قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ | معلقة امرؤ القيس

Поделиться
HTML-код
  • Опубликовано: 8 сен 2024
  • فضلاً وليس أمرأ اشترك بالقناة وفعل خاصية الجرس ليصلك كل جديد وإن أعجبك الفيديو إضغط إعجاب وشاركنا رأيك بتعليق وشكراً..
    لمراسلتنا على الإميل adab.3araby@gmail.com
    فيس بوك / adab3raby
    تويتر / adab3raby
    قناة وائل حبال
    / whabbal
    امرؤ القيس
    (130-80 ق.هـ) (497-545م) امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار. شاعر يماني الأصل. اشتهر بلقبه، واختلف النسابون في اسمه، وكان أبو هملك أسد وغطفان، وأمه أخت المهلهل الشاعر وعنه أخذ الشعر. ثم ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه وثأر لأبيه من بني أسد وقال في ذلك شعرا كثيراً. وكانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار، فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وانتهى إلى السموأل فأجاره، ثم رأى ان يستعين بالروم على الفرس فسار إلى قيصر الروم يوستينياس في القسطنطينية، فوعده ومطله، ثم ولاه إمرة فلسطين، فرحل يريدها، فوافاه أجله بأنقره. وقد جُمع بعض ما ينسب إليه من الشعر في ديوان صغير.
    حياته
    ولد امرؤ القيس في ديار بني أَسَد بنجد ونشأ في قبيلة كندة، وهي أسرة ملوك كأسرتي الغساسنة والمناذرة، وكانت ديارها في جنوبي بلاد العرب غربيّ حضرموت، واستقرّ آل حُجر آكل المُرار في نجد، في ديار بني أسد، نحو سنة 480م.[3]
    توارث آباؤه السيادة على قبيلة بني أسد بنجد، وصار الأمر إلى أبيه حُجر، فكان يأخذ من بني أسد الإتاوة، وكان طاغية جباراً فثاروا به، وامتنعوا عن أداء الإتاوة فسار إليهم فأخذ سَرَواتهم (سادتهم) وضربهم بالعِصيِّ فسُمّوا عبيد العصا، واستباح أموالهم وطردهم من ديارهم فحقدوا عليه وأصابوا منه غِرّة فقتلوه.
    لم يكن امرؤ القيس في مطلع حياته يؤخذ بأُبَّهة الملك وشهرة السلطة والحكم، بل شغف بالشعر يصور به عواطفه وأحلامه وبالحياة ينتهب لذائذها. وقد طرده أبوه وخلعه لمجونه وتهتكه ولتشبيبه بنساء القبيلة وتصديه لهنّ، فهام الشاعر على وجهه مع جماعة من الصعاليك وكانوا إذا وجدوا ماء أقاموا عليه يصطادون وينحرون ويحتسون الخمرة ويلهون.
    تبدأ مأساة امرئ القيس حين اغتال بنو أسد أباه، فلما علم بالأمر قال:«ضيّعني أبي صغيراً وحَمّلني دمه كبيراً، لا صحوَ اليوم ولا سكر غداً، اليومَ خمرٌ وغداً أمر»، وحلف لا يغسل رأسه ولا يشرب خمراً حتى يدرك ثأره من بني أسد ويسترجع ملكه الضائع.
    أغار امرؤ القيس على بني أسد في حشد عظيم من قبيلتي بكر وتغلب فأدركهم وقتل فيهم قتلاً ذريعاً وأراد الاستمرار في مطاردتهم فتخلى عنه من معه، وكان المنذر بن ماء السماء اللخمي ملك الحيرة يخشى أن يستعيد امرؤ القيس سلطانه على بني أسد، فطارد امرأ القيس ومن معه من قبيلة كندة، ولجأ امرؤ القيس ومن معه إلى الحارث بن شهاب اليربوعي، ولكن المنذر تهدده إن لم يسلم إليه الكِنديين، فأسلمهم إليه فقتل منهم اثني عشر فتى.
    وتمكن امرؤ القيس من الفرار ولجأ إلى سعد ابن الضِباب الإيادي فأجاره. ولم يزل يتنقل مستجيراً من قوم إلى قوم والمنذر يطارده، وأخيراً لم يجد بداً من اللجوء إلى امبراطور الروم جوستنيان، بوساطة الحارث أمير الغساسنة وهم أعداء المناذرة، وقبل أن يصير إليه رهن دروعه وسلاحه عند رجل يهودي اسمه السَمَوءل كان يقيم في قصر له في بادية السماوة. ولما قدم على جوستنيان أكرمه ونادمه، واستمدّه امرؤ القيس فوعده ذلك، ولكن الشاعر توفي وهو في طريق العودة إلى دياره. ويقال إن الامبراطورـ لوشاية بلغته عنه ـ أهداه حلّة مسمومة لبسها فأسرع فيه السم، وتقرّح جلده ولما صار الشاعر إلى أنقرة ثقل فأقام بها حتى مات، وقد نسجت حول امرئ القيس وأخباره مرويّات كثيرة تختلط فيها الحقيقة بالخيال، ومن المحتمل أن تكون وفاته بمرض الجدري، ومن هنا جاءه لقب ذي القروح.
    شعره
    عدّ النقاد امرأ القيس في الطبقة الأولى من فحول شعراء الجاهلية، مع النابغة الذبياني وزهير ابن أبي سلمى والأعشى. ونسب النُقاد إلى امرئ القيس أوّليات كثيرة فقالوا إنه أول من وقف على الأطلال وبكى واستبكى، قال فيه ابن سلام الجمحي:«سبق العربَ إلى أشياءٍ ابتدعها واستحسنتها العربُ واتّبعته فيها الشعراءُ: استيقاف صَحبه والتَبكاءُ في الديار، ورقّةُ النسيب، وقرب المأخذ، وشَبّه النساء بالظِباء والبَيض، وشَبّه الخيل بالعِقبان والعِصيّ، وقيد الأوابد ـ أي وصف الخيل بشدة السرعة حتى إن الوحوش تتوقف وكأنها مقيدة والأوابد: الوحش ـ وأجاد في التشبيه، وفصل بين النسيب وبين المعنى. وكان أحسن طبقته تشبيهاً»، وقد برع في الوصف وابتكر الكثير من الصور الفنية.
    وشعره في الطبيعة صورة صادقة لشجاعته وتشرده وتقلبه من مكان إلى آخر، فهو يصحب الوحوش في الفلوات أو ينصرف إلى الصيد على ظهر جواد أسطوري لا مثيل له في عالم الخيول لحيويته الفائقة وحركته المذهلة التي يسيطر بها على العالم الخارجي فيحجر الوحوش في جحورها ويسدّ عليها منافذ الهرب.
    وقد وصف الشاعر الطبيعة الحيّة كالفرس والناقة والثور الوحشي والظليم، وصور الطبيعة الصامتة كالرياح والغيوم وقسوة الصحراء، وحديثه مع الليل يكشف خبايا نفسه المترعة بالهموم، ومن صوره الرائعة في معلقته قوله يصف الليل وقد أسبغ عليه حالته النفسية:
    وليل كموج البحر أرخى سُدولَه عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
    فقلت له لمّا تمطى بصُلبه وأردف أعجازاً وناءَ بكَلْكَلِ
    ألا أيّها الليلُ الطويل ألا انجَلِ بصبحٍ وما الإصباحُ منك بأمثلِ
    وقوام الصورة عند امرئ القيس، حبه للطبيعة، فمنها المواد والألوان والصدق، فلا مبالغة ولا تصنع في الألفاظ، والمعاني يسوقها في عفوية وإيجاز ودقة. وكان شعره سجلاً لأحداث حياته المضطربة التي امتزج فيها اللهو بمرارة العيش وتقلب الناس والأيام. وهذا الشعر يصور نزعة الشاعر الملكية بما فيها من ترف الأمراء كاصطحاب الطهاة في الصيد وذكر الطيوب وما يشبه ذلك. وللشاعر ديوان محقّق مطبوع في مصر. وقد أقيمت حول هذا الشاعر وشعره دراسات كثيرة متنوعة في القديم والحديث، وأُلفت كتب مقصورة عليه.

Комментарии • 546