💥 جديد 💥 بكاء وتعجب الشيخ من شوق النبي ﷺ ووفائه لزوجه خديجة رضي الله عنها الشيخ عبد الرزاق البدر

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 12 сен 2024
  • خديجة بنت خويلد: السيرة والفضيلة:
    هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي القرشية الأسدية، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأول مَن صدَّقت ببعثته، وكان تزوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بها قبل البعثة بخمس عشرة سنة، وقيل أكثر من ذلك، وكان سبب رغبتها في رسول الله: ما حكاه لها غلامها ميسرة مما شاهده من علامات النبوة قبل البعثة، ومما سمعته من بحيرى الراهب في حقه لما سافر معه ميسرة في تجارة خديجة، ولما بلغها من سيرته العطرة في مكة.
    وقد ولدت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولاده كلهم إلا إبراهيم، وكانت أسنَّ من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت رضي الله عنها ذات شرف، شريفة جَلدة، كثيرة المال، ولما تأيَّمت كان كل شريف من قريش يتمنى أن يتزوجها، فلما أن سافر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تجارتها ورجع بربح وافر، رغبت فيه، فأرسلت نفيسة بنت أمية إليه فقالت له: ما يمنعك أن تزوج؟ فقال: ما في يدي شيء، فقلت: فإن كُفيت ودعيت إلى المال والجمال والكفاءة؟ قال: ومن؟ قلت: خديجة، فأجاب[1].
    ميزات خديجة رضي الله عنها:
    1- الحسب والنسب والمال والشرف.
    2- رجاحة العقل وظهور الحكمة.
    3- التضحية بمالها في سبيل نصرة الحق.
    4- الحب العظيم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإيثار مرضاته.
    5- العفة والطهارة، فقد كانت تُلقَّب في الجاهلية بالطاهرة.
    فضائلها:
    1- هي أول مكلَّف صدَّق بنبوة نبينا عليه الصلاة والسلام على الإطلاق.
    2- تبشيرها بالجنة وهي ما زالت تمشي على الأرض.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب) [2].
    و"النكتة في قوله: (من قصب)، ولم يقل: من لؤلؤ - أن في لفظ القصب مناسبة لكونها أحرزت قصب السبق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها؛ ولذا وقعت هذه المناسبة في جميع ألفاظ هذا الحديث، وفي القصب مناسبة أخرى من جهة استواء أكثر أنابيبه، وكذا كان لخديجة من الاستواء ما ليس لغيرها؛ إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن، ولم يصدر منها ما يغضبه قط كما وقع لغيرها"[3].
    3- نالت السلام من الله ومن جبريل، ودل على ذلك حديث أبي هريرة السابق.
    4- قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنها: (خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة) [4].
    5- كل أولاد رسول الله منها، ما عدا إبراهيم. قال عليه الصلاة والسلام: (... إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد) [5].
    رد الجميل إليها من النبي الكريم:
    1- لم يتزوج عليها حتى ماتت.
    2- حبه العظيم لها، وعدم نسيانه فضلها، فقد قال عليه الصلاة والسلام فيها: (إني قد رُزقت حبَّها) [6].
    3- حزنه العميق على موتها، كما سيأتي.
    4- عدم زوال ذكراها من قلبه وذهنه، فعن عائشة قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعرف استئذان خديجة، فارتاع لذلك، فقال: اللهم هالة بنت خويلد، فغرت فقلت: وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين، هلكت من الدهر، فأبدلك الله خيرًا منها[7].
    5- حسن صلته صديقاتها برًّا بها؛ عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُكثر ذكرَها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة! فيقول: ( إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد) [8].
    الحدث الحزين وتاريخه:
    لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينعم في ظلال خديجة رضي الله عنها بخير عميم، ويجد عندها السكون والطمأنينة، وبردَ السلوان من لهب الأحزان، والعونَ الكريم على مشاق الحياة، فكانت له قرةَ عين، وموئل سعادة وسكينة، ولكن الموت حق كائن، وقدر لا يؤجل، فقد نزل الموت بخديجة رضي الله تعالى عنها في شهر رمضان لعشر خلون منه، وكان ذلك في السنة العاشرة من البعثة وقيل قبل ذلك [9].
    وقد كان لهذا الحدث وقْعٌ مؤلم في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث فقد به ساعدًا كان يعينه ويقوِّيه، ورفيقًا محبوبًا بقي معه في سرائه وضرائه مدة خمس وعشرين سنة، ومما ضاعف هذا الحزنَ قربُه من الحزن على موت عمه أبي طالب، الذي كان سنده الخارجي من الناس، حينما كانت أم أولاده خديجة رضي الله عنها سنده الداخلي.

Комментарии • 75