبيعة الناس الذين بعث فيهم النبي . فقوم عاد مثلا كانوا مفتونين بقوتهم، فجاء هود بحجة عقلية تناسب كبرياءهم وتكسر غرورهم.
ثم إن اختبار الناس هو الأساسي في الإيمان بالغيب: فقد دعم الله هود عليه السلام بالحجة العقلية ليختبر إيمانهم، لأن المعجزات الحسية قد تنزع عنصر الاختبار منهم ، كما أن أقوامًا كثيرة كفرت رغم رؤية المعجزات. كفرعون بعد أن رأى الآيات وقوم ثمود بعد رؤيتهم الناقة تخرج من الصخر .
وذكر كثير من العلماء أن هود عليه السلام تحدى قومه قائلاً: “فكيدوني جميعًا ثم لا تنظرون، إني توكلت على الله.” هذا التحدي الواثق كان دليلًا على صدق رسالته ويقينه المطلق بحماية الله وهم على قوتهم وجبروتهم لم يستطيعوا فتحدي سيدنا هود عليه السلام لقومه: دليل يقين وثقة:
لقد أظهر نبي الله هود عليه السلام شجاعة نادرة وتحديًا صريحًا لقومه الذين كانوا أهل قوة وجبروت. فقد قال لهم متحديًا:
“فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ”
هذا التحدي يحمل في طياته عدة معان عميقة:
1. يقين مطلق في الله: هود عليه السلام لم يخشَ بطش قومه، رغم جبروتهم وقوتهم، لأنه كان على يقين بأن الله يحميه، وهذا بحد ذاته أعظم معجزة نفسية وروحية.
2. تحدٍ منطقي: لو كان قومه على حق كما يدّعون، فلماذا عجزوا عن إيذائه رغم أنه كان فردًا ضعيفًا في الظاهر؟ هذا في ذاته دليل عقلي على أن الله يؤيده ويحميه.
3. إثبات قوة التوكل: إن التوكل على الله هو سلاح الأنبياء، والتاريخ يشهد أن الله لم يخذل من توكل عليه حق التوكل.
. الرسالة إلى العقلاء:
هذا التحدي يتناسب مع عقول أهل الفطرة السليمة، الذين يرون أن إنسانًا يتحدى قومًا بهذا الشكل لا يمكن أن يفعل ذلك إلا إذا كان على يقين بربه، ويعلم أن لديه سندًا لا يمكن أن يُقهر.
إن قوة الحجة العقلية عند سيدنا هود عليه السلام، وثقته المطلقة في الله، وتحديه لقومه مع استناده إلى التوكل التام، كل ذلك هو في ذاته معجزة كافية لإقناع كل عقل منصف. فالمعجزات الحسية ليست دائمًا أداة الإقناع، بل إن صدق النبي، ويقينه، وحجته العقلية هي أعظم برهان لمن أراد الهداية..
والخاتمة العقابية: الريح التي أهلكت عاد كانت معجزة إلهية ختامية، لكنها جاءت كعقاب وليس كبرهان مسبق، مما يؤكد أن الحجة العقلية كافية للإيمان لمن أخلص النية.
.فإن حكمة الله مطلقة الله يرسل المعجزات أو يحجبها وفقًا لحاجة القوم وظروفهم، والحجة العقلية التي قدمها هود كانت أكثر ملاءمة لقومه، مما يعكس عدل الله وحكمته في التعامل مع كل أمة.
سبحانه أحكم الحاكمين
شكرا جزيلا لسؤالك الذي جعلني أبحث وأتعلم وأرجو أن أكون قد وفقت في إيصال المعلومة بشكل وافي وكامل
@Mr.Ali.Hamza1 جزاك الله خيرا ،جوابك وافي وزيادة
@@NOORALSHAIKH-d4p ربنا يسعدك ويبارك فيك 🌹 وجزاك خيرا
👍👍