لقاء الله ؟

هل فكرت يومًا في اللحظة اللي هنقف فيها بين إيدين ربنا سبحانه وتعالى؟ اللحظة اللي هتتحاسب فيها على كل كلمة قلتها، وكل خطوة مشيتها، وكل عمل عملته في حياتك. يوم القيامة مش مجرد يوم عادي، ده يوم مهيب، يوم هتتزول فيه الجبال، وتنكسر فيه القلوب من شدة الخوف. المشهد كبير، والأحداث عظيمة، والناس كلها هتكون في حالة رعب وذهول. ربنا سبحانه وتعالى وصفه في القرآن:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ" [الحج: 1-2].
في اليوم ده، أول حاجة هتحصل هي نفخة الصور. تخيل الدنيا كلها، بكل تفاصيلها، بتنتهي في لحظة واحدة. كل الكائنات هتموت، الجبال هتتساقط، والبحار هتغلي، والسماء هتتشقق. بعد فترة، هيحصل النفخ في الصور للمرة التانية، وهتبدأ الناس تقوم من قبورها، تخرج وهي في حالة خوف وذهول من اللي بيحصل. ربنا قال:
"وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ" [يس: 51].
الناس هتتجمع كلها في مكان واحد اسمه "أرض المحشر"، مكان كبير لا أول له ولا آخر، الكل واقف قدام الله عز وجل، الكل خايف ومترقب للحساب. الشمس هتكون قريبة جدًا، على بعد ميل، والناس هتتعرق حسب أعمالهم، اللي كان عمله صالح هيكون في أمان واطمئنان، واللي أساء هيكون في حالة خوف وندم. النبي ﷺ قال:
"تُدْنَى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل... فيكون الناس على قدر أعمالهم في العَرَق".
بعد كده، تبدأ مرحلة الحساب. ربنا سبحانه وتعالى هيفتح لك كتابك، وكل حاجة هتكون مكتوبة: صلاتك، صدقتك، كلامك، نظراتك، حتى نواياك اللي في قلبك. كل صغيرة وكبيرة هتتحاسب عليها. قال الله تعالى:
"فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" [الزلزلة: 7-8].
اللي هيتقبل كتابه بيمينه هيكون سعيد ومبتهج، لأنه ضمن الجنة ورضا الله، أما اللي هيتسلم كتابه بشماله هيكون ندمان وحزين. كل واحد فينا هيقف بين إيدين ربنا لوحده. مفيش أب ولا أم ولا صاحب هيقدر ينفعك. النبي ﷺ قال:
"ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان".
وهنا السؤال المهم: إزاي نستعد لليوم ده؟ إزاي نكون من اللي ربنا هيرضى عنهم وهيكرمهم؟ أول حاجة، التوبة الصادقة. مهما كانت ذنوبك، ربنا غفور رحيم. ربنا قال:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا" [الزمر: 53].
تاني حاجة، الصلاة. الصلاة هي أول حاجة هتُسأل عنها يوم القيامة، لو صلحت صلاتك، باقي أعمالك هتكون كويسة بإذن الله. حافظ على صلاتك في وقتها وبخشوع، ودي أول خطوة للنجاة. النبي ﷺ قال:
"إن أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته".
تالت حاجة، الأعمال الصالحة. خلي لك نصيب يومي من الصدقة، ولو حتى بكلمة طيبة. اعمل خير في السر، اقرأ قرآن، وادعي ربنا يغفر لك ذنوبك. كل عمل صالح بيحط نور في ميزانك يوم القيامة.
رابع حاجة، ذكر الله. خليك دايمًا قريب من ربنا بذكره، خلي لسانك دايمًا يقول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". النبي ﷺ قال:
"كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
وأخيرًا، الاستعداد للقاء الله مش كلام نظري، دي رحلة طويلة تبدأ من النهارده. كل لحظة بتقربك من النهاية، وكل عمل بتعمله هو اللي هيحدد مصيرك. خليك دايمًا فاكر إن الجنة قدامك والنار قدامك، والاختيار بين إيديك. ربنا قال:
"وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" [آل عمران: 133].
ابدأ من دلوقتي، توب لربنا، حافظ على صلاتك، واعمل الخير في كل خطوة. كل ثانية بتعدي فرصة جديدة تقربك من الله وتغسل ذنوبك. متنساش تشارك الفيديو مع كل اللي تعرفهم، يمكن يكون سبب في توبة حد وربنا يكتب لك أجره.