كيف يتم توثيق الحياة البرية في سلطنة عمان؟

يمثل مشروع المسح الوطني للتنوع الأحيائي أحد أهم المشاريع الوطنية التي تقوم بها هيئة البيئة بهدف تحسين ترتيب مؤشر الأداء البيئي لسلطنة عمان في مجال التنوع الأحيائي. ويسعى المشروع لبناء قاعدة بيانات وطنية للأنواع الأحيائية، وتحديث مناطق وجودها، وتوثيق التغيرات التي طرأت عليها.
وفي إطار هذا المشروع الوطني، قام فريق جريدة "عمان" وبالتعاون مع هيئة البيئة بمرافقة الفرق الميدانية لوضع إحدى الكاميرات الفخية في المناطق الجبلية بولاية الرستاق، وتوثيق جهود الجنود المجهولين الذين يعملون بجد في هذا المشروع المهم لتوثيق الحياة البرية في محافظة جنوب الباطنة.
ولا يُدرك حجم التحديات والتضحيات في مثل هذه المشاريع الوطنية إلا بتجربة السير في الجبال، وتجاوز السهول، وصعود الصخور، حيث يواجه الفرد مخاطر السقوط أو التعثر، مما قد يؤدي إلى عواقب لا تُحمد عقباها. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، تواصل الفرق الميدانية مهامها المنوطة بها، بدءًا من محافظة ظفار، ومرورًا بمحافظات جنوب الشرقية، ومسندم، والبريمي، والظاهرة، وشمال الباطنة، سواء باستخدام المركبات أو سيرًا على الأقدام في مختلف فصول السنة منذ عام ألفين واثنين وعشرين مع تدشين المشروع، وهم يسبرون أغوار الطبيعة والحياة البرية في ربوع سلطنة عمان بهدف إنشاء قاعدة بيانات وطنية.