القراءة الثالثة والخمسون بعد المائة- قراءة في مقدمة ابن خلدون

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 3 июл 2023
  • مقاصد (أغراض) التأليف

Комментарии • 5

  • @mohamedsoof
    @mohamedsoof Год назад

    بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا

  • @user-ny2dn8sg3m
    @user-ny2dn8sg3m Год назад +1

    من خلق الأتقياء الحلم
    الحِلم خُلُقٌ عظيم مِن أخلاق الإسلام، وهو ضبطُ النفس عند الغضب، وكفُّها عن مقابلة الإساءة بالإساءة، مع تحكيم المسلم دينَه وعقلَه عند إيذاء الآخرين له، مع قُدرته على ردِّ الإيذاء بمثله، والحليم اسمٌ مِن أسماء الله الحُسْنَى.
    يقول الإمام أبو حامد الغزالي في بيان معنى الحليم: (الحليم هو الذي يُشاهد معصية العُصاة، ويرى مخالفة الأمْر، ثم لا يَستفزُّه غضبٌ، ولا يعتريه غيظ، ولا يحمله على المشاركة إلى الانتقام، مع غاية الاقتدار).
    كما وَصَفَ الخالق عز وجل بعضَ أنبيائه بالحِلم؛ فقال عن إبراهيم عليه السلام: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ﴾ [هود: 75]، كما وَصَف إسماعيل عليه السلام بالحِلم في قوله تعالى: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 101]، كما وَرَدَتْ آيات قرآنية عديدةٌ تشير إلى هذا الخُلق الفاضل، وتدْعو المسلمين إلى ضرورة التحلِّي به؛ قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134]، وقال عز وجل: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].
    كما بلَغَ سيدنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم قمَّةَ هذا الخُلق العظيم، وذروة هذا الأدب الرفيع، ونَعرض لهذا الموقفِ الذي يُبيِّن حِلمَه صلى الله عليه وسلم، وسَعة صدْره؛ فعن أنس بن مالك قال: كنتُ أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بُرْدٌ نجراني غليظ الحاشية، فأدرَكَه أعرابيٌّ فجذبه بردائه جذبة شديدة، حتى نظرتُ إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرَت بها حاشية البُرد؛ من شدة جذْبته، ثم قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفتَ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أَمَر له بعطاء.
    أرأيتَ إلى هذا الحِلم العظيم، والأدب الجمِّ، الأعرابيُّ يتطاول على الرسول بيده فيجذبه هذه الجذبة العنيفة، التي جعلَت رقبة النبي صلى الله عليه وسلم تحمرُّ، وَيتطاول عليه بلسانه، فيقول له: احمِل لي على بعيريَّ هذين مِن مال الله الذي عندك؛ فإنك لا تحمل لي مِن مالك، ولا مِن مال أبيك، ولكن حِلم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتَّسع لمثل هذه المواقفِ التي تَطيش فيها عقولُ ذوي الألباب، ويقول للأعرابي في هدوء وأناة: ((المال مال الله، ويُقاد منك يا أعرابي ما فعلتَ بي))، ويرفض الرجل أن يقتصَّ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يجذبه كما جذبه، ويبتسم الرسول للأعرابي؛ لأنه ما أراد حقيقة القصاص؛ وإنما أراد أن يُنبِّهه إلى خطأ ما فعَل، ولا يكتفي النبي بحِلمه؛ إنما يمنحه ما طلب، فيأمر أحدَ الصحابة أن يحمل له على بَعيريه؛ على بعير شعيرًا، وعلى الآخر تمرًا.
    كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التحلِّي بهذا الخُلق الفاضل في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة؛ فعن سهل بن معاذ، عن أبيه؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن كَظَم غيظًا وهو قادر على أن يُنفذه، دعاهُ اللهُ يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يُخيِّره مِن أيِّ الحُور العين شاء))؛ (رواه أبو الدينا في ذم الغضب)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه، آواه الله في كنَفِه، وسَتَر عليه برحمته، وأَدخلَه في محبَّته: مَن إذا غضب فَتَر))؛ (رواه الحاكم).
    ومما وَرَد مِن بعض الرجال الذين اتَّصَفوا بهذا الخُلق الرفيع والأدب الجمِّ: أنَّ رجلًا سبَّ الأحنفَ بن قيس وهو يُماشيه في الطريق، فلما قرُب مِن المنزل، وقف الأحنف بن قيس وقال: يا هذا، إن كان بقي معك شيء، فقُله ها هنا؛ فإني أخاف إنْ سمعَك فتيانُ الحيِّ أن يؤذوك.
    وقال علي رضي الله عنه: (من لانتْ كلمتُه، وجبتْ محبَّتُه، وحِلْمك على السفيه، يكثر أنصارك عليه).
    وقيل لقيس بن عاصم: ما الحِلم؟ قال: (أن تصِل مَن قطعك، وتعطي مَن حرَمك، وتعفو عمَّن ظلمك).
    وقال الحسن رضي الله عنه: (المؤمن حليم لا يَجهَل وإنْ جَهِلَ الناسُ عليه)، وتلا قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].
    وشتم رجلٌ الشعبيَّ، فقال له: (إنْ كنتَ صادقًا فغفر الله لي، وإنْ كنتَ كاذبًا فغفر الله لك).
    وأسمعَ رجلٌ عمرَ بن عبد العزيز بعضَ ما يكره، فقال: (لا عليك؛ إنما أردتَ أنْ يستفزني الشيطان بعزة السلطان، فأنال منك اليومَ ما تناله مني غدًا، انصرف إذا شئتَ).

  • @mohamedsoof
    @mohamedsoof Год назад

    كل الدعم للقناة

  • @akaez2807
    @akaez2807 Год назад

    نرجو من شيخنا الفذ العلامة محمد سليم العوا والساعي إلى التجديد في فهمنا للشريعة، الأمر الذي صار من ما لا يختلف عليه عاقل الإطلاع على مشروع كتاب قص الحق للدكتور "جميل أكبر" وهو اهم الكتب والمشاريع الإصلاحية على الساحة الإقتصادية الإسلامية والشرعية وبالأخص عالمنا العربي والإسلامي اليوم ، والذي يناقش فيه فتح أبواب التمكين للناس في الموارد والموافقات والمعرفة- استنادا على الشريعة-، وقصور العقل البشري الواضح للعيان اليوم بسبب مآلات كل من الرأسمالية التي تؤدي للطبقية والإحتكار واستعباد الأفراد،والإشتراكية التي تؤدي لانخفاض الكفاءة الإنتاجية والتبلد والبيروقراطية. كتاب كان مشروع العمر بالنسبة للدكتور-وهو خريج وحامل للدكتوراة في العمارة والتخطيط من جامعة MIT- حيث كتبه على مدار ما يقرب من ٤٠ عاما،ويثبت فيه أن تطبيق الشريعة هو الحل الوحيد لضمان الإزدهار والنمو الإقتصادي دون تلويث الكرة الأرضية.يوجد فيديوهات مسموعة للكتاب على يوتيوب بعنوان قص الحق ومن الروابط في صندوق الوصف يمكن تحميل الكتاب كاملا ما يزيد عن 1800 صفحة.

  • @modiriye8955
    @modiriye8955 Год назад

    الصوت غير جيد بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا