صبرٌ في وجه الابتلاء رواية ستشرق الشمس يوما ما للأستاذ رضا أبو جاد المقطع السابع والعشرون
HTML-код
- Опубликовано: 24 янв 2025
- صبرٌ في وجه الابتلاء
[Summary]
تتناول القصة رحلة شخصية في مواجهة الابتلاءات والصعوبات، حيث يستمد البطل قوته من الإيمان والدعاء والصبر. يتحدث عن أهمية الصبر والشكر في حياة المؤمن، وكيف أن الابتلاءات ليست نقمة بل رحمة من الله لتطهير النفس. كما يعبر عن مشاعر الخيبة والألم في الحب والحياة، ويستعرض حوارات داخلية تعكس الصراع بين الأمل واليأس، مما يبرز عمق التجربة الإنسانية في مواجهة التحديات.
[Hashtags]
#الصبر #الابتلاء #الأمل #التحدي #الرحمة
[Script]
حين يشتد الحبل ينقطع فلا تضق في شدة والفرج لا محالة واقع بعد ضيق وكان بعد عسرٍ يسر. من أعماق كهفي الموحش المظلم أتوضأ بالحرف وأستنير بالفكر والشعر والعلم وأتقوى بالدعاء والصبر والصلاة والقرآن والتوكل على الله وأذوق لذة التحدي ومجابهة الحياة.
الله يعرف ضعفنا ومع ذلك يبتلينا أحيانا كثيرة جدا ليس نقمة منه علينا كما قد نعتقد أو نظن إنما رحمة بنا في الدنيا ورحمة بنا في الآخرة. رحمة بنا في الدنيا لأنه يريد تطهيرنا من الذنوب وتنقيتنا من الخطايا وتقويتنا من الضعف.
رحمة بنا في الآخرة لأنه يريد أن تنطبق علينا الآية الكريمة التي يقول فيها عز وجل: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". أخي المبتلى أختي المبتلاة ألا تريدان هذا الثواب العظيم وهذا الجزاء الكريم والخير العميم والفضل الكبير.
ألا تريدان أجر الصابرين وأنتما كما لا يخفى عليكم تعلمان أن الصابر والشاكر معا في الجنة فإذا أعطاك الله فاشكر وإذا ابتلاك فاصبر. أسأل الله أن يحبني ويحبكم بلا ابتلاء ولكن في حال قدَّر الله فلنصبر وهذا ما أوصي به نفسي أولا.
ألا يكفي أنه حين يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب يوم القيامة يتمنى أهل العافية لو أن أجسادهم قُرِّضَتْ بالمقاريض حتى ينالوا هذا الأجر والخير والفضل العظيم. -يتعبني المتصوفة وأكاد أجزم أنك متصوف من عهد الحلاج.
-أيها الصوت إنما هي لحظة صدق أحببت أن أصبر فيها نفسي وأحبابي ممن ابتلي في جسمه أو نفسه وغادرته العافية أو إلى كل مكروب ضاقت به الدنيا فلاذ إلى رحاب أبواب الله متضرعا ذليلا خاضعا خاشعا شاكيا باكيا موقنا باستجابة دعائه.
لأن الله تعالى وعَدَ المضطرَّ باستجابة دعائه ومن أصدق من الله حديثا أو أوفى منه سبحانه وعدا قال تعالى: "أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض، أإله مع الله" لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ندعوه مخلصين له الدين.
-جميل جميل ألا ترى أن أبيات أحمد بخيت المصري الجنوبي الرائعة هذه تنطبق عليك...؟ قاطعه رضا قبل أن يكمل وكأنما علم الأبيات التي سيقولها الصوت قائلا: -نعم نعم تنطبق علي بحذافيرها وأعلم أنك تقصد الأبيات التي يقول فيها.
أنا الصوفيُّ والشهوانُ عَشاقا ومعشوقا أسير بقلب قديس وإن حسبوه زنديقا وحين أحب سيدة أحولها لموسيقى. -لا أملك إلا أن أصفق لك يا من لا تكاد تخطئ فراستُه -ليست فراسة يا صوتي.. أنسيتَ أنك صوتي؟ فِيَّ؟ وتسكنني؟
ما يجوب خلدي ويجول به هو هو نفسه الذي يجوب خلدك ويجول به.. نحن إذن واحد رغم أننا مختلفان او لنقل متعددان نحن أعضاء في عقل واحد وفكر مشترك واحد أيضا.. أنت صوت يسكن أعماقي جعلتُك من أهم شخصيات الرواية لا ينافسك فيها إلا الراوي.
وتعدد محبوباتي اللواتي لم أذكرهن كلهن.. أنت مني كحواء من آدم ولا أدري أهذا مدح لك أم ذم وانت تعرف من أين خلقت حواء أيها الضلع الأعوج (أردف مشاكسا الصوت ممازحا ضاحكا) - (قهقه الصوت غير منزعج ولا غاضب فلا شيء في الرواية يدعو للغضب.
ما دام الهم هو العمل الأدبي المتكامل أولا وأخيرا وما دام كلٌّ:أنا الصوت والراوي وأنت رضا نعملُ كلٌّ من موقعه على بناء هذا الصرح الفني الذي نرجو له التوفيق والنجاح وأن يلقى حظه من الضوء والنقد أيضا ما دام نقدا بناء بعد اكتمال الرواية.
ينظر إليها نظرة من فوق أو بعبارة أدق نظرة من خارج..) -أيها الصوت؟ -نعم أيها الرضا -أتعرف لماذا حين نحب تبكي السماء؟ -لا طبعا (ضاحكا) -ببساطة لأنه في تلك اللحظة تكون عيوننا تمطر (قال مضاحكا) لم يملك الصوت نفسه من الضحك.
ورد على نفس المنوال قائلا: - تمطر على خيبات آمالنا -إي والله وما عرف الخيبة ولا ذاق طعمها المر في الحب أحد غيري مثلي ولا قبلي ولن يذوقها كما ذقتها أحد بعدي فكيف لا تمطر عيوننا أو حتى لا تبكي السماء - أي نعم والله صدقت ومعك كل الحق.
-أنت تعرف أكثر من غيرك كم عانيت وقاسيت لأجل ذلك وكم اعتكفت في محراب وحدتي مستوحشا بينما ينعم من لم يعرف الصبابة ولا تذوق طعمها بحبيبات عميت قلوبهن رغم تفتح أبصارهن -أيها الحاقد (قال الصوت ضاحكا) -إي والله حاقد وينبغي لي.
لأني لا أفهم كيف يحصل ذلك بربك، تحب الفتاةَ وتموت فيها وتكتب لها أطنانا من الشعر الذي تتقبله بجفاء وتعاملها بكل الرقة والحنان فتصد عنك وتتهافت على من يسبها ويشتمها ووالديها ويبصق في وجهها ويكسر ضلعها الأعوج ويركلها كما يركل الصبيان الكرة.