إذا أعياك من دنياك داء
HTML-код
- Опубликовано: 6 фев 2025
- إذا أعياك من دنياك داء لشاعر أهل البيت عليهم السلام محمد الحرزي
إذا أَعيــــــاكَ مِــــــنْ دُنيـــــاكَ داءُ وعَـــزَّ عَلَيْـــكَ أَنْ فُقِـــدَ الدَّواءُ
وأَعسَــرَتِ الأُمورُ عَلَيْـــكَ صَــرْفاً وضاقَ الدَّهرُ و انكَشَفَ الغِطاءُ
تَحَــرَّى لـــدى بِقـــاعِ الشَّـــامِ قَبـراً بــــه للهِ يَـــرْتَفِـــــعُ الدُّعــــــاءُ
لِــزَيْنَــــبَ وَلِّ طَـرْفَــــكَ مُستَـــغيثاً فأدنى مـــا يُبــادِرُكَ السَّخــــاءُ
و أذْلِلْ مــاءَ وَجهِــكَ فــي حِبـاهـــا فَخَيــــْرُ الذُّلِّ مــــا عَزَّ الحِبــاءُ
تَــــوَسَّــــلْ بــالعَقيـلَةِ و ارتَجيـــها ففي أكنـــافِها يَحْـــلو الرَّجــــاءُ
و لُـــذْ بِجِــوارِ خِـــــدرِ بَنِـــي نِزارٍ بِمَن شَرَفــــاً تَلـــوذُ بها السَّماءُ
حِمــى عَلْيـــا علـــيٍّ مَــــنْ إلَيــــهِم بِأَمرِ اللهِ يَنصَــــــــرِفُ القَضاءُ
و دارُ نَــــداً إذا مــا العــامُ أكْــــدَى تَفَجَّرَ مِنْ جَوانِبِـــــــها الرَّخــاءُ
تَبيتُ بـــها جُمــوعُ الوَفـــدِ رَغْـــداً فلا نَصَــــــبٌ هُنـــاكَ ولا عَياءُ
و إنْ شاهَــدْتَ فيــها المَيـتَ حيــــاً وعاد على السَّقيمِ بِـــها الشِّفــاءُ
فلا تَعجَــبْ فإنَّــكَ مِــــنْ تُــــــرابٍ ومِـــن مـــاءٍ لنـــا و لَكَ ابتِـداءُ
و إنَّ المــــاءَ يُحـــيي كــلَّ شَــــيءٍ فكيــــف بِمَــن هُـــمُ للمــاءِ ماءُ
تَتِيــــهُ على جِنـــانِ الخُــلْدِ قَــــدراً و للوُفــــادِ فيــــها مــــا تَشـــاءُ
و إنْ تَكُــــنِ التَّمــائِمُ فــي رِقــــابِ الورى حِــــرْزاً يُرَدُّ بِـــهِ البَلاءُ
فـــإنَّ تُـــرابَ أرجُــــلِ زائِــريــها يُجيرُ الخَلقَ إنْ ضــــاقَ الفَضاءُ
و لـــو أنَّ الأنــــامَ بـــها أقـــامَــت لمـــا طَلَعَتْ على مَيــــتٍ ذُكـاءُ
دِيـــــارٌ مَنْ أطــــالَ المَــــدحَ فيـها جنـــى بالعِــــيِّ مـا زَرَعَ العَناءُ
و لَولا الحُكــــمُ قُلـــْتُ لِقاصِــدِيــها لَكُم فيـــها عَنِ الحَــــجِّ اكتِفـــاءُ
بِها أبصِـــرْ و لا تُبصِـــــرْ إلَيــــها و دُونَ الشَّمـــسِ يَكفيكَ الضِّياءُ
هُنــــــاك لِزينــبٍ جَـــدَثٌ تســامى غداةَ طَغى على الكَـدَرِ الصَّفـاءُ
و مَجـــــدٌ أيْقَــنَ العُلَمــــــاءُ عَنـــهُ بـــــأنَّ العِلــــمَ غايَــــتُهُ الغَبــاءُ
و صَــــرْحٌ أنْبَــــأَ الدُنيـــا قَديـــــماً بـــــأنَّ الوَحيَ تُؤتـــــاهُ النِّســاءُ
فَجُـــدْ إن جِئتــها بالشَّــــــوقِ وِرداً و دَعْ لِلعَينِ مــــا جَهِـــلَ الثّنـاءُ