طارق عزيز ,, وجه صدام للعالم ووزير خارجيته ,, سلسلة أزلام النظام من قناة مكامن التاريخ

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 8 сен 2024
  • مَا سرُّ ولاءِ طارق عزيز لصدام حُسين حتى آخرِ لحظه، وفي مقابلِ ذلكَ بَكى صدام حسين لسماعِ قَرارِ إعدامهِ:
    طارق عزيز أو كَما سُمِّيَ عند َ الوِلادَةِ (ميخائِل يوحنَّا) المسيحي الوحيد في نِظام صدام حسين
    وزيرُ خارجيةِ العراقِ ، ونائبُ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ ، والمستشارُ الأقربُ للرئيسِ العراقيِّ السابقِ صدام حُسَين ومُمَثلُ حُكومَتهِ في القِمَمِ والمؤتمرات.
    ولِدَ في ( تِلْكَيف) قَريَةٌ تقعُ قُرْبَ مَدينةِ الموصل شمالَ العراق ، لِعائلةٍ كِلْدَانيةٍ كاثوليكية وَكانَ يَعمَلُ والِدُهُ مُضيفًا في المطاعم .
    درسَ اللُّغةَ الإنجليزيةَ في كليةِ الآدابِ بجامعةِ بغداد ، وعَمِلَ مُدرِّسًا وبعدها صِحَفيًّ في جريدة الجمهورية العراقية التي صدرت بعد ثورة عبد الكريم قاسم عام 1958 ، وانتقلَ بعدَ ذلكَ للعملِ مُديرًا لجريدةِ الجماهيرعامَ 1963 ، وَ تَولَّى بعدها مَهمَّةَ نائِبِ رَئيسِ مكتبِ الثَّقافةِ والإعلامِ القوميِّ ، وانْتُخِبَ عام 1974 عضواً مرشحاً للقيادةِ القُطْريَّةِ لِحِزبِ البعثِ العربيِّ الاشتراكيِّ ، حتى وصلَ إلى مَنْصِبِ وَزيرٍ للإعلام في نهاية عام 1974.
    كيفَ وَصَلَ طارق عزيز إلى صدّام حسين وَوَطَّدَ علاقتَهُ مَعه؟
    بدأت علاقةُ طارق عزيز بِصدام حُسين في أواخرِ الخمسينيات من خلالِ عُضويَّتِهِما بحزبِ البعثِ الذي كان محظوراً في ذلك الوقت، حتى أنَّهُ في عام 1977 استقال من منصبهِ وزيرًا للإعلام ؛ ليتفرّغَ للعمل الحزبيِّ وعُيِّنَ عضواً في مجلسِ قيادةِ الثورة، وانْتُخِبَ عضواً في القيادةِ القوميَّةِ لحزبِ البعثِ العربيِّ الاشتراكيِّ.
    حتى تولّى صدام حُسين الرِّئاسةَ الجمهوريَّةَ عامَ 1979 وعَيَّنَ طارق عزيز نائبًا لرئِسِ الوزَراء حتى احتلال العراق عام 2003 ورَبَطته بصدام حُسين علاقةُ صداقَةٍ وطيدة.
    وُصُولِهِ إلى هذا المركز في الدولة عَرَّضه لمحاولةِ اغتيال قُربَ الجامعة المستنصريَّةِ في بغداد عام 1980 وأُصيبَ بشظايا في يده ، مما دَفَعَ صدّام حُسين إلى الذهاب إلى الجامعة و إلقاءِ كَلِمَةٍ على الطلاب وقولهِ عبارَتَه المشهورة :"نحن نَرقُصُ على أكتافِ الموت".
    لَمَعَ نَجمُ طارق عزيز بعدما عَيَّنَهُ صدام حُسين وزيرًا للخارجية بين عامي 1983 و 1991، وقامَ بالسفر إلى الولاياتِ المتحدةِ وتوطيدِ العلاقاتِ معها بعدَ قطيعةٍ دامت 17 عامًا ، واجتمعَ مع الرَّئيسِ الأمريكيّ (رونالد ريغان) آنَ ذاك في البيت الأبيض .
    كما تَمكَّنَ من تأمينِ دعمِ الولاياتِ المُتَّحِدَةِ لبغداد أثناءَ حربِ الخليجِ الأولى ضدَّ إيران ، وأقامَ علاقاتٍ اقتصاديّةٍ قويّةٍ مع الإتحاد السُّوفيتيّ وذَلِكَ لحِنكَتِهِ الدُّبلوماسيَّةِ.
    وزادت شُهْرَتُهُ في وَسائِلِ الإعلام بعدَ الغزوِ العِراقيِّ للكِوَيت حيثُ اتَّخَذَ مَوقِفاً كانَ لهُ أَصداءٌ واسعةٌ بِرَفضهِ قُبولَ رِسالةٍ تُحَذِرُ مِن حَتْمِيَةِ الحرب وَجَّهَها الرَّئيسُ الأمْريكيّ جورج بوش الأب لصدام حُسين، خِلالَ اجتماعهِ في جِنيف مع وَزِيرِ الخارِجيَّةِ الأمريكيَ الأسْبَق جيمس بيكر.
    وكان اعتمادُ صدام حُسين عليه كبيرًا في كل شيءٍ خارج البلاد وذلكَ لأن صدام حسين كان غيرُ مُحِبٍّ للسفر.
    ومقابلَتُهُ مع البابا يوحنا بولس الثاني في فبراير عام 2003 زادت من شُهرتهِ حيثُ قامَ بالتَّعبيرِ عن رَغبَةِ الحكومةِ العراقيةِ في التَّعاونِ مع المجتمعِ الدُّوَلي، وخاصةً في قضيةِ إلغاءِ السِّلاح.
    وكان مِلَف الأسلحَةِ النَّوويةِ أهمَ مِلفٍ تَسلَّمَهُ طارق عزيز مما جَعَلَهُ دائِمَ الظهورِ في وسائِلِ الإعلام مُدافعًا عن العراق.
    ولكن كلُّ هذه الإنجازات لم تشفع له أمامَ الغزوِ الأمريكي على العراق في مارس عامَ 2003 حيث كان المطلوب رقم 25 من بينِ 55 مطلوبًا وُضِعَت صُوَّرُهم على أوراقِ اللَّعب ، وأَخَذَ أيضًا التَّرتيبَ الثَّانيَ عَشر من بينِ المَطلوبينَ الَّذينَ نَجَحَت القُوَّاتُ الأمريكيةِ في القبضِ عليهم فقد سَلَّمَ نَفْسَهُ بعد شهرٍ واحدٍ فقط من احتلالِ العراق وذلكَ بعدما تعرَّضَ مَنْزِلُهُ للسلبِ والنَّهبِ من قِبَلِ العراقيين .
    في محاكمته بدا هزيلاً ضعيفًا يرتدي (البيجاما) وآثارُ حُقَنِ المُغذي على يديهِ فقد كانَ مُضربًا عن الطعام ، ولكنَّهُ دافعَ دفاعًا قويًّا عن صدام حُسين واصفًا له برفيقِ دَربه ، وذكر أنه تَعَرَضَ للتعذيبِ وطالبَ بفتحِ تحقيقٍ بذلك.
    ووجهت له العديد من التهمِ أبرزها تهمة إعدام التُّجار وقضية تصفية الأحزاب الدينية ومشاركته في تحمُّلِ مَسؤولية قضية الدِّجيل وقضية التَّمرد في جنوب العراق وقد نفى هذه التُّهمَ عن نفسهِ مُعللاً ذَلِكَ بأنهُ وزيرٌ للخارجيةِ كَثيرُ السَّفر ، وفي كلِّ التُّهَم الَّتي وجِّهَت لهُ لم يشهد ضد صدام حسين قَط ، وواصلَ الدِّفاع عنه ، وطالبَ بمحاكمتهِ في بلدٍ مُحايد مثلَ هولندا ولكن دونَ جدوى ، حتى صَدَرَ الحكمُ عليه بالإعدام عام 2010 وحُكمًا بالسجن المُؤَبَد ، فأبكى هذا القرار صدام حُسين عندما سمِعَه .
    ولكِنَّهُ تُوفيَّ بذبحةٍ صدريةٍ عام 2015 في مستشفى الحسين التعليمي بعدما كان في سجن الناصرية لمدة 12 سنةٍ، ونُقِلَ جثمانهُ للدفنِ في الأردن حَسبَ وصيته ورغبةِ أبنائهِ واخْتُطِفَ جثمانهُ في مطار بغداد أثناء النقلِ إلى الأردن لمدة أسبوع ، وبعدها تمكنت عائلته من استردادها بمساعدةِ قواتٍ خاصة من الميليشيات العراقية ودفنها في الأردن في جنازةٍ شارك فيها مُؤيدوا نِظام صدام حسين وعائلة طارق عزيز.

Комментарии • 254