تفسير الإمام ابن كثير رحمهم الله سورة رقم ١٢ يوسف اية ٨٣ *قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ* قَالَ لَهُمْ كَمَا قَالَ لَهُمْ حِين جَاءُوا عَلَى قَمِيص يُوسُف بِدَمٍ كَذِب " بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسكُمْ أَمْرًا فَصَبْر جَمِيل" قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق لَمَّا جَاءُوا يَعْقُوب وَأَخْبَرُوهُ بِمَا يَجْرِي اِتَّهَمَهُمْ فَظَنَّ أَنَّهَا كَفَعْلَتِهِمْ بِيُوسُف قَالَ " بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسكُمْ أَمْرًا فَصَبْر جَمِيل " وَقَالَ بَعْض النَّاس لَمَّا كَانَ صَنِيعهمْ هَذَا مُرَتَّبًا عَلَى فِعْلهمْ الْأَوَّل سُحِبَ حُكْم الْأَوَّل عَلَيْهِ وَصَحَّ قَوْله" بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسكُمْ أَمْرًا فَصَبْر جَمِيل " ثُمَّ تَرَجَّى مِنْ اللَّه أَنْ يَرُدّ عَلَيْهِ أَوْلَاده الثَّلَاثَة يُوسُف وَأَخَاهُ بِنْيَامِين وَرُوبِيل الَّذِي أَقَامَ بِدِيَارِ مِصْر يَنْتَظِر أَمْر اللَّه فِيهِ إِمَّا أَنْ يَرْضَى عَنْهُ أَبُوهُ فَيَأْمُرهُ بِالرُّجُوعِ إِلَيْهِ وَإِمَّا أَنْ يَأْخُذ أَخَاهُ خُفْيَة وَلِهَذَا قَالَ *عَسَى اللَّه أَنْ يَأْتِينِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيم* " أَيْ الْعَلِيم بِحَالِي *الْحَكِيم* فِي أَفْعَاله وَقَضَائِهِ وَقَدَرهقوله: "من شر ما خلق": أي: من شر الذي خلق، لأن الله خلق كل شيء: الخير والشر، ولكن الشر لا ينسب إليه، لأنه خلق الشر لحكمة، فعاد بهذه الحكمة خيرا، فكان خيرا. وعلى هذا نقول: الشر ليس في فعل الله، بل في مفعولاته، أي: مخلوقاته. وعلى هذا تكون "ما" موصولة لا غير، أي: من شر الذي خلق، لأنك لو أولتها إلى المصدرية وقلت: من شر خلقك، لكان الخلق هنا مصدرا يجوز أن يراد به الفعل، ويجوز أيضا المفعول، لكن لو جعلتها اسما موصولا تعين أن يكون المراد بها المفعول، وهو المخلوق. *القول المفيد على كتاب التوحيد صفحة ١٦٤*
تفسير الإمام ابن كثير رحمهم الله
سورة رقم ١٢ يوسف اية ٨٣
*قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ*
قَالَ لَهُمْ كَمَا قَالَ لَهُمْ حِين جَاءُوا عَلَى قَمِيص يُوسُف بِدَمٍ كَذِب " بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسكُمْ أَمْرًا فَصَبْر جَمِيل" قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق لَمَّا جَاءُوا يَعْقُوب وَأَخْبَرُوهُ بِمَا يَجْرِي اِتَّهَمَهُمْ فَظَنَّ أَنَّهَا كَفَعْلَتِهِمْ بِيُوسُف قَالَ " بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسكُمْ أَمْرًا فَصَبْر جَمِيل " وَقَالَ بَعْض النَّاس لَمَّا كَانَ صَنِيعهمْ هَذَا مُرَتَّبًا عَلَى فِعْلهمْ الْأَوَّل سُحِبَ حُكْم الْأَوَّل عَلَيْهِ وَصَحَّ قَوْله" بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسكُمْ أَمْرًا فَصَبْر جَمِيل " ثُمَّ تَرَجَّى مِنْ اللَّه أَنْ يَرُدّ عَلَيْهِ أَوْلَاده الثَّلَاثَة يُوسُف وَأَخَاهُ بِنْيَامِين وَرُوبِيل الَّذِي أَقَامَ بِدِيَارِ مِصْر يَنْتَظِر أَمْر اللَّه فِيهِ إِمَّا أَنْ يَرْضَى عَنْهُ أَبُوهُ فَيَأْمُرهُ بِالرُّجُوعِ إِلَيْهِ وَإِمَّا أَنْ يَأْخُذ أَخَاهُ خُفْيَة وَلِهَذَا قَالَ *عَسَى اللَّه أَنْ يَأْتِينِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيم* " أَيْ الْعَلِيم بِحَالِي *الْحَكِيم* فِي أَفْعَاله وَقَضَائِهِ وَقَدَرهقوله: "من شر ما خلق": أي: من شر الذي خلق، لأن الله خلق كل شيء: الخير والشر، ولكن الشر لا ينسب إليه، لأنه خلق الشر لحكمة، فعاد بهذه الحكمة خيرا، فكان خيرا. وعلى هذا نقول: الشر ليس في فعل الله، بل في مفعولاته، أي: مخلوقاته. وعلى هذا تكون "ما" موصولة لا غير، أي: من شر الذي خلق، لأنك لو أولتها إلى المصدرية وقلت: من شر خلقك، لكان الخلق هنا مصدرا يجوز أن يراد به الفعل، ويجوز أيضا المفعول، لكن لو جعلتها اسما موصولا تعين أن يكون المراد بها المفعول، وهو المخلوق.
*القول المفيد على كتاب التوحيد صفحة ١٦٤*
ههههههه لمستو لمس