خطبة الجمعة عن السحر وخطورته.....

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 1 янв 2025
  • أيها المسلم الكريم: نقف اليوم مع ظاهرة خطيرة للغاية، هذه الظاهرة تؤدي دمار البيوت، وتفريق الأسر، وطلاق بين الأزواج، هذه الظاهرة صاحبها يُعدُّ كافرًا بما أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
    هذه الظاهرة بسببها كم من شاب حياته؟! وكم من فتاة ضاع مستقبلها؟! وكم من انسان مَرِضَ وقُتِلَ؟! وكم بُثَّ من الخصومة والأحقاد والكراهية بين الأخوة والأخوات؟! وكم من أسرة تفرقت؟! وكم من شاب تزوج ولكنه لا يستطيع أن يأتي زوجته؟! وكم من عائلة كانت تعيش بسعادة واطمئنان، لكن بسبب هـذه الظاهرة أصبحت حياتها جحيمًا؟! هذه الظاهرة هي ظاهرة الميل إلى السحر والسحرة والمشعوذين
    فيا ترى ما هو السحر؟ وكيف يكون الساحر ساحرًا؟ وماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الذي يطرق أبواب السحرة والمشعوذين؟ وكيف للمسلم أن يتحصَّن من شر السحر والسحرة؟ هذه أسئلة نطرحها على مائدة اليوم وسنجيب عليها بإذن الله عز وجل.
    ما هو السِّحْر؟ السحر في لغة العرب: هو صَرْفُ الشَّيْء عَن حَقِيقَتِه إِلَى غَيره[1]، وفي الاصطلاح كما قال ابن قدامة رحمه الله: هُوَ عُقَدٌ وَرُقًى وَكَلَامٌ يَتَكَلَّمُ بِهِ الساحر، أَوْ يَكْتُبُهُ، أَوْ يَعْمَلُ شَيْئًا فيؤثر فِي بَدَنِ الْمَسْحُورِ أَوْ قَلْبِهِ، أَوْ عَقْلِهِ، مِنْ غَيْر مُبَاشَرَةٍ للمسحور
    والسحر على نوعين:
    الأول: سحر تخيّل: وهذا لا حقيقة له، وإنما يُخيل للإنسان، ويأخذ بالأبصار فقط، وقد تحدث القرآن الكريم عن هذا النوع، فقال تعالى عن النازل الذي جرى بين سحرة فرعون، وبين سيدنا موسى عليه السلام: ﴿ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ﴾[3]، وقال تعالى: ﴿ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ﴾[4]قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: " خَيَّلُوا إِلَى الْأَبْصَار أَنَّ مَا فَعَلُوهُ لَهُ حَقِيقَة فِي الْخَارِج، وَلَمْ يَكُنْ إِلَّا مُجَرَّد صَنْعَة وَخَيَال ".
    واذا كان العلماء قد اتفقوا على حرمة السحر، إلا أنهم اختلفوا في تكفير الساحر، فذهب جمهور العلماء ومنهم مالك وأبو حنيفة وأصحاب أحمد وغيرهم إلى تكفيره، واستدلوا بقوله تعالى: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " فَإِنَّ ظَاهِرَهَا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِذَلِكَ، وَلَا يُكْفَرُ بِتَعْلِيمِ الشَّيْءِ إِلَّا وَذَلِكَ الشَّيْءُ كُفْرٌ، وَكَذَا قَوْلُهُ فِي الْآيَةِ عَلَى لِسَانِ الْمَلَكَيْنِ ﴿ إِنَّمَا نَحن فتْنَة فَلَا تكفر ﴾ فَإِنَّ فِيهِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ تَعَلُّمَ السِّحْرِ كُفْرٌ فَيَكُونُ الْعَمَلُ بِهِ كُفْرًا، وَهَذَا كُلُّهُ وَاضِحٌ"
    ...وذهب الشافعي إلى التفصيل، فإن كان في عمل الساحر ما يوجب الكفر، كفر بذلك، وإلا لم يكفر
    ولذلك أنا أحذر المسلمين من أن يذهبوا إلى السحرة أو العرافين أو الكهنة في أي أمر؛ لأن الساحر لا يملك أمرًا، ولا يغير شيئًا؛ ولو اجتمع سحرة أهل الأرض لا يستطيعون أن يؤثروا بسحرهم في مخلوق واحد إلا بإذن الله، فهو القائل: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
    في الدنيا، وفي الآخرة الحرمان من دخول الجنة، والخلود في نار جهنم.
    وأنا أحذر أخواني جميعا أن يحذّروا أهل بيتهم من كل امرأة يثبت أنها تترد على السحرة والمشعوذين، أن يقاطعوها ولا يختلطوا معها، ولا يستقبلونها في بيوتهم؛ لأنها فاسدة وتحاول إفساد النساء معها، فاحذروا منها.
    والله ثم والله لو كانت بيوتنا عامرة بالصلاة، وأذكار الصباح والمساء، وتلاوة القرآن، لعاشت بعيدة عن كل هذه المشاكل، لكن بيوتنا بعيدة عن ذكر الله، تسهر الليل وتنام عن صلاة الفجر، وليس فيها تلاوة للقرآن، واستبدلت الأذكار النبوية بالمسلسلات والاغاني، لذلك عشعشت فيها الشياطين، من الذي يعمل المشاكل بين الزوجة وزوجته؟ الشياطين، من الذي يحرض المرأة على عمتها؟ الشياطين، من الذي يحرض الأخ على أخيه؟ الشياطين، من الذي يعمل المشاكل بين الأولاد ثم بين الكبار؟! الشياطين.
    فلو كانت البيوت عامرة ومحافظة على ما أمرنا به الاسلام من الصلاة والاذكار والقرآن لفرّت منها الشياطين ولا تقربها، وعاشت بسعادة وأمن واستقرار
    وبقي أن نعرف: كيف للمسلم أن يتحصَّن من شر السحر والسحرة؟ هذا سنجيب عنه في الخطبة الثانية إن شاء الله...أسأل الله تعالى ان يحفظنا ويسلمنا وإياكم من كل شر، ويقينا شر الظالمين والمعتدين، وإن يهلك كل من يزرع الفتن والاحقاد بين المسلمين آمين يا رب العالمين
    فهذه تحصينات يحتاجها كل واحد منا، فأنت بحاجة اليها، زوجتك بحاجة إليها، أولادك بحاجة إليها، بيتك بحاجة إليها، لأنها تحفظك من شر الإنس والجنّ، وشر كلّ المخلوقات، تحفظك من الحسد والعين والسحر، وتحصنك من الشيطان ومكائده، تكفيك الهم والغم في الدنيا والآخرة، تمتعك بحفظ الله عزّ وجلّ وحمايته.
    اسال الله ان يحفظنا واياكم من كل شر، وأن يوفقنا لكل خير آمين يا رب العالمين.

Комментарии •