أثر المشاهدات على التحول والثبات || ما تكرر تقرر - عبدالعزيز الطريفي ~ العقلية الليبرالية

⏱ من الأساليب التي يعتمد عليها أهل الباطل في الترويج لباطلهم إعلاميا؛ كثرة الطرق على مسامع الناس وأبصارهم وتكرار الباطل أمامهم مرات ومرات،
فضائيات وقنوات ومنصات ومواقع وتطبيقات وجرائد ومجلات،
يتكرر فيها الحدث الواحد عشرات المرات حتى يظن المشاهد أن الحدث تكرر مرات ومرات، فيألفه ويتطبع عليه،
وكما قيل: ما تكرر تقرر.
⚠️ وهذا الأمر يغفل عنه كثير من المصلحين والدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر،
فتجده يمل من طرح بعض المسائل وتكرارها، وبعضهم تميل نفسه إلى أن تظهر بصورة المتفرد الذي ينقل الأمور الغريبة والفريدة في كل مرة ويغفل عن تكرار الأمور الأساسية وإعادة طرحها والتذكير بها لترسخ في نفوس الناس.
🟢 وقد قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي فرج الله عنه في نفس السياق:
"وقد بيّن الله أثر المشاهدات على الثبات والتحول، وأثرها في قوة المواجهة وضعفها،
قال تعالى عن مواجهة النبي ﷺ للمشركين:
(إذ يريكهم الله في منامك قليلاً
ولو أراكهم كثيراً لفشلتم ولتنازعتم في الأمر)
فالصورة التي تكررت في ذهن النبي ﷺ في منامه عن قلة وهوان وضعف جيش المشركين قبيل الغزوة،
قوّت من أمره وشدّت من أزره،
وثبتت أصحابه أمام جمع المشركين،
وهذا نظير أثر الإعلام على النفس
سواءً كان أثره بحق أو بباطل.
قد أخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
قُللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لرجل إلى جنبي: تراهم سبعين؟
قال: لا، بل مئة،
حتى أخذنا رجلاً منهم فسألناه، فقال: كنا ألفاً."
~ العقلية الليبرالية