دير مار سركيس وباخوس - ريفون، المقرّ البطريركي للبطريرك يوسف ضرغام الخازن

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 9 окт 2024
  • يعود إنشاء دير مار سركيس وباخوس في بلدة ريفون إلى العام 1655. يعني اسم ريفون "مَكان الإستشفاء والراح"، أو، كما ورد في كتاب "المُقاطعة الكسروانية"، إن مَلك مِصر بطليموس الخامس إبتنى لإبنه الرابع رافان، هيكلاً شرقي بلدة عجلتون.. وتُسمَّى مَحَلتَه اليوم ريفون.
    بناه القَس سليمان مبارك من غوسطا، الذي كان مُتزوجاً ومُنجِباً لسبعة بنين. ولكنَّ وفاة زوجته كانت صَدمةً قويةً له جَعَلته يأنف من حياة الدُنيا ويَزهَدُ بها، فَقَرَّر مع بنيه إعتزال العالم والسَكن في أحد الأديار، عاكفاً وإياهم على الصلاة والتأمل ومُمارسة الصِيام وسائر إنواع الإماتات.
    لم يَبتعدوا في البدء عن مَسقط رأسهم غوسطا، فلجأوا إلى دير مار شلّيطا مقبس وانتموا إلى الجماعة الرهبانية لهذا الدير، وظلّوا فيه مُدة خمس سنوات تَمَرَّسوا خلالها بالحياة الرهبانية وأتقنوا أصولها، كما مارسوا العمل اليدويَّ داخل الدير وخارجه.
    ولَعَلّ إنشاء هذا الدير الرهبانيّ كان مُلهِماً للقس سليمان وأبنائه، فقرَّروا بِدورهم تأسيس دير خاص بهم. وهكذا نَزحوا عن دير غوسطا قاصدين قرية ريفون حيث انتقوا تلة صغيرة بينها وبين عجلتون تقوم عليها خِربة هي بقيَّة مَعبدٍ قديم، فبنوا عليها أولاً قبواً عقداً وأقاموا بقربه بعض القلاّيات للسَكن وكنيسةً صغيرة جَعلوها على اسم القدّيسَين الشهيدَين سركيس وباخوس. ثم سَنّوا لأنفسهم نظاماً رهبانياً صارماً قوامه الصلوات السَبع يومياً، والإنقطاع عن الزَّفَر وعمّا تشتهيه النفس من أنواع الأطايب. وثابروا هناك على العمل اليدويّ الذي إعتادوا عليه في دير مار شلّيطا، وذلك في الجنائن والحقول القريبة من ديرهم الجديد. فاستَصلَحوا الأراضي تمهيداً لزراعتها، واهتمّوا بغرس الأشجار، والكروم، والشتول، مِمّا كان يعود عليهم بالنفع ويساعدهم في تأمين عيشهم.
    وهكذا أصبحت العائلة المؤلفة من ثمانية أشخاص: الأب وأبنائه السَبعة، عائلة رهبانية بكاملها مُنقطعة للنسك والتقشف والصلاة، إلى أن توفي الوالد عام 1713 كما يَشهَد إعلان منقوش على بلاطة ضريحه في الدير. وهناك نَقش آخر يُشير إلى أن الكنيسة التي بجوار الدير والتي حَمِلت اسم القدّيسَين سركيس وباخوس قد بُنيت في العام 1717.
    الأبناء تابعوا سيرة والدهم وسيرتهم في عهده، حتى أن ثلاثةً منهم إرتقوا إلى الدرجة الأسقفية، أولهم جبرائيل الذي كان أول أسقف على أبرشية بعلبك، وثانيهم يوسف الذي تَعيَّنَ مطراناً على أبرشية صيدا إثر وفاة راعيها المطران بطرس الإهدني، وهو الذي انتقاه مجمع المطارنة بطريركاً بديلاً من البطريرك المعزول زوراَ يعقوب عواد (1705-1733)، فَظَلَّ في تدبير شؤون البطريركية مدة ثلاث سنوات إلى أن حَكَم الكرسيّ الرسولي بإرجاع البطريرك عواد إلى كرسيّه، مُبطلاً انتخاب البطريرك مبارك، فتوفي هذا الأخير بعد فترةٍ قصيرة من ذلك، وقيل لنه قضى ألماً وتَحسُّراً على إبطال انتخابه بطريركاً. أما الثالث من هؤلاء الأساقفة الثلاثة فكان المطران جبرائيل الثاني الذي تَعيَّن على أبرشية صيدا وتوفي عام 1733.
    وفضلاً عن الإخوة الثلاثة المذكورين، طلع من هذه العائلة "المباركة" أسقفان آخران هما المطران جبرائيل مبارك الثالث الذي كان من رهبان دير مار سركيس وباخوس، والمطران بطرس مبارك الذي كان من رهبان القديس فرنسيس قبل إرتقائه إلى الدرجة الأسقفية.
    تَحوّل هذا الدير سنة 1831 إلى مَدرسة عمومية للطائفة المارونية، واستمر كمدرسة عمومية عشرات السنين...وفي الحرب العالمية الثانية استعملته السُلُطات الفرنسية المُنتدبة، مُعتقَلاً لِمَن تعتبرهم معادين لفرنسا في الحرب، أو من رعايا إحدى الدول المُعادية، فَفَرضَت الإقامة الجبرية فيه على الشيخ يوسف الخازن الذي كان مُنحازاً لإيطاليا، وعلى مدير مدرسة الاخوة المريميين في جونية ذي الأصل الايطالي ويُدعى الأخ جوزيف لوي. وفي أحداث العام 1975 وما بعده، إستُعمِلَ في البداية كملجأ للمُهجَّرين، ثم تمّ استعماله من قِبَل الاحزاب... حتى بداية التسعينات حيث تحوَّل إلى مركز عسكري للجيش.
    وفي شهر آب من العام 2008 قدَّمت البطريركية المارونية الدير لمؤسسة كاريتاس لإقامة مخيّمات صيفية ودورات تدريبية فيه، وما زال حتى اليوم برعاية كاريتاس التي تقوم بإعادة ترميمه وتأهيله، وتقيم فيه مخيمات للشبيبة ودورات تثقيفية ورياضات روحية.
    www.gabyreaidy...

Комментарии • 3