ألا من رأى الطفل المفارق أمه - لابن الزيات - إلقاء: أسامة الواعظ

ألا من رأى الطفل المفارق أمه
قصيدة لابن الزيات (ت: 233هـ)
إلقاء: أسامة الواعظ
مكس وماستر ومونتاج: أستوديو القمة
جميع الحقوق محفوظة لدى استوديو القمة
- قناة أسامة الواعظ في اليوتيوب :
/ @osama.alwaaedh
- حساب أسامة الواعظ في تويتر:
os...
- حساب الاستوديو في تويتر:
/ alqimmahstudio
- إليكم القصيدة:
ألا مَن رأى الطفل المفارق أمَّهُ
بُعَيد الكرى عيناه تنسكبان
رأى كل أمٍّ وابنها غير أمِّه
يبيتان تحت الليل ينتجيان
يرنُّ بصوتٍ فضَّ قلبي نشيجهُ
وسحِّ دموعٍ ثرَّةِ الهَمَلان
وبات وحيداً في الفراش تحثُّه
بلابل قلبٍ دائم الخفقان
ألا إنّ سِجلاً واحداً إن هرقته
من الدمع أو سِجلين قد شفياني
فلا تلحياني إن بكيت فإنما
أداوي بهذا الدمع ما تريان
وإن مكاناً في الثرى خُطَّ لحدُه
لِمن كان من قلبي بكل مكان
أحقُّ مكانٍ بالزيارة والهوى
فهل أنتما إن عجتُ منتظران؟
فهبني عزمت الصبر عنها لأنني
جليدٌ، فمن بالصبر لابن ثمان؟
ضعيف القوى لا يطلب الأجر حسبةً
ولا يأتسي بالناس في الحدثان
ألا من أمنِّيه المنى وأعدُّه
لعثرة أيامٍ وصرف زمان؟
ألا من إذا ما جئت أكرم مجلسي
وإن غبت عنه حاطني وكفاني؟
فلم أرَ كالأقدار كيف تصيبني
ولا مثل هذا الدهر كيف رماني
ولا مثل أيامٍ فجعت بفقدها
ولا مثل يومٍ بعد ذاك دهاني
أعينيَّ إلا تسعدا اليوم عبرتي
فبئس إذن ما في غدٍ تعداني
أعينيَّ إن أُنعَ السرور وأهله
وعهد الصِّبا عندي فقد نعياني
أعينيَّ إن أبكِ البَشاشة والصِّبا
فقد أذنا مني وقد بكياني
ألا إن بيتاً لم أزره لشد ما
تلبَّس من قلبي به وعناني
ألا إن بيتاً لم أزره لعزَّ ما
تضمَّن منه في الثرى الكفنان